دعا الرئيس الأمريكي إلى عقد مؤتمر دولي في الخريف القادم تشارك فيه السلطة الفلسطينية وإسرائيل وعدد من الدول العربية من أجل إحياء عملية السّلام في الشرق الأوسط وقال بوش في كلمة حول الشرق الأوسط ألقاها في البيت الأبيض منذ يومين أن الفلسطينيين أمام «لحظة خيار حاسم» مؤكدا أن دعم الرئيس محمود عبّاس سيسمح للفلسطينيين «بإعادة تأكيد كرامتهم والسيطرة على مستقبلهم وإقامة دولة لهم» كما دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية من جهة أخرى إلى الإستمرار في تحويل العائدات الضريبية للسلطة الفلسطينية والعمل على وقف حركة الإستيطان وتفكيك المستوطنات العشوائية على حدّ تعبيره وقال متوجها إلى الإسرائيليين «ثقوا بأنّ الولاياتالمتحدة لن تتخلّى إطلاقا عن التزامها من أجل أمن إسرائيل كدولة يهودية ووطن للشعب اليهودي». وفي سياق ردود الأفعال على كلمة الرئيس بوش أعرب أولمرت عن ارتياحه لعقد مؤتمر دولي للنظر في سبل إحياء عملية السّلام فيما أشاد كل من الرئيس الفلسطيني والملك الأردني بهذه الدعوة الأمريكية للوصول إلى حلّ يقوم على أساس الدولتين. وتأتي هذه الدعوة الأمريكيةالجديدة قبل أربعة أيام من اجتماع تعقده اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط في العاصمة البرتغالية بحضور المبعوث الخاص للجنة الرباعية رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير. وفي هذا الشأن عبّرت الولاياتالمتحدةالأمريكية في أكثر من مناسبة عن رفضها دعوة حلفائها الأوروبيين توسيع مهمة بلير حول الشرق الأوسط حرصا منها على الحفاظ على نفوذها في ما يتعلق بالملف الإسرائيلي الفلسطيني، حيث ظلّت الولاياتالمتحدة تمانع تحديد مهمّة سياسية لبلير معتبرة أنّ هدف مهمته هو التمهيد لإقامة مؤسسات فلسطينية «قابلة للإستمرار» غير أن عشرة وزراء خارجية أوروبيين طلبوا أخيرا من موفد اللجنة الرباعية الجديد توسيع تفويضه ليشمل حلحلة عملية السّلام بما يسهل بدء مفاوضات بدون شروط مسبقة حول الوضع النهائي وتشكيل قوّة دولية في الأراضي الفلسطينية لتواكب آفاق السّلام إضافة إلى التدخل للإفراج عن آلاف المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وفي ظلّ هذا الزخم الدولي الجديد حول الوضع في الشرق الأوسط وجهت إسرائيل أمس ضربة قوية لآمال الرئيس الفلسطيني ملقية شكوكا حول الدعوة الأمريكيةالجديدة حين استبعدت حكومة أولمرت إجراء مفاوضات في هذه المرحلة حول حدود الدولة الفلسطينية وقالت المتحدثة بإسم أولمرت «إننا مستعدون لإجراء محادثات عن قضايا «الأفق السياسي»... لكننا غير مستعدين في هذه المرحلة لمناقشة القضايا المحورية الثلاث: «الحدود واللاجؤون والقدس». وهكذا بين استعداد فلسطيني فوري لبدء محداثات الوضع النهائي ورؤية بوش لاستراتيجية جديدة في المنطقة أساسها إجراء مفاوضات على مراحل وتعلق إسرائيل بقضايا الأفق السياسي في شكل محادثات تقتصر على جوانب قانونية واقتصادية للدولة الفلسطينية المستقبلية فإنّ الأسرة الدولية بما في ذلك الأممالمتحدة واللجنة الرباعية الحريصة على تحريك مسار السّلام في المنطقة قد تكتفي في هذه المرحلة بآمال معلقة في انتظار التزام أمريكي أكثر جديّة والحال أنّه لم يتبق لبوش سوى عام ونصف في منصبه.