الآلاف من الموظفين أجبروا على الوصول إلى عملهم في وقت متأخر لتفادي ما حصل من اكتظاظ في حركة المرور كان لا بد من بلاغ سريع لكي لا يفاجأ مستعملو الطريق بما حصل تونس الصباح جد الليلة قبل الماظية في حدود الساعة الحادية عشرة حادث مرور على مستوى المنطقة الصناعية بالشرقية تمثل في ارتطام شاحنة ومجرورتها بممر علوي للراجلين . وقد ادى هذا الحادث الى تصدع في الممر ، دعا السلط الامنية والمرورية الى اخذ الاحتياطات الكاملة وذلك بغلق الطريق حفاظا على سلامة المواطنين الى حين اجراء المعاينات اللازمة من طرف فنيي التجهيز، واصلاح العطب الحاصل في هذا الجسر. وقد افادتنا مصادر أمنية عليمة اثر هذا الحادث ان جملة من الاحتياطات قد تم اتخاذها في الابان تمثلت في تحويل حركة المرور بانتظار التقارير والاجراءات المنتظر اتخاذها من طرف وزارة التجهيز بخصوص هذا الجسر واصلاحه على اعتبار انها المسؤولة في هذه الحالة عن حالة الطرقات. تأثر كبير لحركة المرور بهذا الحادث واعتبارا للاجراءات الامنية المتخذة والمتمثلة كما اشرنا في غلق الطريق التي يمر فوقها هذا الجسر، وتحويل حركة المرور في اتجاهات اخرى دون سابق علم لمستعمليه، فقد شهدت طرقات العاصمة صباح امس اكتظاظا كبيرا ، تعطلت معه الحركة في مستويات عديدة، خاصة على مستوى المنعرجات الدائرية والمحولات وفي مستوى عديد الجسور . فعلى مستوى الشرقية اختنقت الطرقات بالسيارات القادمة من الضاحية الشمالية مثل المرسى وقرطاج وغيرها من الاماكن الاخرى الشمالية التي يقطنها مئات الالاف من مستعملي هذا الطريق. وفي نفس الوقت شهدت ضاحية سكرة وبرج الوزير وغيرها من الاماكن القريبة التي تدور في فلك هذه الممرات اختناقا لا مثيل له تواصل الى غاية الساعة العاشرة صباحا . كما تأثرت حركة المرور بشكل بارزعلى مستوى تقاطعات طريق رواد والطريق السريعة رقم 8 ، وخاصة في مستوى الجسر الثاني الجديد المحاذي لحي الاندلس والمتاخم لاحياء النحلي والغزالة . ولعل ما يمكن الاشارة اليه بخصوص تعطل حركة المرور هو المستوى الشرقي لمداخل العاصمة الذي تواصل به هذا الاكتظاظ الى غاية الساعة الحادية عشرة صباحا من يوم امس. تحويل مسارحركة المرورفجأة زاد الامر ارباكا ان هذا الحادث حسب ما يبدو يعتبر بسيطا جدا ويمكن ان يحصل في اي وقت وفي كل مكان .. لكن حصوله في منطقة حساسة من العاصمة وكذلك اخذ تدابير وقائية بشأنه تمثلت في غلق الطريق التي تمر تحت هذا الجسر بشكل سريع ومفاجىء ، ودون علم مستعملي الطريق بتغيير وجهة المرور هو الذي قاد الى ارباك حركة المرور بهذا المستوى الذي حصل صباح امس. فكل المواطنين من متساكني العاصمة تعودوا على اتباع مسالك مرورية كل صباح واعتادوا عليها وعلى ممراتها الدائرية ومحولاتها وجسورها. ولا شك انهم كانوا آخذين بعين الاعتبار تدفق الحركة صباحا وما يلزمهم من الوقت للوصول الى عملهم، لكن عندما فوجئوا امس بغلق الطريق محل هذا الحادث ، تبعثرت اوراقهم وبات كل واحد يبحث عن مسلك جديد لتفادي الاكتظاظ والتعطيل ، غير انه وعلى ما يبدو «لم تعد كل الطرق تؤدي آلى روما» حيث ارتبكت حركة المرور وامتدت طوابير السيارات في كل الاتجاهات، وتكالب مستعملو الطريق في محاولات لاجتياز جملة من تلك الصعوبات الحاصلة في اماكن عديدة مما جعل الحركة صعبة وبطيئة في جملة من الاماكن. لم لا يصدر بلاغ سريع عبر وسائل الاعلام؟ ان المتعارف عليه في مثل هذه الحالات هو قراءة سريعة لما يمكن ان يترتب عن حادث مثل هذا من انعكاسات على حركة المرور. وبعد جملة المعطيات التي تتوفر تتخذ التدابير الوقائية والمرورية . واذا كانت السلط الامنية والمرورية قد اصابت في اخذ كافة الاحتياطات اللازمة بخصوص سلامة مستعملي الطريق وأغلقت الطريق محل الحادث ، فانه كان ايضا من الضروري اصدار بلاغ سريع عبر الاذاعة والتلفزة التي يتناهى صوتها الى كل الناس لاشعارهم بالتغيير المتخذ والحاصل على مستوى حركة المرور، وذلك لتفادي الاكتظاظ الذي حصل صباح امس ليكون الناس على علم بالتغييرات الحاصلة ولو وقتيا فيها. فلماذا لم تقع المبادرة بهذا شأن ما يتخذ من تدابير مماثلة عند نزول الامطار وانقطاع الحركة في بعض الطرقات بفعل فيضان بعض الوديان؟ وتبقى حركة المرور شديدة الحساسية والتأثر ان جملة الانجازات الحاصلة والتي تحصل في كل سنة في مستوى البنية الاساسية والطرقية بالعاصمة خلال العشريتين الاخيرتين هامة جدا، وهي قد غيرت فعلا في واقع عديد الاشياء... لكن الذي يلفت الانتباه على الدوام هو ارتباك حركة المرور لابسط الاشياء.. فكلما تهاطلت الامطار تعطلت الحركة... وكلما حصلت اشغال حصل نفس الشيء. ولعلنا في مثل هذه الحال لا نملك الا ان نحيل سؤالا بسيطا على المسؤولين عن الطرقات والمرور يتمثل في القول: لماذا هذا الارتباك الدائم في حركة المرور؟ وهل بات من الضرورة القصوى التفكير في طرقات حزامية ودائرية بالعاصمة يمكنها ان تمثل البديل السريع في مثل هذه الحالات وتؤسس لمداخل جديدة واضافية لوسط العاصمة. ان الاعتقاد في ضرورة بعث هذه الطرقات مثلما هو موجود بالمدن الاوروبية يبقى اساسيا لتجاوز صعوبات حركة المرور اثناء حوداث من هذا القبيل او في الحالات العادية.