ان التونسي بصفة عامة انسان محب لبلاده تراه يتنقل من قناة تلفزية الى اخى ليشاهد ويستمع الى اخبار العالم ويسعد ويفرح عندما تبلغه اخبار سارة من بلاده (اخبار سياسية او اقتصادية او رياضية) ويغضب ويسخط كلما وقع تهجم على وطنه او رموز وطنه فهو غيور على بلاده وهذا شيء ايجابي يشكر عليه. ونبدأ بالمواطن التونسي المهاجر الذي يتقمص شخصيتين: 1 تونسي في الخارج منضبط لا يخرق قانون البلاد الموجود فيها وتخاله من فرط تناغمه وتجاوبه مع قوانين بلاد الاقامة مواطنا من مواطنيها وفردا من افرادها. 2 تونسي في الداخل للاسف كلما وطئت قدماه ارض الوطن وبداية من المطار يغير سلوكه ويعدل تصرفاته ويتحول في طرفة عين من انسان متحضر الى انسان: «ما بالطبع لا يتغير» و«رجعت حليمة الى عادتها القديمة» و«سبحان الله مغير الاحوال»: تراه يدفع غيره ولا يلتزم بالنظام ويتكلم بصوت مرتفع ويلقي بالفضلات في كل مكان ويسوق سيارته سياقة المجانين لا يحترم قانون الطرقات ولا اي قانون من قوانين بلاده شارعه السرعة وشيمته اللامبالاة. هذا بالنسبة الى بعض مواطنينا المقيمين بالخارج اما بالنسبة للمواطنين في الداخل فحدث ولا حرج، الفضلات تلقى في كل مكان حتى وان كانت حاوية القمامة موجودة امامه، فوضى عارمة في طرقاتنا والبقاء للاقوى ولا قانون طرقات ولا هم يحزنون، والعبث والاستهتار والتكسير والتحطيم هي القاعدة المعمول بها لكل ما هو ملك عمومي: تسيب وتهاون في الحدائق العمومية، تهشيم فوانيس الكهرباء البلدية في الشارع، القاء للاوساخ وبقايا الاطعمة في الشواطئ المهيأة وغير المهيأة، ضياع وتبذير المياه في المؤسسات التربوية والاستشفائية والسياحية ويستفحل الامر خاصة في وسائل النقل العمومية حتى وان كانت الات جديدة وقطارات لم تدشن بعد ومازالت في حالة التجربة. اما المباريات الرياضية فأصبحت عنوان العنف اللفظي والمادي وفرصة للتعدي على التجهيزات والملاعب الرياضية وحتى على الاملاك الخاصة الى درجة ان كثيرا من التونسيين اصبحوا يفضلون مشاهدة المباريات الرياضية في المنزل حماية لانفسهم ووقاية لسياراتهم ودرءا لكل الاخطار. لا يسعني في الاخير الا ان أدعو لكل التونسيين المتهورين بالهداية وان يتعلموا القيام بواجباتهم كما تعلموا المطالبة بحقوقهم.