سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تاجر متجوّل يفجّر مفاجأة بشهادة تدين «ابن الملاّك» ثم يختفي في ظروف غامضة! دار شعبان الفهري: تطوّرات مثيرة في قضية مقتل الشقيقين بشرى وعبد الواحد وسرقة «تحويشة عمر» العائلة
أي مصير للقضيّة في غياب أية مكافحة بين الشاهد الوحيد والمشبوه فيه المتمسّك ببراءته؟ الأسبوعي- القسم القضائي: عامان وشهران مرّا على حادثة هلاك الشقيقين بشرى (من مواليد 8 سبتمبر 2006) وعبد الواحد (من مواليد 13 مارس 2004) اختناقا إثر حريق غامض اندلع بمنزل تتسوغه عائلتهما منذ عشر سنوات كائن بدار شعبان الفهري ولم تتوصل التحريات الأمنية والقضائية إلى حصر الشبهة في مشتبه به ومازالت تواصل البحث في هذه القضية المتعلقة بإضرام النار عمدا بمحل معد للسكن والقتل العمد مع سابقية القصد طبق أحكام الفصول 201 و202 و207 من القانون الجنائي. والجديد في هذه الحادثة الغامضة يتمثل في ظهور شاهد أكد أن ابن صاحب المنزل الذي شب به الحريق (ابن الملاك) هو المظنون فيه بناء على رواية سردها له وهو ما يعتبر خيطا قد يكشف الحقيقة ولكن حصل لاحقا ما لم يكن في الحسبان. شاهد وحيد يظهر ثم يختفي ونعود إلى أصل الشهادة التي حصلت «الأسبوعي» على نسخة منها فإن شابا أصيل ولاية القيروان صرّح لدى عدلي إشهاد بأنه كان جالسا خلال احدى ليالي عام 2007 مع صديقه (ابن الملاك) بمقهى وأثناء تسامرهما استفسره عن سرّ حالته المتأزمة فأعلمه أنه يعاني من إشكال وأكد الشاهد بأن صديقه هذا اعترف له بأنه عمد إلى إضرام النار في الطابق العلوي لمنزلهم الذي تتسوغه عائلة مغربية منذ عشر سنوات بإيعاز من قريبيه مستعملا في ذلك ولاّعة وأشار صاحب الشهادة التي تعتبر المفاجأة الأولى في سير أبحاث هذه القضية أن صديقه أكد له بأنه لم يكن على علم بوجود الطفلين (بشرى وعبد الواحد) داخل المنزل وأضاف: «وفي اليوم الموالي اتصل بي (الصديق) بمقر عملي وتراجع في أقواله وأعلمني أن ما قاله كان على سبيل الدعابة». هذه الأقوال أدلى بها الشاهد أيضا لأعوان الإدارة الفرعية للقضايا الاجرامية بالقرجاني ولكن الغريب في الأمر أنه بعد أن أدلى بشهادته لدى الفرقة الأمنية المذكورة بخمسة أيام ألقي القبض عليه من طرف أعوان الشرطة وأعلموه أنه محل تفتيش للسلط القضائية بقرمبالية للادلاء بشهادة (!!) وبمثوله أمام حاكم التحقيق المتعهّد بالبحث في هذه القضية رقم 24472/4 أخلى سبيله بعد أن أعلمه بأنه أدلى بشهادته قبل خمسة أيام. تمسّك بالبراءة فهل دفعت حادثة الإيقاف بالشاهد إلى التخفي بعد أن انقطعت أخباره وهو ما يمنع تقدم سير الأبحاث وإجراء المكافحة بين هذا الشاهد (بائع متجول للملابس المستعملة) وصديقه الذي وجّه له أصابع الاتهام من خلال شهادته، وفي انتظار -ربّما- ظهور فجئي للشاهد أدلى ابن الملاك بأقواله لدى الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية وأكد من خلالها على أنه لا يعرف الشاهد أصلا وأن تصريحاته لا أساس لها من الصحة وأفاد أنه كان يوم الواقعة متواجدا أمام المنزل يدخّن سيجارة عندما ناداه والده وأعلمه باندلاع النار في المنزل الذي تتسوغه عائلة مغربية، وأشار إلى أنه حاول فيها فتح الباب ولكن عندما تعذر عليه فتحه توجه إلى شرفة المطبخ وهشّم جزءا منها وفتحها ثم سارع -بناء على طلب من والده- بالتوجه إلى المتسوّغ لإعلامه بالحادثة. السؤال مازال مطروحا أما صاحب المنزل (الملاك) فقد نفى لدى سماع أقواله من محقّقي الإدارة الفرعية للقضايا الاجرامية التهمة وأكد أنه وابنه بريئان ونفى وجود أغراض بينه وبين العائلة المغربية وأفاد أنه لم يطلب من المتسوغ إخلاء المنزل أصلا غير أن محامية عائلة الضحيتين طعنت في هذه التصريحات واعتبرتها محاولة من صاحب المنزل لإبعاد الشبهات وأكدت أنه (الملاك) قام برفع قضية استعجالية ضد المتسوغ في الخروج إذ لم يدفع معينات كراء وقد رفضت المحكمة القضية وهو دليل -حسب قولها- على وجود أغراض. يذكر أن أعوان الحماية المدنية عثروا أثناء التدخل على ولاعة بالقرب من جثتي الشقيقين ولا يعرف إلى اليوم إن كانت تحمل بصمات شخص معين أو لا خاصة وأن تقرير الطبيب الشرعي أكد أن وفاة الطفلين ناجمة عن اختناق جراء انتشار الدخان ونفى وجود أي آثار حرق ولو جزئي بجسميهما أو أيديهما وهو ما يعني -مبدئيا- أن سبب اندلاع الحريق خارجي وليس داخلي وهو ما يدعّم احتمال وقوع الجريمة خاصة بعد تعرض مصوغ والدة الضحيتين ومبلغ مالي للسرقة أثناء العملية... ويبقى السؤال مطروحا... من قتل الشقيقين بشرى وعبد الواحد وسرق «تحويشة عمر» العائلة في ظل الاختفاء المفاجئ والغريب للشاهد الوحيد في القضية وعدم إجراء المكافحة؟ صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: