انطلقت في الشهر الماضي عملية تصدير القوارص لهذا الموسم والتي ستكون في حدود 25 ألف طن منها 23 ألف طن برتقال مالطي وحوالي ألفي طن أنواع أخرى وخاصة منها البرتقال الصيفي والليمون. تجدر الإشارة إلى أن صادرات القوارص قد بلغت في السنة الفارطة حوالي 27400 طن بقيمة 27 مليون دينار وقد تولت الشركة التونسية للملاحة في الموسم الفارط نقل 94% من الكميات المصدرة في اتجاه أوروبا. وقد قدرت صابة القوارص لهذا الموسم بنحو 297 ألف طن مقابل 300 ألف في الموسم الفارط وبلغت صابة البرتقال المالطي 115500 طن مقابل 142500طن في الموسم السابق مسجلة نقصا بنسبة 19% وقد سجل إنتاج «الكليمنتين» زيادة بنسبة 28% محققا 36500 طن مقابل 28550 طنا في الموسم الفارط وتطور إنتاج «الطمسون» بنسبة 21% ليبلغ 143 طنا كما أن هذه المنتوجات موجهة أساسا نحو السوق المحلية علما وأن التونسي من أهم مستهلكي القوارص في العالم بمعدل 25 كلغ في الموسم. ويعود هذا التراجع في الإنتاج إلى عدة عوامل منها بالأساس العوامل المناخية التي أثرت سلبا على هذا المنتوج خاصة قلة الأمطار خلال المرحلة الأولى من نمو الأشجار رغم أن هذا القطاع عموما تدعم بعدة تجديدات وشهد عدة إجراءات لمزيد تطويره والرفع من نسبة الإنتاج فيه على غرار إحداث المركز الفني للقوارص الذي يساهم في الإحاطة والتأطير والبحث وهيكلة القطاع وتطويره، بالإضافة إلى إحداث وحدة لإكثار الحشرات النافعة ببني خلاد باعتمادات ناهزت 650 ألف دينار ومركز فني للقوارص واعتماد الحماية الصحية للغراسات بتنظيم حملة وطنية لمكافحة ذبابة القوارص. وقد عرفت المساحات المخصصة لزراعة القوارص اهتماما بالغا من قبل الدولة حيث تطورت المساحات من 17290 هكتارا في سنة 2003 إلى أكثر من 20 ألف هكتار حاليا وتم استصلاح 6 آلاف هكتار من غابة القوارص بالإضافة إلى اعتماد أكثر من 20 صنفا جديدا في طور الإنتاج إلى جانب إحداث مستغلات كبيرة للقوارص في الأراضي الدولية المهيكلة مع التوسع في المناطق الجديدة على غرار بعض مناطق الشمال الغربي والوسط وخاصة ولاية نابل التي شهدت المساحات الجملية المخصصة فيها لزراعة القوارص تطورا من 350 10 هك حسب إحصاء سنة 1986 إلى 400 14 هك سنة 2008 نتيجة تطور العدد الجملى للغراسات بنسبة 36 بالمائة ليصل إلى 3 ملايين و 800 ألف شجرة. وتعتبر ولاية نابل من أهم المناطق المنتجة للقوارص في البلاد حيث تساهم بنحو 218 ألف طن بالنسبة إلى الموسم الحالي مسجلة بدورها تراجعا طفيفا في الإنتاج الجملي مقارنة بالموسم الفائت الذي كان في حدود 230 ألف طن وذلك نتيجة نقص في محصول المالطي بنسبة 14 بالمائة ليكون في حدود 95 ألف طن بعد إنتاج قياسي الموسم الماضي مع الإشارة إلى دخول مساحة تقدر بنحو خمسة آلاف هكتار العام القادم مرحلة إنتاج القوارص بالوطن القبلي وهو ما يرفع المساحة المخصصة لزراعة القوارص بولاية نابل إلى 18750 هكتارا.