تم خلال السنة الفارطة في إطار مقاومة الحد من المصبات العشوائية داخل الاحياء باستغلال الاراضي البيضاء إصدار منشور للبلديات والدوائر البلدية تم بموجبه تسييج كل هذه الفضاءات. لكن الثابت أن هذه الاسيجة كانت هشة جدا، مما مكن من اقتحامها من طرف الاطفال للعب الكرة، أو أصحاب الشاحنات لترسي بها، وكذلك اقتحامها من بعض الاطراف لاعتمادها مصبا للفضلات، وخاصة منها تلك الصادرة عن فضلات حضائر البناء. فلماذا لا تتولى البلديات القيام بحملات للحد من مظاهر الاعتداء على الفضاءات التي باتت تستعمل أيضا للتخلص من الفضلات المنزلية مما يتسبب في انبعاث الروائح الكريهة منها؟ مرافق عمومية مهجورة تتآكل لو جلنا بشوارع العاصمة وحدها لشاهدنا عديد المرافق وعلى وجه الخصوص البناءات العمومية المغلقة منذ سنوات، والتي فقدت الحركة داخلها بالتمام. وبعض هذه البناءات هامة من حيث مواقعها الاستراتيجية وقابلة للاستغلال في مشاريع جديدة تبقى عديد المصالح العامة في حاجة ماسة إليها، وعندما تتثبت من هذه البنايات ومرجع إمتلاكها تجدها تابعة لمؤسسات عمومية، وخاصة منها الوزارات. والغريب في الامر أن هذه البنايات باتت مغلقة منذ سنوات فلا استفادت منها الوزارات المالكة لها، ولا فوتت فيها لمصالح أخرى. كما أن بعض هذه البنايات الضخمة بفعل إغلاقها الطويل باتت تفقد الكثير من قيمتها. فهل تتولى مصالح وزارة أملاك الدولة جرد هذه البناءات وتوفيرها لمن يستحقها حتى على طريق الكراء بدل تركها مغلقة؟ متى يقع تغيير بعض الحاويات؟ بعض الحاويات الخاصة بالفضلات المنزلية في المناطق البلدية فقدت كل مؤهلات حفظ الفضلات، وخاصة منها الاغطية التي تحفظ الفضلات وتحول دون تسرب الروائح الكريهة منها.. وبعض ان لم نقل جل هذه الحاويات مر على وضعها في أماكنها أكثر من 10 سنوات دون أن تتغير. فهل تتكرم علينا البلديات ودوائرها بين الحين والاخر بتغيير هذه الحاويات لان بعضها شاخ وهرم ولم تتول البلديات إحالتها على التقاعد وإنهاء مهامها. أيُّ المراقبين أكثر فطنة؟ نشاط الباعة المتجولين على اختلاف معروضاتهم وأماكن انتصابهم بات يتسم بالدهاء والحيلة العالية في الافلات من قبضة المراقبة الاقتصادية والامن والاعوان البلديين. فهم تراهم يضعون خلال نشاطهم عيونا ترصد حركة المراقبة وقدومها على طرفي الشارع، والساحات العمومية ومداخلها، وذلك في كافة المنافذ، وكلما حلت دورية حتى وأن كان أعوانها متنكرين إلا وتحركت الهواتف الجوالة لابلاغ الباعة بالخطر الداهم، وتبخر الباعة وسلعهم في لحظات، وبقي المكان خاليا الا من بعض الكرتونات التي يستعملونها لعرض سلعهم. فمن يراقب من؟ ومن من المراقبين أكثر فطنة؟