سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ودعنا شاعر الوطنية والمقاومة شاعر الأمة العربية المعبر عن توقها إلى الحرية والكرامة كلمة الرئيس بن علي الموجهة إلى الحفل التأبيني برام الله بمناسبة أربعينية الشاعر الكبير محمود درويش:
رام الله (وات) توجه الرئيس زين العابدين بن علي بكلمة الى الموكب التابيني الذى أقامته مساء أمس الاثنين برام الله منظمة التحرير الفلسطينية احياء لاربعينية الشاعر الفلسطيني والعربي الكبير محمود درويش. وفي ما يلي النص الكامل لكلمة رئيس الدولة التي القاها رئيس مكتب الاتصال للجمهورية التونسيةبرام الله: «بسم الله الرحمان الرحيم حضرات السادة والسيدات لقد شاءت الاقدار أن نودع شاعر فلسطين الكبير وابنها البار محمود درويش وهو في عز عطائه الادبي وابداعاته الفنية ومواهبه الفريدة بعد أن عاش طوال حياته الزاخرة بالانتاج مسكونا بقضية شعبه عاشقا للحرية مناضلا مستميتا في وجه الاستعمار والعدوان. عاش قساوة الاحتلال منذ نعومة أظافره عندما دمرت قرية «البروة» الفلسطينية مسقط رأسه لتقام على أطلالها مستوطنة وتعرض الى التشريد منذ طفولته عندما لجأ الى لبنان في السنة السابعة من عمره وعرف بعد ذلك الكثير من صنوف الاضطهاد والتضييق والاعتقال بسبب أفكاره واقواله. انه نذر حياته ومهجته لقضية شعبه وقضية العرب الاولى قضية فلسطين فكان بحق شاعر الارض والوطن يقاوم الاحتلال بقلمه وابداعه وبما يحمل فنه من أبعاد انسانية سامية. وقد استطاع شاعرنا الراحل بعبقريته المتميزة وبأشعاره الرائعة أن يكسب العقول وينفذ الى القلوب وأن يجسم بحق ضمير شعبه ووجدانه وذاكرته المتوقدة يعبر بصدق وعمق عن آلامه وأحلامه وطموحاته ويرفع صوت فلسطين عاليا صادقا نقيا ثائرا عبر انتاجه الغزير في لغته الام وفي ترجماته الى لغات العالم. اننا ودعنا شاعر الوطنية والمقاومة شاعر الامة العربية المعبر عن توقها الى الحرية والكرامة والتقدم والرافع لراية ثقافتها عاليا في المحافل الدولية.. شاعرا زرع الامل في شعبه وغذى في صفوفه روح الصمود وعمق الايمان بقضيته مهما عتت الرياح واشتدت التحديات. انه شاعر فلسطين الكبير الذى أحب تونس وأحبته وكان لها موقعها البارز في تجربته الشعرية. احتضنته بدفء وأكرمت وفادته بما هو جدير به بين أهله ومنحته جائزة 7 نوفمبر للابداع وقلدته الصنف الاول من الوسام الوطني للاستحقاق الثقافي تغنى بها في أشعاره وودعها يوم أن غادرها عائدا الى أرض الوطن بقصيدة وجدانية رائعة من بين ما جاء فيها: نحبك يا تونس أكثر مما كنا نعرف فهل نقول لك شكرا لم أسمع عاشقين يقولان شكرا ولكن شكرا لك لانك أنت من أنت حافظي على نفسك يا تونس سنلتقي غدا على أرض أختك فلسطين... ذلك هو شاعرنا الكبير الذى فقدناه.. وعزاؤنا أنه ترك من الابداعات ما سيظل على مر الزمان معينا خالدا لا ينضب تنهل منه أجيالنا المتعاقبة روح الصمود وروعة الفن الجميل. واذ نشارك اليوم في حفل تأبينه الذي يقام برام الله بهذه الكلمة الموجزة فاننا نتوجه بجزيل الشكر الى اخواننا الفلسطينيين قيادة وشعبا على دعوتهم الاخوية الكريمة واتاحة هذه الفرصة لنا للحديث عن راحل عزيز صديق لتونس نقدره ونحبه. رحم الله شاعرنا الفذ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». وقد لقيت كلمة سيادة الرئيس تجاوبا وتفاعلا عميقين من قبل المشاركين في هذا الموكب من فلسطين وسائر الدول العربية حيث قوطعت اكثر من مرة بالتصفيق الحار. وأعرب الدكتور سلام فياض رئيس الحكومة الفلسطينية خلال هذا الموكب نيابة عن القيادة الفلسطينية عن مشاعر التقدير لتونس معبرا عن شكره العميق وكبير عرفانه للرئيس زين العابدين بن علي لما قدمته تونس وتقدمه من دعم دائم وثابت للشعب الفلسطيني.