تونس الصباح تنظم جمعية محمد علي الحامي للثقافة العمالية بداية من يوم الجمعة القادم، فعاليات الجامعة الصيفية الرابعة عشرة التي ستتناول محور «أنماط التنمية والتشغيل وحركات الأشخاص ورؤوس الأموال في المنطقة الأورو متوسطية». ويجري تنظيم هذه الجامعة الصيفية بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ابرت الألمانية ومؤسسة سلام وتضامن التابعة للكنفدرالية النقابية الاسبانية اللجان العمالية. ومن المقرر أن تجيب هذه الجامعة على اشكاليات عديدة مهمة، من بينها مسألة أنماط التنمية في علاقة بالتشغيل، واشكالية الخلل الذي تتسم به سوق الشغل، في علاقة بالحقوق الاجتماعية للأجراء ومسار العولمة بصورة عامة. وتعد المحاور التي سيجري التطرق اليها جزءا من الإجابات على المسائل التي طرحتها الجمعية خلال الجامعة الصيفية للسنة المنقضية، التي كانت تناولت قضايا حركات الاشخاص ورؤوس الأموال والمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات. وسيشارك في هذه الندوة، التي تستمر حتى الثاني والعشرين من جويلية نحو ثمانين شخصا بين جامعيين ونقابيين وباحثين من تونس ومن مختلف أنحاء المنطقة الأوروبية والعربية والمتوسطية. محاور شديدة الأهمية وستطرح هذه الجامعة الصيفية تساؤلات على غاية من الأهمية تخص التشغيل وأنماط التنمية والتحولات الاجتماعية، والديناميات الاقتصادية للبلدان العربية والمتوسطية، فيما ستبحث الندوة موضوعات على صلة بالقضايا والمقاربات الجديدة، على غرار «راهنية سياسة الجوار الأوروبية» و«مشروع الاتحاد الأوروبي من منظور فرنسا» و«التحديات الجيواستراتيجية التي تواجه المنطقة المغاربية اليوم ورهاناتها»، الى جانب «منطقة التبادل الحر بين الولاياتالمتحدةالامريكية والبلدان المغاربية»، بالاضافة الى اشكالية الديناميكية الديمغرافية في المنطقة المتوسطية: تنافر وتكامل على المدى القريب والمتوسط والبعيد»، فضلا عن موضوع «تنقل الكفاءات والتنمية المشتركة» من خلال مقاربات بشأن المهاجر والقضايا الشغلية التي يواجهها في بلدان المهجر بشكل عام. وستطرح الندوة من جهة ثانية، سؤالا لافتا للنظر في هذا السياق هو: هل هناك امكانية لنمط تنمية مشترك في الفضاء المغاربي والمتوسطي؟ وأي دور للفاعلين الاجتماعيين في نمط التنمية المشترك عربيا ومتوسطيا؟ وكيف ستكون علاقة النمو بالاصلاح في البلدان العربية المتوسطية؟ وبما أن الجامعة الصيفية ذات صبغة نقابية، فقد تمت برمجة جملة من المداخلات ذات الصلة بالشأن النقابي الذي تمثل معظلة التشغيل محورها الرئيسي، وهو ما يفسر تخصيص الندوة لمحاضرتين حول «واقع أسواق الشغل من حيث المهن والخلل الحاصل» و«تحليل نقدي للسياسات النشيطة للتشغيل وحقوق الأجراء الاجتماعية». ومن المنتظر أن تختتم هذه الجامعة بتقرير تأليفي، مشفوع بعدد من التوصيات مثلما دأبت على ذلك هذه الجامعة الصيفية التي تعد الأكثر انتظاما بين الجامعات الصيفية الجمعياتية.