«عقلية البيليك» مازالت معششة في بعض العقول تونس - الصباح: عقلية «رزق البليك» المنتشرة للأسف و بشكل راسخ في عقول الكثير من التونسيين تجعل التعامل مع الممتلكات العمومية والتجهيزات العامة يتم في أوقات كثيرة دون مبالاة بل يتعمد أحيانا البعض العبث بها واتلافها وكذلك سرقة بعض أجزائها... ونلاحظ سلوك العبث بالممتلكات العمومية هذا في التعامل مع وسائل النقل العمومية ومع التجهيزات في الطرقات العامة على غرار الإقدام على اتلاف أو سرقة الاسلاك الكهربائية وخطوط الهاتف وقنوات صرف المياه ...حتى أغطية بالوعات صرف المياه لم تسلم من أيدي العابثين... نلاحظ أيضا أن بعض المقاسم المعدة للبناء التي تصرف أموال طائلة لتجهيزها تتعرض هي الأخرى إلى الإعتداء باتلاف أو سرقة بعض تجهيزاتها هذا بالإضافة إلى تحولها في بعض الأحيان إلى مصبات للفضلات المختلفة... تغيير العقليات يتطلب دون شك الكثير من الجهد والوقت والعمل التحسيسي الذي من المفروض أن يكون منذ الصغر وعلى مقاعد الدراسة يجب ترسيخ الأسلوب الحضاري في التعامل مع المنشآت العامة... غير أن بعض الأسباب الأخرى يمكن تلافيها من خلال العمل على أن تتم عمليات التهئية في الحضائر العمومية وفي المقاسم بشكل أسرع مما هي عليه الآن لأن التأخير في التهيئة والبطء المسجل كذلك في توزيع المقاسم على مستحقيها للشروع في عمليات البناء من شأنه فتح المجال أمام العابثين بهذه المكتسبات... نشير في هذا الإطار إلى المقاسم التي تعدها الوكالة العقارية للسكنى في منطقة المروج السادس والتي تأخرت الوكالة في تقديمها إلى مستحقيها استنادا إلى ما صرح به لنا عدد من الراغبين في الحصول على أراضيهم في أقرب الأجال .فلماذا لا تستجيب الوكالة لطلباتهم لتمكنهم من الشروع في عمليات البناء من جهة وتوفر حماية لهذه المقاسم من عبث العابثين من جهة أخرى.