سحب الشريط السوري من مسابقة أيام قرطاج السينمائية بين مبدعته وسلطات بلدها تونس/الصباح: عدّد السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث في الندوة الصحفية التي عقدها صباح امس بمقر الوكالة الوطنية للاتصال الخارجي المنجزات الثقافية التي حفلت بها تونس على امتداد العقدين الاخيرين وأبرز في بداية حديثه ان التحول المبارك مثل منعطفا تاريخيا حاسما دخلت بفضله بلادنا طورا متقدما من النماء والازدهار. واشار الوزير ان المتأمل في البرنامج الانتخابي لتونس الغد وما تضمنته النقطة 19 «ثقافة للجميع تشجع على الابداع وتواكب العولمة» يقف على مدى حرص رئيس الدولة على دعم القطاع الثقافي وتعزيز مكانة الفكر والابداع والاحاطة بهم. وذكّر السيد عبد الرؤوف الباسطي بالقرار الرئاسي الرائد بالترفيع في ميزانية وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التي ستبلغ 25،1% من ميزانية الدولة سنة 2009 ليخلص بعد ذلك لابراز المنجزات في كل المجالات الثقافية منها احداث وكالة التراث والتنمية الثقافية واعادة هيكلة المعهد الوطني للتراث سنة 1973 وصدور مجلة حماية التراث الاثري والتاريخي والفنون التقليدية سنة 1994. وشهدت تونس في مجال الكتاب تطورا بلغ 171 مؤسسة وجاء قرار الغاء التراخيص بالنسبة لاحداث دورالنشر وتعويضها بكراس شروط ميسرة يصب في خانة النهوض وتنمية هذا القطاع وفي مجال الفن الرابع نوه الوزير بالدور البارز بالمسرح الوطني باعتباره مؤسسة مرجعية اساسية في التكوين والانتاج مؤكدا ان الوزارة تعمل حاليا على استثمار نتائج الاستشارة الوطنية حول المسرح مشيرا في ذات الوقت الى ارتفاع عدد فرق الهواة في المجال المسرحي. وفي حديثه عن القطاع الموسيقي بيّن الوزير انه تم وضع خطة لتشجيع الاصدارات الموسيقية وتخصيص 80% من برامج المهرجان للانتاج الموسيقي التونسي وشهدت في ذات الوقت الميزانية المرصدة للفنون التشكيلية ارتفاعا هاما كما ان المهرجانات بلغت 372 مهرجانا بمعدل مهرجان لكل 26000 مواطن. ظاهرة تقلص القاعات السينمائية ولئن عدّد الوزير المنجزات التي تمت في القطاع السينمائي فانه توقف كثيرا عند ظاهرة تقلص القاعات السينمائية التي وصفها بالخطيرة وهي ليست خاصة بتونس وهناك والكلام للوزير محاولات لاحياء تقاليد مشاهدة الفيلم السينمائي في القاعات حيث اصبح التفكير بجدية في بعث قاعات متعددة الاختصاصات دون ان ننسى دور مدينة الثقافة التي ستتوفر على قاعات للعروض السينمائية وهناك ايضا تفكير جدي للقيام بدراسة معمقة بمشاركة اهل المهنة قد تفضي الى تنظيم استشارة حول السينما. لا دخل لنا في سحب الشريط السوري وجوابا عن سؤال حول صاحب القرار في سحب الشريط السوري القصير من مسابقة ايام قرطاج السينمائية قال الوزير: ان قرار السحب تم بالتنسيق بين صاحبته وسلطات بلادها وانه لا دخل لنا لا من بعيد ولا من قريب في هذا القرار. فالابداع في تونس يتوفر على حيز هام ومعتبر من الحرية سواء في المسرح او السينما او المصنفات الادبية وهذا امر ملموس وواضح وجلي للعيان فتكفي هذه الاشارة الى كتاب ألفة يوسف الذي أثار نقاشا واسعا وشريط «شطر محبة» لكلثوم برناز للتأكيد على ان حرية الابداع في تونس خيار لا مجال للتراجع عنه. وتتجه النية من جهة اخرى الى اعداد دراسة معمقة للنظر في سبل تطوير واشعاع مهرجان الموسيقى التونسية.