تونس - الصباح: ولئن جاء متأخرا أي مع دخول العدوان الاسرائيلي على غزة أسبوعه الثاني فإن برنامج «متابعات» الاخباري الحواري المستحدث الذي تبثه الفضائية «تونس 7» يوميا اثر النشرة الرئيسية للأنباء ويتداول على تقديمه كل من عماد قطاطة وناجح الميساوي مثل اضافة نوعية في قائمة الحصص ذات المنحى الاخباري. طبعا، هذا لا يعني أنه يمثل «فتحا» في مجال الانتاج البرامجي التلفزويني ولكنه يؤشر - على الاقل - إلى أن الفريق الصحفي القائم على وضع وصياغة المادة الاخبارية التلفزيونية على الفضائية «تونس 7» تحدوه رغبة ويجتهد من أجل أن يكون للفضائية «تونس 7» موقعها في «معمعة» التغطية والمتابعة التلفزيونية لما يجري من أحداث خطيرة على الساحة الفلسطينية عموما وفي قطاع غزة تحديدا. وما من شك أن استحداث حصة حوارية تبث مباشرة إثر النشرة الرئيسية للأنباء ويدعى للمشاركة فيها شخصيات اعلامية وسياسية وحقوقية من تونس ومن عواصم عربية مختلفة - عبر الأقمارالاصطناعية - لتدلي برأيها ولتقدم «قراءتها» للأحداث بهدف تحليلها واستشراف نتائجها ومآلاتها يمثل - لا فقط - شكلا من أشكال المواكبة الموسعة والتبسط في القاء الضوء على الأحداث... وانما أيضا يعكس وعيا «مهنيا» بأهمية وخطورة «الحدث» وأيضا بمتطلبات الأخذ بأسباب المنافسة على استقطاب المشاهد في زمن الفضائيات والقنوات التلفزية الاخبارية المختصة. وإذ لا بد للمتابع بأن يسجل للفضائية «تونس 7»جهودها هذه الأيام في مواكبة أحداث الهجمة العسكرية الاسرائيلية الوحشية على قطاع غزة بالصوت والصورة خاصة ضمن نشرتها الرئيسية للأنباء من خلال شبكة مراسليها... وإذ لا بد كذلك من تثمين فكرة استحداث برامج «متابعات» الحواري المخصص لمناقشة مستجدات هذا العدوان الوحشي وتطوراته من جوانب سياسية وقانونية مختلفة وهو البرنامج الذي لا نشك في أنه لبّى لدى جمهور متابعيه جزءا غير يسير من رغبتهم في الفهم و«المعرفة» خاصة أن الفريق القائم على انتاج برنامج «متابعات» قد قسم حصصه المختلفة لمجموعة محاور... فمن حصة مناقشة موضوع الاستهداف المكثف للمدنيين في الحرب على غزة ودلالاته.. وإلى أخرى تناولت خلفيات ولواحق صدور القرارالأممي عن مجلس الأمن الدولي والداعي الى وقف اطلاق النار... كل هذا من خلال أراء لاعلاميين وشخصيات سياسية وقانونية تونسية وعربية.. وحتى لا نقوم فقط كمن يلقي الورود أو كمن سينفخ» في صورة برنامج اخباري حواري مستحدث ربما يعتبره البعض بمثابة «أضعف الإيمان» ربما مقارنة بحجم التغطية والعمل الصحفي الذي أنجزته - ولا تزال - قنوات تلفزيونية عربية أخرى بعضها مختص وبعضها جامع... ومع أخذنا في الاعتبار بأن فريق برنامج «متابعات» قد اجتهد ولايزال في حدود ما هو متوفر من هامش حرية ومن حجم امكانيات فإننا نريد أن نسجل في خاتمة هذه الورقة بعض الملاحظات النقدية على هذا البرنامج. أولى الملاحظات تتعلق باختيار ادارة قناة «تونس 7» أن يبث برنامج «متابعات» مسجلا وليس مباشرا... وهو اختيار نرى أنه غير مبرر وليست له دواع منطقية... وذلك أن فصل برنامج «متابعات» عن حصة النشرة الرئيسية للأنباء التي تبث مباشرة وجعله يبدو منفصلا عنها قد غبن بالفعل مجهودات الفريق العامل في شريط الأنباء الذين اجتهدوا كثيرا هذه الأيام في اعطاء الأولوية - مهنيا - لحدث الحرب الاسرائيلية المجرمة على قطاع غزة. هذا فضلا عن أن جعل برنامج «متابعات» يبث مباشرة كان سيحول دون بعض الهنات التقنية على مستوى الصورة والمتمثلة خاصة في أن بعض الضيوف الذين وقع الاتصال بهم للمشاركة في البرنامج عبر الأقمار الاصطناعية كان واضحا أن التسجيل معهم قد تم نهارا في حين أن البرنامج يبث - عندنا - ليلا ومنشط الحصة كان يبدو وكأنه يريد أن يوحي بأنه في حوار مباشر مع الضيف!!! ثاني الملاحظات تتعلق بقائمة الضيوف الذين دعوا للمشاركة في الحصة عبر الأقمار الاصطناعية خاصة وهي قائمة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها لم تكن موسعة ومنفتحة بالقدر الكافي وأنها بقيت غالبا دائرة المحسوبين على «الاعتدال» و«الواقعية» السياسية في حين أنه كان مطلوبا أيضا التنويع والانفتاح علي شخصيات اعلامية وسياسية معروفة بانتصارها لمنطق المقاومة... كالاعلامي الفلسطيني البارز الأستاذ عبد الباري عطوان - مثلا - كان يمكن أن يكون أحد المدعوين لواحدة من بعض حصص برنامج «متابعات» على الفضائية «تونس 7»...لم لا؟!