سنية مبارك: «الجمهور فقد الذائقة الموسيقية» صفاقس الصباح احتضن المركب الثقافي محمد الجموسي بصفاقس بعد ظهر السبت الماضي حلقة متميزة من المنتدى الثقافي حضرها جمهور غفير من عشاق الشعر والموسيقى.. هذه الحلقة نظمتها كل من جمعية محمد الجموسي للموسيقى والفنون والنيابة الجهوية للاتحاد الوطني للمرأة التونسيةبصفاقس في البداية وضع الدكتور الناصر البقلوطي رئيس اللجنة الثقافية هذه الحلقة في اطارها ثم تم تكريم الضيفتين بعدها تولى الدكتور الاسعد الزواري التنسيق خلال هذه الجلسة. في البداية تحدث الدكتور مراد السيالة عن مسيرة الفنانة سنية مبارك والسيدة روضة كعنيش عن مسيرة الشاعرة جميلة الماجري. فنانة متميزة انطلقت مسيرتها منذ سن التاسعة ومنذ سنة 1987 بدأت تحصد الجوائز واوسمة الاستحقاق الثقافي وشهادات التقدير والتشجيع ونظمت في شانها حفلات التكريم نظرا لصوتها المتميز واعمالها الجادة والملتزمة بتقديم الجيد من الانتاح الموسيقي ومشاركتها في المهرجانات بتقديم اعمال راقية ومسرحيات غنائية وطنيا ودوليا في مصر والمغرب والولايات المتحدةالامريكية وألمانيا وفرنسا وبلجيكا واليابان وقامت بتنشيط العديد من ورشات الغناء بالمعاهد العليا للموسيقى بلبنان والاردن واسبانيا وبلجيكا وفرنسا ومصر وتونس وسويسرا، لها اصدارات موسيقية هي ألبومها الاول سنة 1992 بعنوان «الحربة» والثاني سنة 1994 بعنوان «اليوم طرب» والثالث سنة 1997 بعنوان «ألبوم توشيح» لحنت وأدت قصيدة «اللؤلؤة» للشاعرة جميلة الماجري واصدرت كذلك ألبوم «تخت» عام 1999 واخيرا المنيار (2003» و«ررمنسيات» (2007) هي فنانة مثقفة وأكاديمية متحصلة على ديبلوم الموسيقى العربية والأستاذية في الحقوق وديبلوم الدراسات المعمقة في العلوم السياسية وتعد اطروحة دكتوراه في هذا الاختصاص. الفنانة سنية مبارك تلقى التقدير والتبجيل حيثما حلت. احدى سيدات العرب المتميزات جميلة الماجري هي من مواليد مدينة القيروان تمتهن التدريس وتقوم بمهمة الترجمة الى جانب العمل الثقافي في عديد المنظمات عملت كذلك في الحقل الاعلامي وقدمت برامج تهتم بمسيرة المرأة وتكتب باستمرار في الصحافة التونسية والعربية شاركت في العديد من الملتقيات والندوات وطنيا وعربيا في مصر ولبنان والجزائر والامارات والعراق وليبيا وألمانيا والكويت واسبانيا وفرنسا والاردن وغيرها.. كتبت القصة القصيرة والخاطرة والمقال الصحفي والنقد الأدبي وهي عضو في جمعية الشعر وهي حاليا رئيسة اتحاد الكتاب التونسيين صدر لها ديوان النساء (شعر) سنة 1997 وديوان الوجد وذاكرة الطير (2007؟) ورواية بعنوان «بغداد في الليلة الثانية بعد الألف» بالاضافة الى مجموعة من المقالات بعنوان «المدن والنساء» حصدت العديد من الجوائز منها جائزة وزارة الثقافة (1994) وجائزة زبيدة بشير للكريديف (1994) وجائزة الطاهر الحداد الرئاسية (2003) وجائزة ابي القاسم الشابي عن ديوان «ذاكرة الطير» (2006) وتحصلت على عديد الجوائز من عدة بلدان على غرار لبنان والبحرين والسعودية والكويت وصنفتها مجلة سيدتي من بين سيدات العرب المتميزات في المجال الثقافي (2006) كما حظيت الشاعرة جميلة الماجري بالحصول على وسام الاستحقاق الثقافي من الصنفين الثالث والرابع تردد صوتها الشعري في كامل انحاء الوطن العربي بما انتجته من اشعار وما قدمته من اسهامات في المجال الفكري الادبي بالخصوص. خصوصية تونسية لها مرجعية عبرت الفنانة سنية مبارك في مداخلتها عن فخرها واعتزازها بعودتها الى صفاقس مسقط رأسها ثم تطرقت مباشرة الى موضوع هذه الحلقة من المنتدى فذكرت بان التاريخ اشار الى الارتباط الوثيق بين الشعر والموسيقى واكدت في حديثها على ان الشعر والموسيقى في تونس يمثلان الهوية الوطنية والانتماء المغاربي والعربي وخلصت الى الحديث عن جماعة تحت السور فذكرت منهم مصطفى خريف وعبد الرزاق كرباكة والهادي العبيدي وغيرهم ثم خلصت الى الحديث عن الهوية والشعرية التونسية التي تمثل خصوصية لها مرجعية فضلا عن انفتاحها على الثقافة العربية وضربت مثلين هامين تمثلا في اغنية «نظرة من عينيك تسحرني» و«بني وطني» واشارت في حديثها الى ان الموسيقى اصبحت تطغى على المعنى الشعري وذكرت بان الاغاني الرائجة لم يعد لها مضمون كذلك الشأن على الساحة العربية والموجود هو ان الشاعر اضحى يكتب ما يتجاوب مع الجملة الموسيية والحال ان الشعر هو الاساس ثم الانطلاق الى الموسيقى وذلك هو الابداع الحقيقي لانه من المفروض ان يقدم كل من الفنان والشاعر والموسيقي شهادة على عصره كان يكتب الشعراء حاليا ما يحدث في غزة وقد سبق الشاعر محمود درويش عصره. وذكرت اننا حاليا قد دخلنا الصناعة الموسيقية والصناعة الشعرية واكدت على ان الجمهور قد فقد الذائقة وتساءلت كيف سيتصرف مع هذه الصناعة الاستهلاكية؟ تردي فن الغناء وأكدت جميلة الماجري في مداخلتها على ان فن الغناء يشهد حاليا مستوى مترديا على الساحة العربية ثم انطلقت في الحديث عن سلطة الكلمة التي تظل اذاننا مركزة عليها وتساءلت قائلة: «ايهما اسبق الكلمة أم اللحن في خضم ما يجري حاليا؟ واشارت الى انه من المفروض ان يرتب اللحن ويضبطه الملحن على الكلمة الشعرية فالفصيدة لها ضوابط صارمة فكأنما اللحن جاء ليقوي هذه الرغبة في التنغيم. وخلصت الى القول بان الشعراء كانوا يتغنون بقصائدهم على غرار الاعشى قديما والمنصف المزغني حديثا واكدت على ان القصيدة توحي للملحن باللحن وكذلك على ان الفن ينبغي له ان يظل راقيا وخلصت الى الحديث عن المقولة «الجمهور عابز كده» التي اعتبرتها مقولة غير صحيحة واشارت الى ان الكثيرين من بين شبابنا مازالوا يطربون لصوت أم كلثوم وعبد الحليم وحتى ان كان البعض يريد العكس فدورنا يتمثل في الرقي بالذوق العام واكدت هي ايضا على ان الفن رسالة ومسؤولية وشهادة على العصر. وختمت حديثها بالاشارة الى ان الملحنين والمغنين لا يقتنون الدواوين الشعرية ولا يحضرون الملتقيات لذا من الضروري تمتين العلاقة بين الموسيقيين والشعراء.