الحمامات الصباح لئن حظي المحيط السياحي بالحمامات في السنوات الأخيرة بعناية من خلال المشاريع العديدة التي انجزت بتمويل من الصندوق الوطني لحماية المناطق السياحية والتي شملت الطرقات بالتعبيد والترصيف والتنوير والتجميل.. لكن بقيت كل المجهودات منصبة على طرقات وسط المدينة في حين يقتضي الواقع أن يتوسع مجال التدخل ليشمل القرى والأرياف التي يمر منها آلاف السياح الأجانب على مدار السنة في جولات استطلاعية وترفيهية توفرها لهم مراكز التنشيط السياحي ركوبا على ظهور الإبل والخيل والعربات السياحية والدراجات النارية ذات الأربع عجلات من نوع «أكواد»، فالمحيط بالكامل أصبح مكشوفا لدى السائح الأجنبي نظرا لبعض النقاط السوداء والمظاهر المزرية احيانا التي يشهدها أثناء عبوره، فمثلا الحالة التي عليها بعض الاحياء الشعبية بالحمامات الجنوبية بكل من البسباسية وسيدي حماد وحي جبنون والتي لم يتم التدخل فيها بالتهذيب الى الآن رغم طابعها الفوضوي والسبب هو تأخر المصادقة على مثال التهيئة العمرانية التي نتجت عنه عدة سلبيات ستعاني منها المنطقة لفترة طويلة اذا لم يتم التدخل العاجل لاحتواء الوضع واضفاء البعد الجمالي على مثل تلك المواقع السكنية التي لا يفصلها عن المحطة السياحية المندمجة ياسمين الحمامات سوى الطريق الوطنية رقم1. ولا تتوقف تلك السلبيات على ما أشرنا اليه فقط، بل تنتشر في مواقع اخرى خاصة التي يعبر منها السائح الاجنبي ويكفي أن نشير الى المسلك السياحي بالفوارة الذي يستقطب آلاف السياح سنويا والذي يطل على مصب للفضلات بدأت العناية به مؤخرا... ولكن تستوجب ازالته نهائية خاصة بعد احداث عدد من مراكز التنشيط السياحي التي أضفت حركية على المنطقة ووفرت عددا هاما من مواطن الشغل. هل من حملة على هندام سواق سيارات التاكسي؟ اضافة الى ما ذكر، فان نقطة هامة اخرى تتعلق بقطاع سيارات التاكسي الذي يعتبر قريبا من السائح الاجنبي لما يقدمه من خدمات النقل على كامل منطقة الجولان التي يتحرك فيها السائح من الحمامات الى نابل، فالملاحظ أن هندام عدد هام من السواق غير لائق بالمرة، فهذا ملابسه متسخة وآخر ذقنه غير محلوق وآخر ينتعل «شلاكة» في قدميه واخر شعره طويل وآخر أظافر يديه عششت فيها الاوساخ، وعن الكلام والأخلاق تجاه الحرفاء فحدث ولا حرج وخاصة في فصل الصيف عندما تشتد ذروة العمل ينقص الاحترام والتقدير لهذا الحريف الذي يكون محل تقدير وتبجيل خلال باقي فصول السنة وخاصة الفترة الشتوية.. ويذكر أن منطقة الجولان الاولى التي تشمل مناطق نابل والحمامات ودار شعبان الفهري وبني خيار والمعمورة والصمعة تتجول بها 680 سيارة تاكسي فردي فضلا عن منطقة بوفيشة التي تضم 57 تاكسي فردي، علاوة على سيارات التاكسي الجماعي.. كلها على علاقة بالقطاع السياحي وبالتالي لا بد من الاهتمام بها بمزيد التوعية والتحسيس والضرب على أيدي العابثين بمصلحة هذا القطاع الحيوي ممن ينقصهم الكثير من التكوين والانضباط في المعاملة مع الحرفاء سواء كانوا تونسيين أو أجانب. غياب ملحوظ هذه السنة لظاهرة النشل و«البزناسة» يحسب لأعوان الأمن الوطني هذا الموسم وقفتهم الكبيرة وحزمهم وتواجدهم في جميع المواقع على مدار فترات النهار والليل وهو ما كانت له ابرز الانعكاسات الايجابية الملموسة في ظاهرة النشل التي سجلت بكثرة في المواسم السياحية الفارطة وقد تضرر منها عدد من السياح الأجانب والمصطافين التونسيين من زوار الحمامات، كما أن ظاهرة «البزناسة» اختفت هي الاخرى بعد حملات المقاومة لهذه الظاهرة التي تمت في المواسم الماضية وخاصة الثلاثة الأخيرة مما ساهم في القضاء على هذه الظاهرة بصفة نهائية، فالسائح يمكنه أن يتجول وسط المدينة ويجوب المدينة العتيقة بالخصوص دون أن يزعجه أي شخص ممن يعرفون بالبزناسة، وهذا مؤشر ايجابي على مدى نجاعة الحملات الأمنية التي تمت وقضت نهائيا على هذه الظاهرة.