لا يختلف اثنان ان النادي الصفاقسي مدرسة عريقة من الطراز الاول وقد استطاعت على امتداد عقود وعقود ان تكوّن اجيالا واجيالا لعبوا دورا بارزا في دعم المسيرة الرياضية بالبلاد وقد ظلت هذه المدرسة الاصيلة رمزا للانضباط والاخلاق العالية والفن الرفيع غير ان الامو راضطربت منذ سنوات واستفحلت هذا الموسم بسبب الازمة المالية الخانقة وطغيان العقلية المادية لدى اللاعبين على حساب العقلية الرياضية وقد ادى ذلك الى تجاوزات كثيرة فاقت حدود المعقول داخل الميدان وخارجه وحتى في الفنادق بما عرض سمعة هذا الهرم الشامخ الى الهزات والى النيل من قيمته فهذا اللاعب يغادر النزل ليلا ويفعل ما يشاء والآخر يعتدي على حرمة من بالطريق في ساعة متأخرة من الليل وهذا يتغيب عن التمارين متى يحلو له منذ سنوات والآخر يتناوش مع الاطار الفني او مع زميله وشق آخر يطلق العنان لنفسه للتحامل على الهيئة وعلى الاطار الفني وحتى زملائه والاحباء دون ان يقع اتخاذ الاجراءات الصارمة والرادعة اللازمة وقد اقترنت هذه التصرفات التي تتفاقم حدتها من اسبوع ومن شهر لآخر بالمهازل التي حدثت في نهاية الموسم الماضي وتفاقمت في مطلع الموسم الحالي والا كيف يعقل ان يتلاسن النفطي وقمامدية خلال الحصة التدريبية التي تسبق مباراة هامة في حمام سوسة ويجدان نفسيهما ضمن التشكيلة الاساسية مع اسناد شارة القيادة من جديد للنفطي وكيف يعقل ان يتغب اللاعبون المتجاوزون للميثاق الرياضي وقائد الفريق لسان الدفاع عنهم الدعوات الموجهة اليهم للمثول ولحضور ملجس التأديب وغير ذلك من المهازل الذي تستدعي وقفة حازمة وصارمة جدا لوضع حد لها وليعود الفريق الى الجادة وبالتالي الى صورته الوضاءة التي بوأته المكانة السامية والمرموقة وجعلت منه واحدا من افضل الاندية التي تمارس كرة القدم في ابهى مظاهرها اخلاقا وفنا. والاكيد ان المسؤولين الذين يظلون تحت رحمة النتائج ويحرصون على البقاء ضمن قائمة المراهنين على المراتب الاربعة الاولى وعلى الالقاب يغضون الطرف احيانا عن مثل هذه الممارسات المرفوضة رفضا قطعيا وواجبهم يستدعي التصدي بحزم لاعادة الامور الى نصابها ولو ادى الامر الى الاستغناء مؤقتا او نهائيا عن ابرز الوجوه لانه بدون انضباط واخلاق يسير الفريق نحو الهاوية... وبالحزم والصرامة المعقولة والمستندة الى مبررات منطقية عاقط على هذا الهرم ولو ادى الى التضحية بالنتائج والالقاب لمدة سنة او اكثر فالنادي يزخر بالكفاءات والمواهب واللاعبين الممتازين جدا في الآمال والاواسط وبقية الاصناف الشابة والحكمة ان تعطي الهيئة المديرة التعليمات الى الاطار الفني لاقحام اللاعبين الشبان البارزين من الامال وحتى الاواسط تدريجيا في تشكيلة الاكابر حتى يتم التحول في كنف الهدء والنجاعة والاكيد ان الهيئة بامكانها الاجتماع بالاحباء للخوض في المسألة وانها ستجد كل التجاوب لان الانصار ضاقوا ذرعا بالحالة المزرية التي وصل اليها النادي وخاصة على مستوى الانضباط ولانهم مؤمنون ان الوقت حان لمراجعة الكثير من الطرق والاساليب والشروع في اعادة بناء ما تصدع على اسس متينة نجد بعدها وبعد موسم او موسمين فريقا عتيدا يشرف كالعادة الجهة والبلاد ويكون في مستوى التضحيات الجسام التي تتحملها الاسرة الموسعة لهذا النادي العريق.