تونس الصباح: فتحت بعض محاضن ورياض الاطفال أبوابها لاستقبال الاطفال في حين تستعد باقي هذه المؤسسات إلى الانطلاق في النشاط مع مفتتح السنة الدراسية الحالية.. وككل سنة يواجه بعض الاولياء صعوبات في انتقاء المحضنة أو الرياض الملائم أين يستطيعون الاطمئنان على أولادهم خاصة في ظل انتشار بعض المؤسسات العشوائية التي قد لا تراعي أسس الرعاية الصحية والتربوية الضرورية للاطفال في سن ما قبل الدراسة وهي سن حساسة لها تأثيرها على مسار الطفل وعلى مؤهلاته وملكاته الذهنية والبدنية وحتى الاخلاقية. في الحقيقة إن التطرق إلى موضوع محاضن ورياض الاطفال العشوائية أصبح سنة تتكرر مع مفتتح كل سنة.. غير أن ملاحظات الاولياء حول خدمات بعض هذه المؤسسات واحصائيات عمليات المراقبة الصادرة عن الهياكل المعنية بمراقبة هذه المؤسسات والراجعة بالنظر إلى وزارة شؤون المرأة والاسرة والطفولة والمسنين التي تسجل سنويا مخالفات وتجاوزات، تؤكد أن الموضوع لا يزال يحتاج المزيد من التحسيس والمراقبة للنهوض بمستوى الخدمات المقدمة في مؤسسات رعاية الطفولة. وفق آخر الاحصائيات المتوفرة لدينا والتي تعود إلى السنة الفارطة فإن قطاع رياض الاطفال على سبيل المثال يضم حوالي 2700 رياض أطفال تتوزع بين 20 مؤسسة تحت إشراف وزارات و80 مؤسسة تشرف عليها البلديات في حين تشرف الجمعيات والمنظمات على حوالي 306 رياض أطفال ويشرف القطاع الخاص على النصيب الاوفر من هذه المؤسسات بما يناهز 2290 رياض أطفال.. أضف إلى ذلك قطاع المحاضن وتشير هذه الاحصائيات إلى توسع القطاع في السنوات الاخيرة وازدياد عدد مؤسسات الرعاية نظرا لواقع الحياة الاسرية اليوم والذي يفرض اللجوء إلى مؤسسات لرعاية الطفل.. لكن هل تستجيب جميع هذه المؤسسات للضوابط والشروط التي حددها الاطار القانوني وكراسات الشروط الخاصة؟؟؟ نقائص واخلالات الاجابة وكما ذكرنا من البداية "لا" بالطبع لان عديد النقائص لا تزال تشوب عمل بعض هذه المؤسسات على غرار الاطار العامل في هذه المؤسسات الذي يكون في أحيان كثيرة من غير المختصين مما يجعل مسألة الاحاطة بالاطفال في هذه الحالات تطرح أكثر من تساؤل حول قدرة هؤلاء على توفير مستوى رعاية وتربية يتناسب مع حاجيات الطفل.. تسجل النقائص والاخلالات كذلك على مستوى الفضاء المخصص لاحتضان الاطفال ونوعية الاجهزة المتوفرة فقد يكون هذا الفضاء ضيقا لا يستجيب للشروط التي تتلاءم مع حاجيات الطفل للحركة واللعب وقد يوظف الفضاء كمحضنة ورياض أطفال وحضانة مدرسية وهو مخالف للقانون،كما لا تتوفر التجهيزات المستعملة أحيانا على الضمان الكافي لسلامة الاطفال هذا إلى جانب الاخلال أحيانا بجوانب النظافة وتوفير المقومات الضرورية للحفاظ على صحة الاطفال. يسجل النقص أيضا على مستوى برامج الترفيه والانشطة التي يغيب فيها عنصر التنوع والابتكار والتجديد، رغم أن هذه البرامج تعتبر العنصر الاساسي لعمل رياض الاطفال من منطلق مساهمتها في الترفيه على الطفل وتجنيبه الملل والروتين من جهة وتوظيف الترفيه واللعب في الجوانب التربوية من جهة أخرى عملا بقاعدة علم الاطفال وهم يلعبون. ماذا عن عمل المراقبة؟ تشير مصادر وزارة شؤون المرأة والاسرة والطفولة والمسنين أنها تسعى مع بداية كل موسم باجراء مسح لجميع رياض الاطفال المنتصبة للاطلاع على مستوى الخدمات المقدمة ومدى احترام الضوابط الصحية والتربوية مع الاشارة إلى أن المسح يتم مرتين في السنة وتحدد على اثره المؤسسات التى سجلت بها نقائص حيث يتم التركيز عليها خلال زيارات الارشاد والتفقد طبعا إلى جانب زيارة بقية رياض الاطفال. تفيد الوزارة أيضا أنها تسعى إلى القيام بدورات تكوين وتأهيل وتبرمج هذه الدورات كل سنة انطلاقا من نتائج المسح الميداني وذلك لفائدة الاطار العامل في رياض ومحاضن الاطفال لتحسين مؤهلاتهم ومواكبة المستجدات في مجال التربية والرعاية السليمة للطفل..