تونس - الصّباح: بالتوازي مع التفكير في تسريع نسق الإحداثات في مجال المؤسسات الجامعية الجديدة أو برمجة الرفع من طاقة الجامعات الموجودة حاليا لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلبة والمتوقع بلوغها حوالي 478 ألف طالب خلال السنة الجامعية 2011 - 2012، يطرح أيضا موضوع السكن الجامعي نفسه بقوة ضمن هذه الاستعدادات. وتشير المصادر المعنية بالشأن الطلابي أن الإتجاه يدفع بشأن مزيد تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في مجال السكن الجامعي ضمن آلية إسناد أراضي للمستثمرين في المجال بالدينار الرمزي... لكن ماذا عن مدى إلتزام هؤلاء المستثمرين بتعهداتهم؟ تجدر الإشار في هذا السياق أن اللجنة العليا للإستثمار صادقت إلى موفى جويلية الفارط على 114مشروعا في مجال السكن الجامعي سيمكن من إحداث ما يقارب 22000 سرير. أما فيما يتعلق بالتفويت في الأراضي بالدينار الرمزي لفائدة المستثمرين في السكن الجامعي فتشير مصادر أملاك الدولة والشؤون العقارية أنه تطبيقا لأحكام الفصل 52 ثالثا من مجلة تشجيع الاستثمارات فقد تم منذ سنة 2003 وإلى غاية شهر أكتوبر الفارط إصدار 38 أمرا يتعلق بالموافقة على التفويت بالدينار الرمزي في قطع أراضي دولية كائنة بولايات سوسةوبنزرت والمهدية والكافوجندوبةومنوبة في مساحة جملية تناهز 7 هكتارات. إلتزامات المستثمرين وتفيد أيضا المصادر ذاتها أنه تم إبرام عقود بيع مع المنتفعين بلغ عددها 30 عقدا منها 5 عقود تهم ولاية سوسة و4 عقود بولاية بنزرت و8 عقود بولاية المهدية و7 عقود تخص ولاية منوبة إضافة إلى 3عقود بولاية الكاف و3 عقود بولاية جندوبة. غير أن بعض المستثمرين لا يلتزمون بتعهداتهم وبما يرد في كراس الشروط الذي ينظم عملية التفويت في الأراضي الأمر الذي يحد من نجاعة بعض قرارات التفويت وبالتالي التأثير على مستوى انجاز المشاريع المبرمجة في مجال السكن الجامعي. وتشير المصادر المعنية هنا إلى أنه تم استصدار 10 قرارات في إسقاط حق المستثمرين الذين أخلوا بشروط انجاز المبيتات الجامعية في آجالها وذلك بعد أن تولت مصالح وزارة المالية استصدار قرارات سحب الامتيازات الممنوحة لهم. ويطرح هذا الموضوع من وجهة نظر الكثيرين ضرورة مزيد توفير شروط وضمانات لإلزام المستثمرين المنتفعين بالامتيازات على احترام تعهداتهم لاسيما أن الاحصائيات تشير الى وجود تفاوت كبير حاليا بين عدد الطلبة وطاقة الإيواء المتوفرة في قطاع السكن الجامعي في شقيه العمومي والخاص وقد يطرح موضوع هذا التفاوت بأكثر حدة مستقبلا مع تزايد عدد الطلبة وبلوغه أرقاما تعد قياسية.