تونس الصباح: خاص بعد أن حظيت بشرف استقبال سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الثلاثاء الماضي اتصلت «الصباح» بالسيدة جميلة الماجري رئيسة الاتحاد للحديث معها حول هذا الاستقبال الذي اسعد كل الكتّاب والمثقفين في تونس. وتناول الحديث مضمون الرسالة التي حمّلها اياها سيادة رئيس الجمهورية الى كل الكتّاب والادباء في تونس ودعمه اللامشروط لحرية النشر والتعبير واهتمامه الكبير بتوفير الحلول الناجعة لمختلف الوضعيات الاجتماعية للكتّاب. وتناول الجزء الثاني من هذا الحديث برنامج الاتحاد ومساهماته في مختلف التظاهرات الثقافية التي تعيشها بلادنا على امتداد سنة 2009.. * تم استقبالك من طرف سيادة الرئيس كيف كان هذا اللقاء؟ لقد كان لقاء رائعا الى ابعد الحدود اعتبره تاريخيا ولا بد ان يمثل منعرجا في تاريخ اتحاد الكتّاب، بل كل كتّاب تونس اذ انه رغم ما نعرفه وما عوّدنا عليه سيادته من تشجيع ودعم للكتّاب والمبدعين والمثقفين وقراراته الرائدة والمتواصلة في هذا الاطار، فانني لمست في هذا اللقاء المباشر مع سيادته ما يتجاوز احلامنا وانتظاراتنا، فهو قد عبر عن دعمه اللامحدود وتشجيعه اللامشروط للكتّاب ومساندته المطلقة لاتحادنا ووعد سيادته بتلبية ما تقدم به اتحادنا من طلبات بلغت اياها لسيادته مثل حل بعض المشاكل الاجتماعية التي تعوق اصحابها من الكتّاب عن نشاطهم الابداعي ووعد سيادته بالنظر فيها وحلها مؤمنا على ان المبدع لكي يبدع لا بد ان تتوفر له الظروف المادية الملائمة، بل انه كان كريما كعادته الى أبعد الحدود بما سيفاجئ اعضاء الاتحاد بما يفوق انتظاراتهم مقابل طلب واحد لسيادته من الكتّاب هو ان يكتبوا ويبدعوا فقط وقد وعد بتخليصهم من الهواجس المادية والمعنوية التي قد تؤرقهم عن الابداع وكل قيد وشرط. وعندما يقول سيادة الرئيس بصريح العبارة: فليكتبوا وليكتبوا فقط فان هذا موقف تاريخي ومنتهى الاريحية ومثال حي ورائد لتعبير رئىس الدولة عن حرية التعبير والحث على مزيد الابداع مقارنة بما نعرفه في أزمنة واماكن اخرى. وقد ابدى اهتماما بالغا ببرامج الاتحاد ونشاطاته لذلك فعلى الكتاب ان يستغلوا هذا الواقع الجديد في تونس منذ فجر التغيير وحث رئيس الدولة بنفسه وبصريح العبارة على الكتّاب ليكتبوا دون قيد ولا شرط وهو الذي حذف الايداع القانوني والرقابة على الكتب ولا بد من اعتراف الكتّاب بالجميل ورده بمزيد الانتاج والابداع والمساهمة الفاعلة في صنع تاريخ تونس الثقافي غير المسبوق، والمساهمة الفاعلة في المشروع الثقافي الوطني. * هل هناك رسالة خاصة حمّلك اياها سيادة الرئيس الى الادباء والكتّاب؟ نعم، بل رسائل، فقد كلفني بتبليغ التحية للهيئة المديرة الجديدة ولكل كتّاب الاتحاد وتعبيره عما يكنه من حب خاص وكبير للكتّاب ووصيته لهم بان يكتبوا وأمله في ان يزيد عدد الكتاب في تونس وان يزيد عدد القرّاء ايضا. * رهانات ثقافية عديدة في قادم الايام كيف هي استعدادات الاتحاد لذلك؟ بعدما لقيه الاتحاد من دعم وتشجيع ومساعدة من سيادة رئيس الدولة وبعد صعود هيئة جديدة اليه. وأمام ما نحن مقدمون عليه في تونس هذه السنة من مواعيد ثقافية وسياسية كبرى لا بد للاتحاد من ان يكون مساهما فاعلا وحاضرا بارزا فيها. وامام ما يطمح اليه الكتّاب والمجتمع المدني والوسط الثقافي من انطلاقة جديدة ومختلفة تغير النظرة التي سادت طيلة السنوات الماضية عن الاتحاد بسبب غيابه وضعف فاعليته وما شاع عنه من صور تسيء اليه من تصرفات وسلوكيات الهيئة المديرة الجديدة عازمة على تغييرها واصلاح ما فسد فيها والكتّاب المنخرطون في الاتحاد انفسهم هم في هذه الدورة عبروا عن التفافهم حول الهيئة المديرة الجديدة وعن املهم في عهد جديد لاتحادهم وعن استعدادهم الكبير لدعمها ومساعدتها لان الهيئة وحدها بدون التفاف كل الاعضاء لا تستطيع ان تنجح. وقد لمسنا كثيرا من الصدق لدى كل الاعضاء للارتقاء باتحادهم والعمل على تجاوز سلبيات الماضي ومواصلة ما انجزت الهيئات السابقة من اعمال طيبة لا نختلف حولها. امامنا باختصار رهانات النجاح وتحقيق الافضل، والعمل على اشعاع الأدب التونسي داخل تونس وخارجها وعازمون كل العزم على الوفاء بوعودنا. * هل يمكن الحديث عن برنامج ثقافي خاص بالاتحاد احتفالا بمائوية الشابي؟ طبعا، سيكون لاتحاد الكتاب تظاهراته واصداراته ومشاركاته في هذه المناسبة الثقافية التاريخية الكبرى وفي اجتماع الهيئة المديرة اليوم (14 فيفري) وهو الاجتماع الثاني لها سيكون هذا البرنامج ضمن جدول العمل الذي ستنظر فيه. * القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية ما مدى حضور الاتحاد في هذه التظاهرة؟ سيكون الاتحاد ايضا حاضرا في هذه التظاهرة، فقد تم الاتفاق مبدئيا مع هيئة التظاهرة ومنسقها العام على تنظيم الاتحاد لامسيتين شعريتين كبيرتين بالقيروان واحدة قيروانية لشعراء القيروان لقراءة قصائدهم التي قالوها في مدينتهم وهي كثيرة ولقراءة القصائد الشهيرة لشعراء القيروان القدامى وهي ايضا كثيرة ورائعة وجديرة باستذكارها وتنظيم امسية ثانية لشعراء تونسيين وعرب الى جانب اصدار عن القيروان في عيون شعرائها ضمن منشورات الاتحاد ودراسات عن الأدب القيرواني الى جانب مشاريع اخرى ستنظر فيها الهيئة المديرة في اجتماعها اليوم ايضا لاننا مازلنا في بداية انطلاق اعمالنا كما هو معلوم. * اتحاد الكتّاب التونسيين بهيئته الجديدة وجد نفسه امام إرث ومخلفات سلبية سابقة، فما هو برنامج الاتحاد لتجاوز هذا الارث الثقيل؟ بالنسبة للارث الثقيل الذي كان سيعطّل انطلاقاتنا وطموحاتنا وهو الديون المتخلدة والمصاعب المادية فقد ساعدنا سيادة رئيس الدولة مشكورا بما يزيد عن محو ديوننا والامر بالتسريع في دفع المنح المخصصة للاتحاد. كما ان وزارة الثقافة والسيد الوزير نفسه قد ساعدنا بتسهيل عديد الأمور في ادارة الاتحاد وعبر عن استعداد الوزارة الدائم لدعم الاتحاد ومساعدته والتعامل معه. اما الارث المعنوي والأدبي فاننا عازمون وعاملون على التخلص منه بالعمل والعمل والعمل وتغيير ما علق بالعقليات بين بعض اعضائه والمصالحة بينهم والعمل الصادق على استعادة ثقتهم في اتحادهم والانخراط في برامجه واستماع الهيئة المديرة لمقترحاتهم وشواغلهم والتفافهم يدا واحدة من أجل تقديم صورة حقيقية ناصعة ومشرقة لاتحادهم جميعا. وتفعيل عمل الفروع وتشجيع نشاطاتها ودعمها والعمل على تجاوز بعض السلبيات المؤثرة في صور الاتحاد. * الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة ستطرح حتما اشكالية النشر والتوزيع للكتاب التونسي هل أعد الاتحاد برنامجا خاصا للنهوض بالكتاب والتعريف بالمؤلفات التونسية؟ اطمئنك بان الاتحاد بدء بالعمل في هذا الاتجاه وقدم مقترحاته لذلك من خلال مشاركاته في الجلسات الدورية التي تعقدها وزارة الثقافة في الاستشارة ولنا عزم على دعم مشاريع منشورات الاتحاد وبرامج طموحة سنعمل كل الجهد لتنفيذها لمزيد العمل على نشر الكتاب وتوزيعه واشعاعه داخل تونس وخارجها.. وهذا من الاهداف الاساسية للاتحاد.