تحركت الديبلوماسية العربية والدولية أمس بنسق مكثف نسبيا بعد اسبوعين من الصمت عن العدوان الاسرائيلي الوحشي على الشعب الفلسطيني الاعزل في قطاع غزة. ولئن اختارت القيادات الاسرائيلية انشغال العالم باحتفالات راس السنة لبدء غاراتها وقصفها الشرس لالاف الاهداف المدنية والامنية والسياسية الفلسطينية بينها الجوامع والجامعات وسيارات الاسعاف والبيوت فان من بين ما سوف يسجله التاريخ في الرصيد الاسود لعدد من صناع القرار في كبرى العواصم العالمية صمتهم المشبوه على تمادي اسرائيل في القاء وابل من القنابل العملاقة على شعب اعزل.. وعلى اطفاله ونسائه الذين يعانون منذ عشرات السنين ابشع انواع الاذلال.. واستفحل وضعهم منذ اعوام مع تشديد الحصار الاقتصادي عليهم.. واضطرارهم لقضاء اسابيع في الظلام ودون موارد العيش الاساسية.. فضلا عن حرمان عشرات الالاف من حقهم في الشغل.. واذ تحرك بعض قادة المنطقة العربية والاسلامية وساسة اوربيون امس مجددا من اجل وقف اطلاق النار والسماح بايصال المساعات الطبية والغذائية والانسانية الى شعب فلسطين في قطاع غزة بات على الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن ان تامر بوقف فوري للعدوان الاسرائيلي.. وان تفند ما نشرته الصحافة الاسرائيلية عن تورط الرئيس بوش الابن وادارته الحالية وبعض حلفائها الاوربيين في اعطاء ضوء اخضر الى اسرائيل في عدوانها. لقد وجه الملايين في شوارع العالم اجمع بينهم عشرات الاف المتظاهرين في العاصمة وبقية المدن التونسية رسائل سياسية واضحة الى صناع القرار في واشنطن والاتحاد الاوروبي واسرائيل فحواها: نريد السلام الان. وكان موقف تونس من العدوان كما عبرت عنه كلمة الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة حلول العام الجديد متقدما جدا عن جل المواقف العربية.. وهو ما تجسم في المسيرات الشعبية الكبرى التي نظمت في عدة مدن ببلادنا بمبادرة من حزب التجمع الدستوري الديمقراطي.. شارك في بعضها ممثلون عن احزاب المعارضة والمنظمات المهنية والانسانية.. وكان الشعار المركزي فيها: أوقفوا العدوان على شعب فلسطين في قطاع غزة.. فهل يفهم قادة العالم الدرس أم يتمادون في اعطاء ضوء اخضر للعدوان وتبرير مقولات سلطات الاحتلال الاسرائيلي.. بما يدفع المنطقة نحو الحلول اليائسة والمجهولة العواقب؟