تونس/الصباح: يمثل برنامج «ساعة تونسية» الذي يعده ويقدمه محمد رجاء فرحات احد العناوين الجديدة والمستحدثة على الفضائية «تونس 7» وهو انتاج برامجي تلفزيوني يمكن تصنيفه بخلاف ما قد يوحي به عنوانه الشاعري ضمن البرامج الاخبارية التي تعتمد التحقيقات والربورتاجات. في حلقته الاخيرة بتاريخ الجمعة 10 أكتوبر (امس الاول) تناول البرنامج موضوع النقل البري في مدينة تونس الكبرى محاولا تسليط الضوء على طبيعة الخدمات التي يؤمنها هذا القطاع الحيوي والحساس (قطاع النقل البري والحديدي) لعموم المواطنين. عديد اللقاءات والحوارات تخللت الحصة قدم من خلالها بعض المسؤولين معلومات وارقاما لا فقط عن حجم الخدمات التي يؤمنها هذا القطاع بل وكذلك عن «جديد» قطاع النقل البري والحديدي في حاضرة تونس الكبرى ومشاريعه المستقبلية على مستوى تجديد الاسطول وتهيئة البنية التحتيةمن أجل ضمان شبكة نقل بري وحديدي سريع وآمن ومتطور.. طبعا، الموضوع يبدو جديرا بان يحظى بالاهتمام تلفزيونيا.. فالنقل هو أحد العوامل الحاسمة في مشروع التحديث والتنمية الاجتماعية والاقتصادية حاضرا ومستقبلا.. والنقل العمومي البري والحديدي تحديدا هو مسألة حيوية في حياة ملايين المواطنين الذين يستعملون وسائله المختلفة يوميا في تنقلاتهم واسفارهم البعيدة منها والقريبة. معد ومقدم البرنامج الاستاذ رجاء فرحات بدا وهو يحاول تأثيث الحصة باكثر ما يمكن من المعلومات من خلال التركيز احيانا على اثارة بعض القضايا والاشكاليات التي تعترض أو تعيق الارتقاء بحجم ونوعية الخدمات التي يؤمنها هذا القطاع لعموم المواطنين مثل الاكتظاظ على الطرقات ونوعية الاسطول بدا حريصا على توجيه الحصة وجهة مهنية بعيدا عن خطاب التمجيد والدعاية الاعلامية ولكنه في الواقع عبثا حاول لان الحصة في عمومها شكلا ومضمونا بدت في النهاية وكأنها من «طينة» تلك البرامج التلفزيونية ذات الاهداف الدعائية المفضوحة التي تمجد المكتسبات وتحصيها. واذ يبقى طبعا من حق أي جهاز اعلامي رسمي في المطلق يقترح على مشاهديه المادة البرامجية التي يراها تستجيب لتوجهاته فان ما يمكن ان يعاب على برنامج «ساعة تونسية» تحديدا هو انه يمثل بميزان المهنية والجرأة الاعلامية خطوة الى الوراء خاصة اذا ما وقعت مقارنته بوصفه برنامحا تلفزيا اخباريا يعتمد التحقيقات بالمجلة الاخبارية الشهيرة «المنظار» خاصة في عهد المنصف الشلي. كذلك، فان توقيت بث «ساعة تونسية» (في حدود الساعة العاشرة من مساءكل يوم جمعة) يبدو ضربا من الامتياز غير المبرر مهنيا، فهذا التوقيت هو عز السهرة واوجها وهو توقيت مفصلي والأولى ان يحظى به اما انتاج برامجي تلفزيوني درامي او منوعاتي ذا قيمة فنية او برنامج حواري ثقافي او اجتماعي جريء ونوعي من طينة تلك الملفات الثقافية التي كان يعدها ويقدمها على سبيل الذكر الاعلامي وليد التليلي.. اما ان يكون برنامج «ساعة تونسية» الاخباري وبالصفة التي هو عليها في ذلك التوقيت فهذا اختيار غير ذكي وغير موفق بموازين المهنية خاصة زمن الفضائيات والمنافسة على استقطاب المشاهد حيثما كان.