تونس (وات) بدعوة من الرئيس زين العابدين بن علي ودعما لعلاقات الصداقة والتعاون القائمة بين الجمهورية التونسية وجمهورية الارجنتين تؤدي السيدة كريستينا فيرنانداث دي كيرشنار رئيسة جمهورية الارجنتين زيارة صداقة وعمل لتونس من 17 الى 19 نوفمبر 2008. وتندرج هذه الزيارة في اطار دعم علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين تونس والارجنتين وتعزيز اسس الشراكة بينهما وتنويع مجالاتها. ويعود تاريخ العلاقات الديبلوماسية بين البلدين الصديقين الى 9 اكتوبر 1961 وتولت الارجنتين فتح سفارة لها بتونس سنة 1966 في حين فتحت تونس بعثة ديبلوماسية ببيونس ايرس سنة 1991 تم رفعها الى مستوى سفارة في 5 مارس 1992. وكان رئيس الدولة ادى زيارة الى الارجنتين دامت ثلاثة ايام وذلك من 24 الى 26 مارس 1997 ومثلت محطة اضافية متميزة في مسيرة العلاقات بين تونس والارجنتين وفي توطيد روابط الصداقة بين شعوب المنطقة المغاربية وشعوب القارة الامريكية. ومكنت هذه الزيارة من اعطاء دفع جديد للتعاون المثمر القائم بين البلدين الصديقين وقد عبر الرئيس الارجنتيني انذاك السيد كارلوس منعم عن بالغ الشكر لرئيس الجمهورية قائلا بالخصوص «ان تونس التي تبدو بعيدة جغرافيا هي قريبة جدا من قلوبنا». وعملا بمذكرة التفاهم للتشاور السياسي المبرمة ببيونس ايرس في 17 نوفمبر 1995 انعقدت بتونس يوم 25 جوان 2007 دورة جديدة من المشاورات السياسية بين وفدي البلدين مكنت من دراسة مختلف اوجه دعم العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر بخصوص القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. اما احداث اللجنة المشتركة التونسية الارجنتينية فيعود الى اتفاق التعاون الاقتصادي والفني الموقع بين البلدين في 22 جوان 1977 وقد انعقدت الدورة الرابعة ببيونس ايرس يومي 16 و17 ماي 2006 تم خلالها التوقيع على ثلاث اتفاقيات في مجال التعاون القضائي في الميادين المدنية والتجارية والجزائية واتفاق تسليم المجرمين. وافرزت هذه الدورة توصيات لدعم التعاون الثنائي في عديد المجالات منها التجارة والاستثمار والفلاحة والصناعة والطاقة والسياحة والعلوم التكنولوجية والنقل والثقافة والتربية. ومن المنتظر ان تلتئم الدورة الخامسة للجنة المشتركة سنة 2009 بتونس. وما انفكت المبادلات التجارية بين البلدين تشهد تطورا مطردا لكن رغم الارتفاع الذى سجلته الصادرات التونسية خلال سنتي 2006 و2007 لايزال ميزان المبادلات التجارية بين البلدين يسجل فائضا لفائدة الارجنتين اضافة الى كونه لم يرتق بعد الى مستوى انتظارات القيادتين السياسيتين في البلدين. ويظل الفسفاط ومشتقاته اهم المواد التونسية المصدرة نحو السوق الارجنتينية 583ر19 مليون دولار سنة 2007 اضافة الى النسيج وبعض المواد الغذائية (التمور والكسكسي). اما واردات تونس من الارجنتين فهي الصناعات الميكانيكية والكهربائية والجلود والاحذية والمنتوجات الفلاحية مثل اللحم ومشتقات الحليب والصوجا والبلاستيك. ومن المنتظر ان تعطي الزيارة الرسمية التي تقوم بها السيدة كريستينا فيرنانداث ذي كيرشنار رئيسة جمهورية الارجنتين الى تونس دفعا جديدا للعلاقات الثنائية بغية الارتقاء بها الى مستوى تطلعات القيادتين السياسيتين في تونس والارجنتين. ويتوقع ان يساهم ملتقى رجال الاعمال الذي سيتم تنظيمه يوم 19 نوفمبر 2008 على هامش الزيارة الرئاسية في تطوير العلاقات الاقتصادية ودعم الشراكة بين البلدين ومزيد التعريف بتونس كوجهة استثمارية ومالية وخدماتية اقليمية. وتجري حاليا مفاوضات قصد التوقيع خلال الزيارة الرئاسية على جملة من الاتفاقيات في مجالات الفلاحة والبحث العلمي والتكنولوجيا والنهوض بالتجارة ونقل التكنولوجيا في مجال التجارة الدولية والثقافة والتربية والاعلام.