قفصة الصباح لا يزال اهالي قفصة يعيشون على وقع جريمة القتل الفظيعة التي وقعت صبيحة يوم السبت المنقضي وسط ساحة معهد أحمد السنوسي بقفصة والتي ذهب ضحيتها تلميذ في الثالثة ثانوي مقيم بالمعهد واصيل منطقة «أم الاقصاب» التابعة لسيدي بوبكر التابعة اداريا لمعتمدية ام العرائس والتي تبعد عن مدينة قفصة زهاء ال25 كلم. وتجدر الاشارة الى ان الجريمة التي نشرنا تفاصيلها الأولية في العدد السابق وقعت يوم السبت الفارط في حصة الراحة البينية في العاشرة صباحا حيث دلف مجموعة من الشبان من الباب الخلفي المخصص للأساتذة والاداريين من بينهم الفاعل الرئيسي في القضية الى ساحة المعهد ليلتقوا بمجموعة اخرى من الشبان من بينهم الضحية وليدخلوا في عراك واشتباك بالايدي والضرب حتى استل الفاعل الرئيسي موسى من بين طيات ثيابه ولوّح بها وسط جموع الحاضرين وهو في حالة هيستيرية لم يستطع معها أحد التدخل ثم تقدم نحو الضحية وغرس في بطنه الموسى فمزقها حتى خرجت احشاؤه ثم فر هو ومجموعته. اما الضحية فقد امسك بطنه وسقط ارضا مضرجا بدمائه وسط هلع وفزع زملائه التلاميذ وغيرهم من الحاضرين وسرعان ما حضر اعوان الحماية المدنية الذين حاولوا في الدقائق الاولى انقاذ حياته لكن «سبق السيف العذل» اذ توفي الضحية قبل ان يصل الى المستشفى الجهوي بقفصة. وحسب المعلومات الاولية التي تحصلنا عليها فان الهالك لم يكن المستهدف الاول من العملية بل تدخل لفض النزاع. كما تشير تقرير الطبيب الشرعي بالقصرين ان الوفاة نتجت عن جرح عامودي بآلة حادة بلغ طوله 20 سنتمترا وقد اصابت الآلة الحادة (سكين) مباشرة احدى الكليتين وقطعت الأوردة وجزءا من الامعاء. كما تسبب الحادث في وقوع حالات اغماء عشرات التلاميذ وغيرهم نقل أغلبهم بسيارات الاسعاف الى المستشفى الجهوي بقفصة كما تعطلت الدروس. اما الضحية (طه خلايفية) فيبلغ من العمر 19 سنة ينتمي الى عائلة متواضعة تقطن بالمنطقة الريفية المذكورة والده فلاح بسيط، وقد نزل عليهم خبر هلاك ابنهم كالصاعقة حتى أن والدته دخلت في حالة اغماء وهذيان.. لان الموقف فاق قدرتها على الاحتمال فقد ارسلت ابنها لينهل من العلم ويتلقى المعاني السامية على أمل الارتقاء والحصول على وظيفة جيدة ليشد ازر عائلته ويحسن من حالتها.. فاذا به يعود من معهده مباشرة الى المقبرة بمسقط رأسه (في ابشع صورة) وقد تم دفن الضحية ب«أم الأقصاب» عشية السبت المنقضي وسط آلام واحزان اهله وزملائه واساتذته الذين يشهدون له بحسن السيرة والسلوك والاجتهاد. اما الجاني فهو تلميذ سابق بالمعهد اطرد منه السنة الفارطة ويبلغ من العمر 21 سنة ويدرس في اختصاص السياحة بجربة ويقطن بأحد الاحياء وسط مدينة قفصة. وتجدر الاشارة كذلك الى ان المعهد الذي وقعت داخله الجريمة هو أكبر معهد في قفصة (حوالي 3500 تلميذ) ويقع وسط المدينة خلف مدرسة اعدادية وبجانبه الادارة الجهوية للتربية والتكوين بقفصة. وقد فتح بحث تحقيقي في الجريمة تولت على اثره فرقة الشرطة العدلية بقفصة اعمال البحث حيث تم ايقاف ستة شبان من المشتبه بهم صحبة المتهم الرئيسي في القضية وفي حوزته آلة الجريمة شموع وقد خيم الحزن أمس على المعهد الذي شهد هذه الجريمة فاللحظات مرت عصية جدا وعم المكان تململ واضح في صفوف التلاميذ كما في اوساط المدرسين وفي غضون ذلك عمدت مجموعة من التلامذة الى اشعال الشموع ترحما على روح زميلهم الذي غادرهم على حين غفلة ودون سابق اعلام لينصرف اثرها عموم التلاميذ الى مقاعد الدراسة وسط اجواء يلفها الحزن العميق. رياض بدري