يتنامى اشعاع تونس الثقافي خارج حدود الوطن لتوطّد علاقاتها الفكرية بالآخر تأثرا وتأثيرا، وقد استطاعت بلادنا أن تؤسس نسيجا علائقيا فكريا وحضاريا متناميا في فضاءات متنوعة شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، وتمكنت من ترك بصماتها في رحاب العلوم والمعارف والابداعات لما لمخزوننا من أهمية وفاعلية وتمشيا مع روح الانفتاح والتماهي مع البنى الحضارية ستكون تونس حاضرة انطلاقا من شهر ماي القادم ولمدة سنة كاملة في ربوع اليابان إذ أن وزارة الثقافة والمحافظة على التراث هي بصدد وضع اللمسات الأخيرة لمعرض متجوّل في اليابان يحتوي على أكثر من 150 تحفة أثرية يرجع تاريخها إلى الفترة البونية والرومانية وسيحمل هذا المعرض اسم «إرث قرطاج» وإذا أردنا أن نفصّل مكوناته نقول إنها عبارة عن مجموعات من المجوهرات والفخار ولوحات من الفسيفساء النادرة هذا إضافة إلى النصب ويتمثل قطب رحى هذه التظاهرة في إبراز قيمة قرطاج باعتبارها تراثا عالميا هاما، قرطاج التي تجذّر تونس في هويّتها وتجعلها تعانق التجارب الحضارية الانسانية وتندرج هذه التظاهرة في إطار اختيار اليابان عام 2009 عام «حضارة تونس» وقد علمنا أن المعهد الوطني للتراث قد أمضى مع مؤسسة «توي» اليابانية والتي تهتم بالانتاج السينمائي وترميم وصيانة التراث على اتفاقية تعاون في هذا المجال إذن تلوح سنة 2009 زاخرة بالأنشطة الثقافية التي تحرص الوزارة على إيلائها أهمية قصوى لتبقى بلادنا على الدوام عاصمة للثقافات والابداعات. ن/ب