في اطار احتضان مدينة القيروان تمثيلاتها الثمانية المدن التي وقع الاختيار عليها لتحتضن معرض القنطرة الذي يقدم تاريخ وتراث المتوسطي على انه تاريخ واحد رغم الاختلافات بين الحضارتين العربية والأوروبية في السياسة والاعتقاد لكن خلافا شكل وحدة في مجال العادات والتقاليد وفن العمارة ونحوها كان لنا لقاء مع السيد ادريانوس كوتسنرويتر السفير رئيس بعثة المفوضية الاوروبية بتونس. س: ماذا يمثل هذا المعرض؟ **: يمثل الجذور المشتركة بين بلدان حوض المتوسط في جميع الانساق الاجتماعية والاقتصادية وفي المعرض دليل على ذلك فالتأثير العربي واضح على الفنون والديانات قدمت الاضافة للتعبيرات الفنية وهو شيء جميل يمكن الاستئناس به فالخط بجميع فنونه واستعمالاته كذا العمارة والعادات والتقاليد التي تطورت بعد ان حافظ عليها الاسلام وتطورها مثل الذي عرفته اسبانيا رغم الاختلاف بين الديانات الا انها تعايشت مع بعضها وانتجت ولوان الاشتغال بالتجارة قد اقفل العلاقات في مجالات اخرى ورغم ذلك فنحن نسعى للعيش مع بعضنا والاختلاف قد لا يكون يعمق الفوارق بل هو جسر للتلاقي بين الشعوب وتفاعلها ولا يمكن ان نلغي الاختلاف في تاريخ المتوسط فالاختلافات والصراعات على المصالح فيها نوع من التلاقي وهو شيء ايجابي لا بد من تدعيمه فالحروب لم تحل اي مشكل بين بلدان حوض المتوسط بل لا بد من البحث عن حلول للتلاقي في المجال الاجتماعي وفي الفن وفي كل شيء جميل في انتاج الناس الذين يريدون السلم والحياة ولو ان الاختلاف مطلوب لا الخلاف الذي يهدم ولا يبني. س: لماذا وقع الاختيار على القيروان؟ ** القيروان هي مدينة رمز ذات صيت عالمي ربما تجاوزت تونس وهي مركز ثقافي وعلمي وبالتالي لا يمكن ان نفضل عليها غيرها في احتضان معرض القنطرة الذي هو بدوره يرمز الى هذا التلاقي بين الشرق والغرب حضاريا وبين ضفتي المتوسط تاريخيا اجتماعيا واقتصاديا وفكريا والقيروان جزء من هذا التلاقي. واليوم أنا منبهر بالتنظيم وخاصة بالمقر الذي احتضن هذا المعرض المتواصل الى شهر مارس المقبل واهنئ الجميع بهذا النجاح. س: هذا التكامل هل يجوز الحديث عنه اليوم؟ ** الماضي هو المستقبل عندما يقع تدارسه ولا يمكن أن نبني المستقبل دون ماض وفهمه مع الحاضر لنضمن عناصر النجاح للمستقبل والحديث عن التكامل بين بلدان المتوسط حديث مشوق وجميل وفي الحقيقة لا نتحدث عن التكامل في ظل بلدان المتوسط ولقاء لان حوض المتوسط لا بد ان يكون شارع كبير يعيش فيه مواطنون مختلفون لكنهم يتكاملون هذا هو المتوسط الذي نريده.