يمثل عنصر الجودة رهان السياحة التونسية قبل موفى سنة 2009 الذي تسعى المنظومة السياحية الى بلوغه مع استكمال برنامج تأهيل النزل الذي يتضمن التدخل في 30 بالمائة من الوحدات الفندقية التي تتطلب الاصلاح والصيانة حتى تواكب مستوى النزل الجديدة التي تم تشييدها منذ مطلع التسعينات الى الآن من شمال البلاد الى جنوبها، وبالتوازي مع برنامج تأهيل النزل يجري حاليا تأهيل المحيط السياحي بكل مكوناته البشرية والطبيعية والبنية الأساسية من تجميل وتوفير فضاءات تتلاءم والمحيط السياحي بأكمله.
تأهيل العنصر البشري يمثل العنصر البشري النقطة المحورية في المحيط السياحي بما أن كل المنظومة مرتبطة بهذا الجانب، ففي المجال السياحي تمثل اليد العاملة السياحية داخل النزل أو التي لها علاقة بالسائح الاجنبي أو التونسي دورا هاما في إزدهار القطاع السياحي أو تراجعه من خلال ما تقدمه من مستوى خدمات في القطاعات المرتبطة بالسائح مثل النقل العمومي وسيارات التاكسي والاطعام بالمطاعم السياحية ومحلات الصناعات التقليدية التي تستقطب العديد من السياح الاجانب من مختلف جنسيات العالم وكذلك أصحاب مراكز التنشيط السياحي التي ارتفع عددها في السنوات الاخيرة اثر انتشار المناطق السياحية بكامل أرجاء البلاد والملاحظ أن هذا المراكز لم تصل بعد الى المستوى المطلوب على الاقل ما نلاحظه في أكثر المناطق عراقة في الميدان السياحي مثل جهة الوطن القبلي وتحديدا منطقة الحمامات- نابل التي تتوفر على اكثر من 20 مركزا للتنشيط السياحي في حاجة للتأهيل من حيث مواردها البشرية لأن التنشيط السياحي هو علم بحد ذاته ويجب أن نقتدي بتجارب بعض الدول المتوسطية وغيرها مثل المغرب وإسبانيا وإيطاليا التي تسعى دائما في تنشيطها السياحي الى ابراز وتقديم خصوصياتها الحضارية. ظاهرة «البزناسة» وتعد ظاهرة «البزناسة» من أبرز العناصر في تأهيل المحيط السياحي وقد تفشت هذه الظاهرة في السنوات الاخيرة في المدن السياحية الكبرى مثل الحمامات وسوسة.. رغم الحملات التي تقوم بها مصالح الأمن مع بداية كل موسم سياحي لكن حان الوقت للتعامل مع هذه الظاهرة بعمق من خلال تأهيل هؤلاء الاشخاص وإدماجهم ضمن برنامج يندرج في صلب تأهيل المحيط السياحي من أجل الحفاظ على مواطن الشغل لهؤلاء حتى يواصلوا نشاطهم في إطار قانوني. مزيد العناية بالبنية الاساسية تمثل البنية الاساسية المحيطة بالنزل الحلقة المطلوبة في المحيط السياحي ولذلك أحدث صندوق حماية المناطق السياحية منذ سنة 1993 الذي تدخل في عدة مشاريع للبنية الاساسية من طرقات وترصيف وتبليط وتنوير، وتجميل وتركيز التجهيزات الحضرية والتطهير ونقل شبكات تحتية وإحداث مناطق خضراء.. وهو ما ساهم في الارتقاء بجودة المنتوج السياحي في مختلف المناطق السياحية خاصة الساحلية منها على غرار الحمامات وسوسة وبنزرت وطبرقة والمهدية والمنستير وجربة.. ولكن في المقابل هناك رهانات كبيرة أمام هذا الصندوق الذي يجب أن يوسع مجال تدخلاته ليتجه الى المسالك السياحية المؤدية للمواقع الغابية والجبلية مثل الفوارة والمزيرعة وسيدي الجديدي من معتمدية الحمامات التي تتوفر بها مناظر طبيعية خلابة ويتردد عليها الاف السياح الاجانب سنويا من خلال خرجات يومية تقوم بها مراكز التنشيط السياحي على ظهور الابل والخيول والعربات السياحية وحتى الدراجات النارية من نوع أكواد (4 عجلات) معضلة التنشيط السياحي داخل النزل الى جانب بعض النقائص التي تعاني منها السياحة التونسية على مستوى اليد العاملة والأكلة وبعض الخدمات الاخرى فهناك نقاط اخرى هامة منها التنشيط السياحي داخل النزل الذي ولئن ارتقى في بعض النزل وعددها قليل ممن راهنت على الكفاءات في مجال التنشيط فإن هذا الجانب يكاد يكون مفقودا في بعض النزل الاخرى وهو ما يستدعي من المصالح المعنية بالقطاع السياحي التدخل لمراقبة محتوى التنشيط السياحي بالنزل مع ضرورة منح الاولوية لموروثنا الحضاري في محتوى المادة التنشيطية حتى نقدم للسائح الاجنبي منتوجنا التونسي الخاص بنا والتخلي نهائيا عن بعض النماذج المستوردة من الغرب، مقابل التقليل من الموسيقى الغربية الصاخبة مع التأكيد على ابتكار طرق وأساليب حديثة للتنشيط والطلب من اصحاب النزل بتشغيل خريجي معاهد التنشيط الثقافي لتولي دواليب التنشيط داخل النزل على عكس ما هو موجود حاليا في بعض النزل التي تستعين في هذا الجانب باشخاص لا تكوين لهم غير القليل من المعارف التي اكتسبوها بالممارسة مع النقص الملحوظ في اتقان اللغات الحية لأن التنشيط لغة وأسلوب ومظهر للتواصل مع المتلقي الذي هو في هذه الحالة السائح الاجنبي حتى يكون فكرة رائعة وجميلة عن بلادنا التي اختارها من بين بلدان العالم لزيارتها وقضاء عطلته بها.