بقيت عديد المناطق المحاذية للعاصمة خارج اهتمامات مسؤولي البلديات مما حولها إلى مصبات للفضلات وملجإ للحيوانات السائبة ومصدر للحشرات السامة. هذا المشهد تتجلى ملامحه بحي التحرير الراجع بالنظر لبلدية تونس، حيث الوضع الصحي والبيئي به ينذر بأخطار محدقة فالفضلات المنزلية منتشرة بالأنهج والشوارع وحاويات الفضلات ملأى في منظر يذكر بمخلفات كارثة طبيعية فحيثما ولّيت النظر فلا ترى غير الفضلات المنزلية وحتى بعض الأجهزة المتآكلة وغير الصالحة للاستعمال لم تجد لها مكانا غير أرصفة الطرقات وفي أحسن الحالات على جنبات العمارات والمنازل.الحي غير متحرّر من المزابلهذا الوضع أدخل تشوهات على جمال حي التحرير ببناياته الشاهقة وشوارعه الشاسعة وطرقاته المتسعة وأنهجه المنظمة، كلها تحولت الى مصبات تنتشر منها الروائح الكريهة وما تحمله من مؤثرات على صحة المواطنين أطفالا وشبابا ونساء وشيوخا.من يتحمل المسؤولية... البلدية أم المواطنمتساكنو حي التحرير يحملون مسؤولية هذا الوضع لبلدية العاصمة لتأخرها في اتخاذ الاجراءات اللازمة والمتمثلة في رفع الفضلات وايجاد حلّ للمصبات العشوائية التي تنذر بكارثة بيئية لو استمر الحال على ماهو عليه.المعلوم أن مصبات المزابل قد اجتاحت بعد الثورة تقريبا العديد من المناطق بالبلاد التونسية وليست حكرا على حي التحرير وهذا ما يلقي بالمسؤولية أيضا على عاتق المواطن الذي قد يتجاهل في بعض الأحيان حجم المخاطر التي يمكن أن تنجر عن الأوساخ والفضلات فتراه يلقي بها أيما عنّ له ذلك في غياب الضمير الذي بحضوره قد يساعد البلدية على ايجاد حلول مناسبة تجنب متساكني حي التحرير مخلفات المصبات العشوائية. كما أن هذا لا يقلل من حجم مسؤولية البلدية في غياب الاجراءات الرادعة من طرفها حين أتاحت فرصة وضع الفضلات على الأرصفة وبالشوارع والأنهج ودون الالتزام برفعها في الابان.مواطنو حي التحرير يرفعون نداءهم الى السلط المسؤولة قصد الاسراع بايجاد حل يقي سكان الحي شرّ هذه المزابل ويجنبهم المخاطر الصحية والبيئية التي قد تتسبب فيها.