+ يحتفل العالم الإسلامي هذه الأيام بذكرى المولد النبوي الشريف.. ويتزامن احتفال تونس بها بانطلاق تظاهرات الاحتفال ب"القيروان عاصمة ثقافية إسلامية". القيروان التي عرفها بعض ببلد الزربية وبمقروضها وخبزها وفسقيتها وآخرون بالرقم القياسي للجوامع والمساجد مقارنة بمساحتها وبمعالمها الثقافية الرمزية مثل جامع عقبة بن نافع ومقام الصحابي أبي زمعة البلوي.. فيما يصر بعض أبنائها شعرائها وأدبائها منذ عقود على اعتبارها مدينة الفكر والثقافة ماضيا وحاضرا.. ويستحضرون قائمة الإعلام والمبدعين في مختلف المجالات الذين تخرجوا من القيروان وجامع عقبة بن نافع في عهد الأغالبة و" بيت الحكمة " الذي اشع عالميا.. ثم من معاهدها وكلياتها الحديثة.. القيروان التي تستقطب هذه الأيام مثقفين ومفكرين وإعلاميين من الشرق إلى الغرب.. من كل الاختصاصات.. كانت ولا تزال رمزا لقدرة الإنسان العربي المسلم على الإبداع والإشعاع.. عندما تتوفر الظروف.. مثلما حصل في المؤسسات العلمية والثقافية في القيروان التي كانت " ورشة مفتوحة " أشعت على الأندلس وكامل منطقة شمال إفريقيا من المغرب إلى مصر..وبلغ دمشق وبغداد والقسطنطينية (استنبول) وإيران والهند والصين وممالك أوربا المسيحية.. ++ القيروان هي كل هذا وزيادة.. تراكمات من الانجازات العلمية والثقافية عبر العصور..رغم ندرة الثروات وقساوة الطبيعة وشح المطر.. وأخطاء بعض البشر..في البدو وفي الحظر.. ++ واذ تحتفل تونس والدول الاسلامية هذا العام بالقيروان عاصمة ثقافية دولية اسلامية.. في تظاهرات يواكب بعضها الاعلام العربي والدولي.. فلا بأس من توظيف الاحتفالات لدعم فعلي للانشطة الثقافية في المدارس والمعاهد والجامعات.. واستقطاب اطفال القيروان وشبابها وكهولها الى النوادي الثقافية والعلمية.. وفاء للعلماء الاجلاء والمبدعين الكبار الذين تخرجوا من القيروان.. ++ كما لا بد من تجاوز التوظيف السياحي المناسباتي للاحداث والاستفادة من رصيد القيروان الثقافي والعلمي والتراثي لتشجيع السياحة الثقافية.. والمسالك السياحية الثقافية.