كنا اشرنا في عدد الامس الى اجتماع الرؤساء القدامى للنادي البنزرتي للنظر في الوضع الراهن للفريق والبحث عن مخرج له، وقد تكتم حينها الجميع على الاقتراحات التي انبثقت عن ذلك الاجتماع، وقد تواصل التكتم حتى نهار امس ربما انتظارا للوقت المناسب بعد استشارة جميع الاطراف. لكن الثابت ان الشارع الرياضي بدأ يتحدث عن ازاحة محتملة للقروي، اذ تبادل بعض الاحباء ارساليات قصيرة بالهواتف الجوالة للتحول الى جندوبة لمؤازرة الفريق ودعمه تشجيعا ومساندة لذلك الاقتراح. وينص هذا الاقتراح الذي تقدمت به اللجنة العليا للدعم والمساندة في اجتماع الجمعة برئاسة المنصف بن غربية رئيس اللجنة وحضور عدد من الرؤساء السابقين على سحب ثقتها من الرئيس الحالي للنادي البنزرتي احمد القروي، وتشكيل هيئة وقتية برئاسة الاستاذ سعيد الطاهر لسود «رجل كأس افريقيا» تتولى تسيير شؤون الفريق الى حين انعقاد جلسة عامة في اجل لا يتعدى الثلاثة اشهر لتشكيل هيئة مديرة جديدة.والجدير بالذكر ان اللجنة العليا للدعم والمساندة بعثت عام 2000 ومن صلاحياتها، حسب ما علمنا، التدخل بالمنفعة ودفع مضرة ان اقتضت مصلحة النادي ذلك ومعلوم ان النادي البنزرتي عاش في فترة رئاسة احمد القروي اصعب المواسم في تاريخه، وهو يحتل اليوم المرتبة الاخيرة في البطولة، كما لعب في المواسم الثلاثة الماضية من اجل تفادي النزول والحال انه في بداية كل موسم يكون الحديث عن مراتب متقدمة في الترتيب العام، وضع مله الجمهور الذي راح يعبر عن ذلك بعبارات الغضب على المدارج، او بالدعوة الى مقاطعة المقابلات ببنزرت عبر الارساليات القصيرة، كما حدث قبل استضافة اتحاد المنستير، يضاف الى ذلك الاختلاف مع المساعد الاول للرئيس، وهو اختلاف تكرر مع المساعدين الاوائل في المواسم السابقة، وهو ما جعل البعض يتساءلون عن سبب هذا الاختلاف بين رئيس النادي ومساعديه، وهل كانوا جميعا مخطئين، وهو الوحيد على صواب؟ الى جانب كل ذلك سجل النادي اضخم عجز مادي في تاريخه، عجز تجاوز المليار والذي اصبح عائقا للتسيير الامثل حاليا، وهو ما اسهم في ترويج اشاعة احتمال تفريط القروي في بعض اللاعبين الواعدين هذا الموسم اشاعة قد تتحول الى حقيقة في نظر البعض لانها قد تكون الطريقة الوحيدة المتوفرة للقروي لاستعادة امواله، باعتبار ان جل اللاعبين «الكبار» الاخرين مرتبطون بالنادي حتى شهر جوان فقط. كل هذه العوامل والاحتمالات تجعل الاجواء المحيطة بالنادي غير مريحة خصوصا في ظل المرتبة الاخيرة في الترتيب والروزنامة العسيرة لمرحلة الذهاب التي قد لا تسمح للفريق بالخروج من ذيل القائمة، بل وقد تهدده بارتفاع الفارق بينه وبين الاندية التي تجاوره في ذيل القائمة.. وهو ما قد يلقي بظلاله القائمة على الشارع الرياضي ببنزرت. لذلك يبدو ان الهيئة العليا للدعم في اجتماعها الاخير قد تطرقت الى كل هذه الجوانب، قبل اقدامها على ذلك الاقتراح الذي رفعته الى السلط الجهوية للبت فيه والسؤال هو هل تأتي الساعات القليلة القادمة بالجديد في هذا الموضوع؟ على كل ينتظر ان تعقد هذه اللجنة اجتماعا جديدا في بداية الاسبوع للنظر في الامر في ضوء المعطيات الجديدة التي ستظهر هذه الايام والتي قد يكون من ضمنها بعض القرارات التي قد يتخذها القروي نفسه.. فلننتظر.