لماذا لا يتم تفعيل الآلية 32 للعناية بالمناطق الخضراء؟ يحظى المحيط السياحي بعناية هامة من طرف الدولة لذلك تم احداث صندوق حماية المناطق السياحية منذ نسة 1993 الذي يتمثل دوره في تمويل مشاريع تحسين وتطوير البنية الاساسية في المناطق السياحية من طرقات وتنوير وتجميل وترصيف... بالتعاون مع البلديات والمجالس الجهوية للتنمية... دعما للمسالك السياحية التي تربط النزل بالمواقع التجارية والفضاءات الخدماتية وغيرها... ولئن تحقق الكثير بفضل تدخلات هذا الصندوق الذي ضخ عشرات المليارات طيلة 15 سنة مضت على احداثه في انجاز مشاريع عديدة وهامة غيرت وجه عديد المدن السياحية مثل طبرقة وبنزرت والحمامات... نابل وسوسة والمنستير والمهدية وجربة وتوزر... والتي اصبحت على درجة عالية من الجمالية التي كانت تفتقد اليها في السابق وهو ما ساهم في تحسين المحيط السياحي الذي يعد جانبا مكملا للمنظومة السياحية.. توسيع مجال تدخلات صندوق حماية المناطق السياحية لئن حقق صندوق حماية المناطق السياحية مكاسب عديدة بالمدن السياحية من خلال جملة من المشاريع فإن مجال تدخله بقي مقتصرا على وسط المدن بالطرقات والمسالك المؤدية للنزل والموقع القريب التي يرتادها السائح... لكن ولاشك ان المسؤولين على علم بان السائح الاجنبي يتجول في عدة مواقع طيلة فترة اقامته تمد الى القرى والارياف من خلال اقباله على مراكز التنشيط السياحي بواسطة الدواب مثل الابل والخيول والعربات السياحية والدراجات النارية ذات الاربعة عجلات من نوع «كواد» على اعتبار ان جل مراكز التنشيط السياحي تتموقع في القرى والارياف اي خارج المناطق البلدية فالسائح الاجنبي اصبح اليوم يعبر المسالك الفلاحية ويمر بجوار الاحياء الشعبية مثل التجمعات السكانية الكائنة بالحمامات الجنوبية على غرار حي جبنون والبسباسية وبئر البويتة وسيدي حماد وصولا الى سيدي الجديدي في اتجاه ولاية زغوان ونفس المثال يوجد في جهات اخرى من البلاد.. لذا فلابد على الهياكل المعنية ان تنتبه الى هذه النقطة حتى تحافظ على الصور المشرقة للسياحة التونسية ولا نشاهد عين السائح الاجنبي الا المناظر الجميلة في اي موقع او مكان قصده ان مر منه بمعنى نشير انه قد حان الوقت لتكون نظرة هذا الصندوق اكثر شمولية بالمساهمة في المشاريع بكامل تراب الجمهورية ويتوسع مجال التدخل ليشمل الأرياف والقرى في ما يتعلق بالمسالك الفلاحية القابلة ان تتحول الى مسالك سياحية والاحياء الشعبية القريبة من المناطق السياحية التي تمثل نقاط سوداء تحد من جمالية المحيط السياحي الذي يبقى في حاجة للتكامل بين جميع مكونات المنظومة السياحية.. لماذا لا يتم تفعيل الالية 32 للعناية بالمناطق الخضراء؟ كما هو معلوم في اطار تشغيل الشباب احدثت في السنوات الأخيرة عدة اليات منها الالية 32 التي يتمثل نشاطها بالخصوص في العناية بالمناطق الخضراء ورفع الفواضل المنزلية... ونظرا لكثرة الشباب المنخرط في هذه الالية الذين منهم من بعثوا مشاريع واخرين ينتظرون فرصتهم فلم لا يفكر صندوق حماية المناطق السياحية في هذه الشريحة -- من هؤلاء الباعثين الشبان عقود شركة يتم على اساسها فسح المجال للتدخل في المسالك السياحية باحداث المناطق الخضراء وتجميل المواقع التي يرتادها السائح ونحن نقترح هذا السبب ان هذا الصندوق يصعب عليه التدخل في القرى والارياف بانجاز المشاريع بسبب غياب المتابعة والعناية بتلك المشاريع التي عادة ما تتعهد بها البلديات بمعنى يجب ان تكون داخل المنطقة البلدية وفي الاستعانة بشباب الالية 32 يعتبر حلا عمليا يساعد صندوق حماية المناطق السياحية ويشجع لتوسع من مجال تدخلاته وبالتالي فتح الافاق امام عدد هام من اليد العاملة وتحقيق الاضافة في العناية بالمحيط السياحي والارتقاء به نحو الأفضل.