استفز خبر توريد 50 طنا من مادة الزقوقو لتغطية جانب من حاجيات الاسر التونسية لتحضير عصيدة المولد النبوي الشريف اكثر من قارىء.. ولم يمر الخبر دون اثارة سيل من التعاليق والتساؤلات الاستنكارية والمستغرب للجوء الى مثل هذا الاجراء في ظرف اقتصادي داخلي وخارجي صعب لجلب اطنان من هذه المادة غير الاساسية في وقت يفترض الضغط على السنتورة من الجميع وترشيد السلوكيات الاستهلاكية وغرس ثقافة استهلاك تراعي امكانيات الانتاج المتاحة. ومهما كان موقع الزقوقو في تقاليد احتفال التونسي بالمولد النبوي لا نخال ان مثل هذه المناسبة العميقة في معانيها يمكن ان تختزلها صحفة عصيدة داكنة اللون بدونها تفتقد المناسبة رونقها ودلالاتها فيكون اللجوء الى العصيدة الموردة خير مكافأة لنهم البعض.. ان الاستغناء عن الزقوقو اذا ما تعذر ان تجود به غاباتنا بالكميات الكافية ليس مستحيلا ثم ما ضر لو تم احياء هذه المناسبة دون عصيدة هل سيتسبب ذلك في كارثة او مجاعة!؟ قطعا لا.. اذن لم لا كل هذه المحاباة والحرص على تلبية رغبة وشهوة المستهلك حتى ان لزم الامر استيراد الزقوقو. كان الاجدر في نظرنا تكثيف عمليات التحسيس وتنبيه المستهلك بصفة مبكرة الى احتمال تسجيل نقص في التزويد لتراجع الانتاج ودعوته الى ترشيد استهلاكه حتى لا يساهم ضغط الطلب في الترفيع في الاسعار والى افراز عمليات احتكارية من قبل البعض فينعكس ذلك على وضع التزويد ويزيد في تأزمه.. وان كنا نعتقد ان من حق المواطن ان يظفر بما يحتاجه من سلع ومنتجات غذائية بالاسواق اذا ما تعلق الامر بمواد استهلاكية اساسية لازمة لقوته اليومي ويقتضي فقدانها او نقصها اللجوء الى التوريد حتى لا ينعكس اختلال العرض والطلب على اسعارها فاننا لا نخال ان مثل هذا الوضع ينسحب على عصيدة الزقوقو واستسهال لعملية توريدها نزولا عند رغبة جمهور واحباء العصيدة.