انتظم بتونس اجتماع لجنة متابعة المبادلات التجارية التونسيةالجزائرية باشراف وزيري التجارة في البلدين مما مكن من مناقشة سبل تطويرالتجارة الثنائية "الى مستوى يستجيب لطموحات الشعبين الشقيقين". وحسب الاحصائيات الرسمية التي قدمها وزير التجارة السيد رضا التويتي فان حجم التبادل التجاري بين تونسوالجزائر شهد تطورا ملموسا في المدة الأخيرة وتجاوز المليار دينار خلال ال10 أشهر الأولى من السنة الجارية..أي بزيادة قدرت ب96 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية . وقد أكد الوزير الجزائري السيد الهاشمي جعبوب بالمناسبة على أهمية دعم المبادلات التجارية بين البلدين والسعي من خلالها الى تحقيق الاندماج الجهوي مشيرا الى ضرورة حسن إعداد" الاتفاق التجاري التفاضلي بين تونسوالجزائر وجعله اتفاقا تجاريا نموذجيا من حيث شفافية المعاملات وسلامتها وضمان المنفعة للبلدين". هذا الاتفاق الثنائي سيكون اول اتفاق تجاري من نوعه تبرمه الجزائر حسب تاكيدات وزيرها للتجارة.. وهو سيساعد على إرساء منطقة للتبادل الحر بين البلدين لاحقا وسيدعم جهود تحريك المبادلات الحرة اقليميا . وكان الرئيس زين العابدين بن علي دعا في خطاب 7 نوفمبر الجاري الى تطوير الشراكة والتعاون بين البلدان المغاربية والى ضرورة "مضاعفة الجهود من اجل الإسراع في إقامة المنطقة المغاربية للتبادل الحر وانجاز المشاريع المغاربية الكبرى". ان التقدم في خطوات تحسين الإطار القانوني للمبادلات التجارية التونسيةالجزائرية والمغاربية المغاربية أمر ايجابي جدا.. لانه يخدم مسار تشابك المصالح لمجابهة التحديات المطروحة وتعزيز الموقع التونسيالجزائريوالتونسي المغاربي في المحيط الاقتصادي الجهوي والإقليمي وهو ما سيكون له وقع ايجابي بالنسبة الى رجال الأعمال والمؤسسات المالية والخدماتية في البلدين.. كما سيعطي دفعا للمبادلات التجارية الثنائية ويسهم في خلق ديناميكية جديدة بين المتعاملين الاقتصاديين لتطوير علاقات التعاون والشراكة.. في مرحلة تشهد فيها العلاقات الاقتصادية والبشرية بين تونس وليبيا تطورا ملحوظا.. فيما قدرعدد السياح القادمين من الشقيقة ليبيا هذا العام خلال الاشهر ال10 الاولى بحوالي مليون و600 ألف.. وهو مؤشر ايجابي اضافي في هذه الحقبة التي يبدو فيها العالم أجمع منشغلا بالمؤشرات المالية والاقتصادية السلبية . لقد نجحت تونس خلال العقدين الماضيين في أن تتجاوز كثيرا من نقاط الضعف والثغرات في العمل العربي والعمل المغاربي المشترك عبر دعم المبادلات الثنائية والشراكة الملموسة مع دول شقيقة كل على حدة.. وكانت النتائج نموذجية مع ليبيا والجزائر..على الاقل في قطاعي السياحة والتجارة.. فعسى أن يقع تفعيل هذه الجهود بخطوات أهم.. خدمة لمصالح الشعوب واجيال الغد.