من أطرف ما قرأت خلال الايام القليلة الماضية المقال الذي نشرته الصحيفة البريطانية العالمية الشهيرة "فاينشال تايمز" Financial Times للامير السعودي تركي الفيصل وتضمن تقييما صريحا وجريئا لحصيلة السياسات الخارجية والعسكرية والامنية للادراة الامريكية في عهد بوش الابن وصولا الى مساندتها العلنية واللامشروطة لالة الحرب الاسرائيلية خلال عدوانها الجديد على قطاع غزة الفلسطيني . الامير تركي الفيصل شخصية من الوزن الثقيل في المملكة العربية السعودية.. وقد سبق أن تولى مهمات عليا بينها رئاسة الاجهزة الامنية والاستخباراتية لمدة طويلة ورئاسة البعثة الدبلوماسية في واشنطن.. وقد اعلن عن استقالته من منصبه في واشنطن بعد تصريحات صحفية ومواقف نسبت اليه والى أحد أبرز مستشاريه تضمنت انتقادات لاداء الادارة الامريكية في العراق بعد احتلاله في افريل 2003.. الامير والدبلوماسي والسياسي السعودي كتب في الصحيفة البريطانية المشهورة ينتقد مجددا الادارة الامريكية وانحياز واشنطن المبالغ فيه الى اسرائيل.. " الى درجة استحالت فيه على الانظمة الصديقة للولايات المتحدة مثل السعودية الاعتراض على المسيرات والمظاهرات المتضامنة مع المقاومة الفلسطينية المسلحة في غزة ".. صيحة سياسي ودبلوماسي سعودي عضو في الصفوف الاولى للعائلة المالكة في الرياض من حجم الامير تركي الفيصل رسالة سياسية مفتوحة إلى إدارة الرئيس الامريكي الجديد باراك حسين أوباما وإلى قادة الدول الغربية التي تجاهلت طوال عقود الرأي العام العربي والاسلامي ومئات الملايين من أنصار السلام في العالم.. إلى أن جاء العدوان على غزة فاتضحت توجهاته المناصرة لحقوق الشعب الفلسطيني والمعارضة بحزم للاحتلال وخيارات حلفائه.. فهل يفهم ساسة أمريكا وأوروبا الجدد خاصة بعد أن صوت أغلب الناخبين الاسرائيليين على كنيست جل أعضائه من اليمين المتطرف.. بينهم نواب من حزبي ناتنياهو وليبرمان لا يؤمنون بحق الشعب الفلسطيني والعربي في الحياة.. ولا يتورعون عن اعلان معارضتهم لمواثيق الاممالمتحدة والقانون الدولي الانساني..