التظاهرات الثقافية التي نظمت في مدينة العلوم أول أمس الاحد كانت فرصة وجه خلالها ممثلون عن أطفال تونس رسالة تضامن ومودة وإخاء إلى نظرائهم اطفال فلسطين عامة.. وغزة المنكوبة خاصة . كان الحدث رمزيا.. مثل الاف التظاهرات المماثلة التي نظمت في جل بلدان العالم بمشاركة أطفال من مختلف الجنسيات والاديان والالوان رفعوا يافطة السلام.. ونددوا بالمذبحة التي يتعرض لها الاف الاطفال والنساء والمدنيين والمقاومين الوطنيين من مختلف الاعمار بسبب أطنان القنابل التي تلقى يوميا على مخيمات قطاع غزة وأكواخه الفقيرة.. وعلى مدارسها وجوامعها ومستشفياتها ومؤسسات الاعلام فيها.. على مراى ومسمع من كبار صناع القرار في أمريكا وفي أوروبا.. بل إن بعض قادة الاتحاد الاوروبي بلغ بهم الامر حد تعطيل مشروع يدعو الى ارسال فريق أممي للتحقيق في مجازر غزة.. سبق أن تقدمت به الدول ال57 المنخرطة في منظمة المؤتمر الاسلامي. إن تونس التي استضافت الزعيم الراحل ياسر عرفات والقيادات الوطنية الفلسطينية طوال أكثر من عقد ونصف كانت ولا تزال في طليعة دول المنطقة وقوفا إلى جانب نضالات الشعب الفلسطيني.. وأكثرها دعوة للديبلوماسية العربية كي تتجاوز مرحلة البلاغات الشكلية إلى المساندة الفعلية والناجعة.. والموقف الذي عبر عنه الرئيس زين العابدين بن علي في كلمته الى الشعب مباشرة بعد بدء العدوان موفى الشهر الماضي متقدم على جل مواقف قادة الدول العربية.. وهو ما لقي صدى طيبا وطنيا.. خاصة أن تونس كرسته بمساهماتها في حملات التبرع بالمال والدم.. وبتنظيم مئات المسيرات والتحركات التلمذية والطالبية والحزبية والنقابية.. المطالبة بوقف العدوان الاسرائيلي فورا وانهاء الحصار وبدء مسار جدي ينهي الاحتلال والاسباب العميقة للمذبحة الحالية.. ومن بينها استهتار القيادات الاسرائيلية بقرارات الاممالمتحدة منذ تاسيس دولتها في 1948.. مستفيدة من استخدام واشنطن وحلفائها الفيتو أكثر من 80 مرة.. ضد مشاريع قوانين تدين الانتهاكات لحقوق الانسان الفلسطيني والعربي.. رسالة أطفال تونس وأطفال العالم الحر إلى نظرائهم الفلسطينيين الذين يذبحون بشكل فظيع منذ 3 أسابيع لا ينبغي التعامل معها كجزئية على هامش العدوان على غزة بل ينبغي أن يستوعبها قادة الاتحاد الاوروبي ورئاسة البيت الابيض الامريكي القادمة ويتفاعلون معها.. عسى السلام ينتصر يوما في منطقتنا وفي العالم أجمع..