نظرت الدائرة الجنائية الأولى بالمحكمة الابتدائية بتونس أمس في قضية مقتل نادل الحانة بالزهراء والتي تورّط فيها متهم في مقتبل العمر وتم احضاره بحالة إيقاف وكانت دائرة الاتهام وجهت له تهمة الضرب الناجم عنه الموت دون قصد القتل طبق أحكام الفصل 208 من المجلة الجزائية. وبالرجوع للوقائع فإنه خلال الليلة الفاصلة بين 8 و9 أوت 2007 كان نادل حانة يقوم بعمله بجهة الزهراء عندما قدم زبون ومعه أصدقاؤه وبعدما احتسوا الجعة همّوا بالمغادرة دون أن يدفع أحدهم الحساب ولما لحق به النادل وطالبه بدفع الحساب والمقدر ب36 دينارا حصل خلاف بينهما وتطور الى اعتداء بالعنف من طرف الحريف إذ لحق بالنادل إلى غرفة خزن المشروبات وصفعه فسقط أرضا ثم نهض ولكن أغمي عليه من جديد فوقع نقله الى مستشفى الحبيب ثامر ومنه الى مستشفى الرابطة إلا أنه توفي بعد 10 أيام من دخوله المستشفى. وبين تقرير الطبيب الشرعي أن الوفاة ناتجة عن ارتطام رأس الهالك من الجهة اليمنى بأرضية صلبة. وبإيقاف الحريف المتسبب في الوفاة اعترف بأنه تشابك مع المجني عليه وصفعه ولم يكن ينوي قتله، وواصل اعترافه في جلسة أمس أمام هيئة الدائرة الجنائية الأولى بابتدائية تونس وصرح أن سوء تفاهم حصل بينه وبين المجني عليه الذي تربطه به علاقة طيبة بحكم أنه زبون في الحانة، وقد بادر الهالك بشتمه وصفعه فرد عليه بالمثل، كما أكد على أنه دفع حساب المشروب. وبإعطاء الكلمة لمحامي القائمين بالحق الشخصي بين أن الوقائع تثبت أن القتل متعمد وأن الجاني قذف الهالك بقارورة ثم عاد وهاجمه في غرفة خزن المشروبات، وطلب اعادة التكييف القانوني واعتبار الأفعال من قبيل مقتضيات الفصل 205 من القانون الجزائي. وأما محاميا المتهم فبينا أن منوبهما كان ساعة الحادثة في حالة نفسية سيئة لاسيما أنه فقد شقيقه الوحيد، وبينا أيضا أن الهالك مصاب بمرض السكري كما أن التقرير يثبت إصابته بجرثومة بغرفة الانعاش بالمستشفى مما أدى الى التهاب في الرئة وهي جرثومة تأتي عادة من التهوئة أو الآلات غير المعقمة، وطلبا الاطلاع على الملف الطبي للهالك للتثبت من أنه توفي بسبب الضرب أو الجرثومة. وبعدما سجلت المحكمة المرافعات وأقوال المتهم حجزت القضية للمفاوضة.