تأتي الزيارة المرتقبة لوزيرة الخارجية الامريكية الى اسرائيل والضفة الغربية بعد اقل من اسبوع من اليوم ضمن التوجه الامريكي الذي يسعى الى تحريك المحادثات بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني للتقدم في المسار السلمي.. وكان الرئيس بوش قد دعا خلال الصيف الى عقد مؤتمر دولي حول الشرق الاوسط في الخريف برعاية الولاياتالمتحدةالامريكية ومشاركة الاسرائيليين والفلسطينيين وبعض ممثلي الدول العربية. ومن المرجح ان ينعقد هذا المؤتمر في شهر نوفمبر القادم رغم ان الدلائل تشير في الوقت الراهن الى الضبابية التي تلف هذا المؤتمر الدولي حيث اكد رئيس السلطة الفلسطينية في لقاء خلال زيارته الحالية الى المملكة العربية السعودية ان غموضا كببرا مازال يلف هذا المؤتمر مضيفا القول «نحن نسعى من اجل ان تتضح لنا وللجميع صورة اللقاء الدولي المقترح.. متى سيعقد هذا اللقاء ثم من الذي سيحضره والاهم مضمون هذا اللقاء او المؤتمر وهل سيخرج بنتائج؟..» ويبدو ان هذا الغموض الذي يحيط بالمؤتمر المقترح يشمل كل الاطراف المعنية بالعملية السلمية بمن فيهم وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والبرتغال بصفتها رئيسة الدورة الحالية للمجموعة الاوروبية وكذلك ممثل اللجنة الرباعية الدولية توني بلير الذين نفوا وجود اية معلومات واضحة بشأن صورة وأسس هذا اللقاء الدولي المقترح. وهذا الغموض السائد دفع بوزير الخارجية السعودي الى الشك في مشاركة المملكة فيه اذا لم يتطرق الى قضايا رئيسية مثل القدس والحدود واللاجئين... ويسفر عن قرارات لها جدول زمني واضح. ان زيارة رايس الى المنطقة بعد بضعة ايام من الان والتي ستلتقي خلالها كلا من اولمرت في القدس وعباس في رام الله قد تبدد بعض الغيوم حول هذا المؤتمر وقد تجيب عن عديد التساؤلات والاستفسارات المطروحة حول مدى جدية دعوة بوش ومدى التزام الولاياتالمتحدةالامريكية بهذا التوجه الجديد في سياستها الشرق أوسطية بعد ان فقدت مصداقيتها لدى الطرف العربي نتيجة مساندتها المطلقة لاسرائيل على حساب الحق والشرعية.