تناول اللقاء الذي جمع بين رئيس الجمهورية السيد محمد المنصف المرزوقي والدكتور محمد البدوي رئيس اتحاد الكتاب والشاعر محمد الهادي الجزيري الكاتب العام حسب ما صرح به الشاعر عادل الجريدي المكلف بالإعلام في الاتحاد"للصباح " واقع الحياة الأدبية والفكرية في تونس بصفة عامة وبعض العراقيل التي تحول دون قيام الاتحاد بمهامه . وأكد البدوي والجزيري على استقلالية اتحاد الكتاب التونسيين والقطع النهائي مع الماضي وذكّرا ببيانات الاتحاد في خصوص الأحداث التي سبقت وأدت مباشرة إلى الثورة كما ذكرت الهيئة المديرة بعملها على إزاحة الرئيسة السابقة لاتحاد الكتاب قبل الثورة التي شارك فيها كل الأعضاء سواء منهم المحايدين المستقلين او المنتمين إلى مختلف التيارات الفكرية والسياسية دون استثناء. وأضاف الجريدي أن الاتحاد تلقى دعوة من رئاسة الجمهورية فلباها واستغل الدكتور محمد البدوي الفرصة ليبسط على رئيس الجمهورية وضعية الاتحاد المادية بعد أن نفذت الميزانية التي تخصصها له في العادة وزارة الثقافة وقد ساء الوضع كثيرا بعد أن عقد مؤتمره الأخير في ديسمبر 2011 بمدينة المهدية. ويذكر أن الإتحاد تعوّد على قرابة الستين ألف دينار ميزانية تحصل منها حسب ما أفاد به عادل الجريدي "الصباح "على جزء بسيط وبعض الوعود التي مازالت لم تر النور بعد. وفي رده على سؤال "الصباح "عن الإشكالية التي تجدها الوزارة عندما تحاول البت في قضية التمويل وإسناد الدعم وهي كثرة الهياكل والمنظمات ذات الهدف الواحد والتي تحول حاليا دون الحسم قال الجريدي: " منظمتنا (ويقصد اتحاد الكتاب التونسيين) عمرها يزيد عن أربعين سنة وعدد المنخرطين فيها قارب 700 منخرط والعدد قابل للارتفاع باعتبار عدد الطالبين للعضوية في كل وقت والقاعدة تقول التفاوض يكون مع الأغلبية ولا اعتقد ان بقية الهياكل او المنظمات يتجاوز عدد منخرطيها ما لدينا من أعضاء. كما تحدث ممثلا اتحاد الكتاب التونسيين مع رئيس الجمهورية السيد منصف المرزوقي عن آفاق مشروع اتحاد كتاب المغرب العربي والحاجة الملحة لثورة ثقافية تقطع مع الماضي وممارساته السلبية وعن ضرورة تأطير الحراك الثقافي بصفة عامة في استشارة وطنية يكون الاتحاد طرفا فاعلا فيها. وفي خصوص اتفاقية التعاون بين اتحاد كتاب المغرب واتحاد الكتاب التونسيين التي أمضاها الدكتور محمد البدوي وعبد الرحيم العلام يوم 19 افريل الماضي قال عادل الجريدي أنها اتفاقية تتجدد تلقائيا كل سنة وتندرج في إطار تمتين أواصر الأخوة والتضامن التي تجمع بين الشعبين المغربي والتونسي. والحرص على تعزيز التواصل الثقافي وتعميق الحوار والحراك الإبداعي والمعرفي بين مثقفي وأدباء البلدين وأنه تم الاتفاق على ضوئها على التعريف بالثقافة المغربية ورموزها وبدورها في دعم الثقافة العربية وتأكيدا لهذا البند نظم اتحاد الكتاب هذه الأيام في نطاق تفعيل اتفاقية التعاون الثقافي بين اتحاد الكتاب التونسيين ونظيره المغربي أمسية شعرية مغربية أثثها كل من الشاعرة زليخة الموسوي الأخضري والشاعر حسن أعبيدو والشاعر محمد زرهوني والشاعر حفيظ لمتوني (سلطان الماء كما يسمى في المغرب) . وعلى ضوء هذه الاتفاقية سيتم كذلك التعاون بين هيئة تحرير مجلة اتحاد كتاب المغرب وهيئة تحرير مجلة اتحاد الكتاب التونسيين للتعريف بثقافة وإبداع البلدين وتعميمهما. وسيلتزم كل طرف بتوجيه الدعوة إلى عضو أو أكثر في اتحاد الطرف الآخر للمشاركة في المهرجانات والمؤتمرات والندوات العربية التي ينظمها كل اتحاد وتخصيص برنامج ثقافي خلال يوم في العام للثقافة المغربية في تونس ويوم في العام للثقافة التونسية في المغرب، يشمل تنظيم ندوات فكرية ونقدية وأدبية وأمسيات شعرية.ثم والأهم من ذلك أن يعمل الطرفان بتنسيق مع اتحادات الكتاب والأدباء في بلدان الاتحاد المغاربي على إحياء "اتحاد كتاب المغرب العربي".