خونا فيصل كتب توديع لجورج بوش اللي اليوم بالمناسبة آخر نهار يعدديه في البيت الأبيض. «أما بعد: فإني المواطن العربي الأبي المسامح الكريم أتقدم إليكم وإلى ذويكم وكافة أفراد عائلتكم الموسعة ومن ابنتكم شيلسي إلى حرمكم المصون لورا وإلى نائبكم ووزرائكم وخصوصا الآنسة الفاضلة كونداليزا رايس بأحر التعازي وأصدق عبارات الحزن العميق النّابع من صميم قلوبنا في وفاة المغفور لها مقدما قطتكم المصونة «هيرلي» وإنني نيابة عن نفسي ونيابة عن العالم العربي وخصوصا أهالي غزة لا يسعني إلا أن أقف ساعة صمت وليس دقيقة ترحّما على روحها الطاهرة ونؤكد لكم بأن قلوبنا معكم في هذا المصاب الجلل الذي حل بكم وبالأمة الأمريكية جمعاء قبل أيام من مغادرتكم البيت الأبيض. إنّ العين لتدمع والقلب ليخشع أمام هذه الرزّية التي أثرت فيكم أيما تأثير والأكيد أنكم كنتم تكنّون لهذه القطة الرؤوم كل الحب والعطف والحنان أكثر مما كان والد محمد الدرة يكنّه لابنه ولا شك أنكم كنتم تحضنونها أكثر مما تحضن أمهات غزّة أشلاء أطفالهن تحت ركام القصف الصهيوني إنني أؤكد لكم أنني وجدت فيكم إنسانا رقيق العواطف تدمع عيناه حزنا لوفاة هرّته شجاعا لا تطرف له عين أمام أشلاء أطفال غزّة وإني أقدّر فيكم هذه الرقة وهذه الشجاعة التي لا مثيل لها. وإني نيابة عني ونيابة عن الشعوب العربية والإسلامية والجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والاتحاد الإفريقي والآسيوي ودول عدم الانحياز ومنظّمة الأممالمتحدة نعلن تعاطفنا معكم ومع جميع هرر العالم وخصوصا الحرّ منهم ونعلن أننا اتخذنا موقفا موحّدا بإرسال وفود إلى واشنطن لتقديم واجب العزاء في مصابكم الجلل وحضور حفل تأبين المغفورة «هيرلي» بما يليق بمقامها الرئاسي العظيم كما قرّرنا أن نقف ساعة صمت ترحّما على روحها الطاهرة وأن نشعل الشموع في كل مزبلة لذكراها وأن نقيم لها تمثالا في كل مدينة عربية حتى لا ننساها وأن نمشي في جنازتها في حديقة البيت الأبيض لا في قبور جماعية كما يحدث مع أطفال غزّة. نرجو من الله أن يلهمكم الصبر والسلوان وأن يرزقكم بما هو أحسن من المرحومة هيرلي حتى تكون خير خلف لخير سلف واعترافا منّا لقيمتها ومعزّتها لديكم قرّرنا بالإجماع إرسال طائرات محمّلة بالأغذية والأدوية والألعاب للقطة الجديدة كعربون صداقة وتعاون منا وسنقيم للراحلة حفل الأربعين من غزّة إلى جنين إلى جباليا إلى الفاخورة إلى بغداد إلى أفغانستان مع أخذ الاحتياط بأن جميع من سيكون حاضرا سيكون حافي القدمين بلا صبّاط. رحم الله «هيرلي» وجميع القطط ولأهل أهل غزّة القصف والقتل... ولا من شاف ولا من سمع... من مواطن عربي نيابة عن الأمة العربية للتعليق على هذا الموضوع: