المتهم في هذه القضية هو شاب في العقد الثالث من عمره ماتت والدته منذ ان كان سنه 15 عاما فبقي يعيش مع والده المسن والبالغ من العمر 70 ولم يكن المتهم سالكا الطريق السوي فقد كان يعاقر الخمر كما انه كان يجلب العديد من الشبان والفتيات الى محل سكنى والده غير مبال بمشاعر الاخير وكذلك غير منصت لنهيه له العديد من المرات عن ذلك السلوك الى ان جاء يوم الواقعة الموافق لشهر جانفي 2008 وبعد ان تشاجر المتهم مع والده قام بدفعه على الاريكة فارتطم رأسه بها واصيب باصابات بليغة على رأسه ورغم ذلك لم يقم المتهم باسعافه بل تركه ينزف الى مطلع الفجر حيث قام بنقله في حدود الساعة العاشرة صباحا الى مستشفى الرابطة بالعاصمة ولكنه فارق الحياة بعد ذلك، وجاء بتقرير الطبيب الشرعي ان وفاة الهالك كانت ناجمة على ارتطام بشيء حاد وصلب كما كشف الطبيب في تقريره عن وجود كدمات على وجه الهالك وكذلك اثار اعتداء بالة حادة. وقد تم ايقاف المتهم وذكر خلال استنطاقه ان صديقا له يملك كلبة رفضت زوجته تواجدها بالمنزل فطلب منه ان يبقيها لديه واضاف المتهم ان والده رفض ذلك فتشاجر معه. وبتاريخ الواقعة قدم ذلك الصديق وحصلت بينهما مشاجرة فتدخل والده لفظ الخلاف بينهما فقام بدفعه مرة واحدة على اريكة موجودة بالبيت بحي النصر 2 وكان ذلك بعد منتصف الليل، وحول عدم اسعافه له اجاب المتهم انه لم يجد وسيلة نقل، لذلك نام وترك والده بعد ان عاينه يستعمل بخاخة تستعمل لعلاج الربو.. وفي اليوم الموالي وحوالي الساعة العاشرة صباحا اصطحب والده الى المستشفى. وقد احيلت الكلمة لمحامي المتهم ليرافع عنه من اجل تهمة الضرب والجرح الواقع منه عمدا دون قصد القتل طبق الفصل 208 من ق.ج فلاحظ ان فعل منوبه لم يكن السبب المباشر لوفاة الهالك باعتبار وان هذا الاخير وبعد نقله الى المستشفى قد سقط هناك ويمكن ان تكون الوفاة ناجمة عن ذلك السقوط وليس عن الدفع واضاف ان الواقعة يشوبها شك حول الوفاة وهذا الشك ينتفع به المتهم وختم الدفاع مرافعته بطلب اعادة تكييف الافعال واعتبارها من قبيل الاعتداء بالعنف الشديد من الخلف على السلف والتخفيف عنه في العقوبة قدر الامكان.