افتتح أمس (الجمعة) بإحدى نزل ياسمين الحمامات ملتقى مراقبي ومتفقدي الحكام والحكام المساعدين الذي يتواصل اليوم (السبت) تحت إشراف الجامعة التونسية لكرة القدم بتنظيم من اللجنة الفرعية للمراقبين وبرعاية اللجنة الفيدرالية للتحكيم. ومثل هذا الملتقى الذي أشرف عليه رئيس الجامعة كمال بن عمر وبحضور رئيس اللجنة الفيدرالية عبد السلام شمام ورشيد بن خديجة وناجي الجويني وعمر الدراجي وأحمد علولو... فرصة لإلتقاء العائلة التحكيمية لتدارس أهم مشاغل سلك المراقبين وتعميق الحوار حول بعض النقاط من أجل مزيد دفع هذا السلك نحو مزيد التطوير للنهوض بكرة القدم التونسية التي تبقى في أمس الحاجة إلى العناية أكثر بالتقييم لإضفاء طابع النزاهة والمساواة كعنصرين هامين أراد المنظمون أن يكونا شعارا لهذا الملتقى. لا للتمعش من قطاع التحكيم !... رغم وصوله بشيء من التأخير عن موعد إنطلاق الجلسة في فترتها الصباحية فقد إعتذرعن ذلك مرجعا السبب إلى ظروف مهنية... أكد رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم أن سلك المراقبين هام جدا ويستوجب العناية به أكثر فمراقب المقابلة يجب أن يتحلى بالنزاهة خلال تقييمه لمردود الحكم لأن ذلك يفيد اللجنة وينير لها السبيل لتكوين الفكرة الحقيقية عن الحكم، وقد تعرض إلى نقطة تواجد المراقب ومندوب الرابطة في المباريات والتداخل في الأدوار ووضح بأن إحداث خطة مندوب الرابطة أتت نتيجة الفراغ الذي تسبب فيه المراقب في مصداقية بعض التقارير وتطابقها مع الوقائع والأحداث التي شهدتها بعض المباريات... ومن أجل الحصول على صورة كاملة وشاملة عن الظروف التي دارت فيها المباريات فكان لزاما اللجوء إلى مندوب للرابطة يواكب المقابلات ويرفع التقارير. وقد فاجأ رئيس الجامعة الحضور بقوله: "لا للتمعش من قطاع التحكيم" وقد أشار أن الأسباب التي دفعته لذلك رغبة كل حكم قديم في الإلتحاق بسلك المراقبين وهذا ليس إجباريا مؤكدا أنه حان الوقت لهيكلة هذا السلك لتفعيل دوره أكثر وتمكين المراقب من جميع الصلوحيات للمساهمة الفعلية في تحسين مستوى التحكيم ومقاومة بعض المظاهر السلبية التي تفشت في ملاعبنا. النزاهة والمصداقية والحيادية أكد رئيس اللجنة الفيدرالية للتحكيم على الدور المحوري للمراقبين للمساهمة في تطوير أداء الحكم، فالمراقب يعتبر العين الساهرة للجامعة وهو المؤطر للحكام والمكلف بحسن إدارة المباريات لذلك منحت الجامعة كامل ثقتها للمراقبين والواجب يدعوهم أن يكونوا في مستوى هذه الثقة، وقد دعاهم إلى النزاهة والمصداقية في تطبيق القانون دون تأثيرات خارجية مع التحلي بالحيادية عند تدوير التقارير وتقييم مردود الحكم مع المطالبة بالتحلي بروح المسؤولية والأمانة مع التأكيد على المساواة وتجنب التاثيرات الجانبية التي أكد عبد السلام شمام أنها أفرغت بعض التقارير من محتواها الحقيقي فما يرى ويسمع في بعض المباريات يكاد لا يذكر في تقارير بعض المراقبين وهذا شيء خطير وغير مقبول من طرف بعض المراقبين لذلك لا بد من مراجعة الأمور لتفعيل دور المراقب، قبل أن يختم مداخلته بما تقوم به اللجنة الفيدرالية للتحكيم من أجل تحسين مستوى الحكم والارتقاء بجودة أدائه للمباريات. من أجل تصحيح المسار من جهته أعرب الحكم السابق ناجي الجويني عن سعادته بالمشاركة في هذا الملتقى الذي يراه فرصة هامة لمراجعة أمور التحكيم على مستوى سلك المراقبين. متمنيا أن تكون مناسبة للخروج بنظرة جديدة وإحياء روح النقد لدى البعض لمراجعة نقائصهم بهدف تصحيح المسار للنهوض بمستوى لعبة كرة القدم في تونس ما دام التحكيم أحد أركان اللعبة. وعن وضعية التحكيم في بلادنا فقد أكد المحاضر أن القطاع يمر بمرحلة صعبة وهذا نشاهده أسبوعيا مؤكدا على أن النقد الذي يوجه لبعض الحكام من طرف وسائل الإعلام هو في محله. وبعد ذلك دخل في صلب الموضوع المتعلق بالمداخلة التي ركز فيها على دور المراقب في تنظيم المقابلات وإدارتها حسب قوانين الجامعة التونسية لكرة القدم والتي عددها في جملة من النقاط هي: الإلمام التام بلوائح وقوانين الإتحاد المنظم، وبكيفية تنظيم المباريات، والتحقق من توفير الحماية الأمنية داخل وخارج الملعب، ومن العناية الطبية (رجال الإسعاف وسيارات الإسعاف المجهزة)، وتنسيق تواجد رجال الإعلام في الأماكن المخصصة لهم بالمدرجات، إضافة إلى تنسيق توزيع المصورين خلف المرميين، والتحقق من ملائمة الغرف الخاصة بالفريقين وطاقم التحكيم للمعايير المطلوبة، ومن تلبية التجهيزات الخاصة بالملعب للمعايير المطلوبة، ومن عدم تواجد أي شخص غير مصرح له داخل محيط أرضية الملعب . دور المراقب في تنظيم المباريات وأما عمر الدراجي الذي قدم مداخلة محورها دور المراقب في تنظيم المقابلات وإدارتها حسب قوانين الجامعة التونسية لكرة القدم، فقد أكد على دور المراقب لسير المقابلة والحكم وقد وصفه بأنه عين الجامعة في الملعب وهو يلعب دور المساعد للحكم في تنظيم المباريات خاصة على مستوى محيط الملعب الذي عادة ما يمثل الحزام الساخر، منبها المراقبين على ضرورة تحمل مسؤوليتهم فكلما تحلوا بالصرامة بالحضور المبكر في الملعب قبل إنطلاق المقابلة بساعة ونصف حسب القانون كلما سهلوا الأمور من أجل إنجاح الحدث. مشددا على ضرورة التفاهم بين الحكم والمراقب في النقاط الأهم للعبة وهي التسلل والأخطاء وسوء السلوك. فالمراقب مطالب خلال تقييمه بالتركيز على خصال الحكم من الناحية الفنية وردة الفعل في أخذ القرار الحاسم والصائب في ظرف وجيز الذي عادة ما يرتبط بالإستعداد الذهني للحكم وهو شيئ هام جدا فكلما تردد الحكم في قراره كلما غذى عامل الشك حول مردوده وجعله عرضة للإنتقاد والأمثلة عديدة... وقد وضع المحاضر في سياق مداخلته دور المراقب المطالب بتقديم تقرير مفصل عن المباراة بجميع عناصره، بينما دور مندوب الرابطة يختلف لأنه يقدم تقريرا عاما. لا بد من آليات إضافية لدعم الحكم والمراقب من جهته طالب رشيد بن خديجة بآليات إضافية لدعم الحكم والمراقب، مشيرا إلى بأنه لا بد أن يكون المراقب مرشدا بيداغوجيا للحكم لا أن يتبنى الثقافة التحكيمية للمراقب. فعلى الحكم أن يمتاز بقوة الشخصية ليمكن من السيطرة على الوضع داخل المستطيل الأخضر. المراقبون يتذمرون في باب النقاش عبر المراقبون عن تذمرهم من بعض المشاكل والتي تتمثل في : - عدم تجديد بطاقات الدخول إلى الملاعب لممارسة مهامهم في مراقبة المباريات فهم يمارسون عملهم ببطاقة الموسم الفارط . - المطالبة بتمكينهم من باللوائح العامة للقانون . - ضعف المنحة المقدرة ب60 دينار على كل مباراة وهي لا تساوي عشر منحة ما يتحصل عليه لاعب بعد الفوز بمقابلة. - المطالبة بتشريك بعض الكفاءات من داخل الجمهورية في سلك المراقبين وقطاع التحكيم عموما. و في معرض رده على بعض التساؤلات أكد رئيس الجامعة أن محدودية الإمكانيات المالية للجامعة تحول ودون الترفيع في منح المراقبين في الوقت الحالي. بينما أشار محمد الجباهي رئيس اللجنة الفرعية للمراقبين بأنه تم طبع 200 نسخة من القانون الداخلي وستوزع قريبا على المراقبين، كما سيتم وضع القانون على شبكة الأنترنات على موقع الجامعة التونسية لكرة القدم، مضيفا أنه تمت مراسلة الإتحاد الدولي لكرة القدم للحصول على 200 نسخة من القانون الدولي وسيتم تمكين المراقبين منها قريبا ليكون على إطلاع بالمستجدات العالمية في مجال التحكيم. وسيختتم هذا الملتقى اليوم (السبت) بمداخلتين لناجي الجويني، الأول محورها القدرة على تمييز قيام الحكم بتطبيق مواد القانون بطريقة ذكية، والثانية الربط بين آداء الحكم والعلامة المسندة في التقييم. فضلا عن دراسة حالات من البطولة الوطنية ومن البطولات العالمية. على أن يتولى الإختتام رئيس اللجنة الفيدرالية للتحكيم عبد السلام شمام بعد تلاوة التقرير الختامي لأهم توصيات الملتقى.