أهم فقرة شدت انتباهي في تصريحات وفد من الكنغرس الامريكي على هامش زيارته الحالية إلى الجزائر قوله: "إن الاعلام الفرنسي يقدم لنا صورة مهولة عن الاوضاع في الجزائر وعن انتهاك حقوق الاقليات الدينية في المنطقة".. هذا التصريح ذكرني بملاحظة سبق أن سمعتها قبل 18 عاما من سفير تونس في الجزائر الديبلوماسي القدير الخبير في الشؤون المغاربية علي جراد.. إذ نبهني إلى أن الرئاسة الفرنسية (بقيادة ميتران وقتها) وجل العواصمالغربية اساءت تقدير تطورات الاوضاع في الجزائر لانها (وسفاراتها في الجزائر) حكمت على توجهات المجتمع الجزائري ومواقفه من خلال قراءة الصحافة الجزائرية الناطقة بالفرنسية وللصحافة الاوروبية وخاصة منها الباريسية.. التي اعتمدت بدورها تقارير وتعليقات تيارمن النخبة الفرنكفونية (والفرنكفولية) وتجاهلت مواقف الصحافة الجزائرية الناطقة بالعربية ومانشرته مؤسسات اعلام ودراسات عربية عن الجزائر.. والان جاء وفد من الكنغرس ليحقق في اواضع الحريات ومضايقة " الجزائريين المسيحيين " بناء على تقارير صحفية فرنسية.. حسبما جاء على لسان أعضاء الكنغرس.. الذين اقروا بأن المصدر الرئيسي لواشنطن وكثير من العواصم العالمية بالنسبة للاوضاع في الجزائر تقارير بعض وسائل الاعلام والمنظمات "غير الحكومية" والمؤسسات الدبلوماسية والسياسية والامنية الفرنسية.. صورة العرب عامة والمغرب العربي في امريكا وفي انحاء عديدة من العالم كثيرا ما تكون مشوهة أو مهولة بسبب تقارير بعض "الصحفيين" الاوروبيين الفرنسيين أو الفرنكفونيين و"الخبراء" في شوؤن منطقة لا يفهمون لغتها وصحافتها ولا يكادون يعرفون عن شعوبها وساستها الا النزر القليل.. "خبراء" يبحثون عن النجومية بأي ثمن.. ولو عبر" تهويل " بعض الاحداث والقضايا.. أو اختزال ملفات حقوق الانسان في الموقف من العلاقات الجنسية المثلية (homosexuelité) أو الخلط بين "الارهاب والكباب".. بين الحق في التفكير والتعبير وبقية الحقوق السياسية والاجتماعية من جهة وحقوق مجموعات "المثليين" و" الشواذ جنسيا من جهة ثانية.. لا ينبغي التعميم ففي فرنسا وأوروبا اعلاميون وخبراء مقتدرون ونزهاء.. لقد حان وقت التمييز بين هؤلاء وأولئك.