إخماد 129 حريقا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية    إجراءات جديدة: الملف الكامل للحصول على رخصة السياقة    عاجل/ اضراب بثلاثة أيام في وسائل النقل..آخر المستجدات..    رئيس الدولة يتناول مع رئيسة الحكومة سير عدد من المرافق العمومية وتقدم مسار اعادة هيكلة عديد المؤسسات    سواحل تونس: منين تبدا؟ وفين توصل؟ معلومات تنجم تبدّل فكرتك!    عاجل : قانون جديد يقلب الطاولة: 6 سنين حبس لكل من ينهب المال العام!    30 قتيلا في بكين وإجلاء أكثر من 80 ألف شخص بسبب الفيضانات    عاجل/ بعد الإفراج عنه..مراسل "الجزيرة" محمد البقالي يكشف تفاصيل ما حدث مع سفينة "حنظلة"..    عاجل/ مذكرة ايقاف جديدة في حق بشار الأسد..    عاجل/ الحوثيون يحتجزون طاقم سفينة بعد اغراقها..    بطولة العالم للرياضات المائية بسنغفورة: احمد الجوادي يتاهل الى نهائي 800م سباحة حرة    الالعاب الافريقية المدرسية: 25 ميدالية حصيلة المشاركة التونسية في اعقاب منافسات اليوم الثاني    النادي الإفريقي: اليوم العودة إلى التحضيرات .. والبنزرتي يتسلم مهامه    الثلاثاء: رياح قوية مع دواوير رملية بهذه المناطق    سجنان: إنقاذ مجموعة حراقة بالقرب من شاطئ كاف عباد    عاجل/ إنقاذ 11 جزائريا وتونسي من الغرق في رحلة غير نظامية باتجاه إيطاليا..!    كركوان تستعيد صوتها من تحت الركام في عرض مسرحي متكامل على ركح مهرجان الحمامات الدولي    مهرجان قرطاج الدولي 2025: عرض "سهرة تونسية" فسيفساء أصوات تحيي الذاكرة وتثمن الموروث الموسيقي "    تحذير: الحزن الشديد قد يؤدي إلى الوفاة المبكرة..    "مقعدان شاغران" في المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية    هيئة المحامين بتونس تدعو لإطلاق حملة قانونية ودبلوماسية دولية لمحاكمة الاحتلال الصهيوني    استراحة صيفية    تاريخ الخيانات السياسية (29) خيانة القائد أفشين للمعتصم    أخبار الحكومة    توفير خدمة الإرساليات القصيرة    عاجل: سباحات تونس يتألّقن في الجزائر: ذهبية وفضيتان وبرونزية في الألعاب الإفريقية المدرسية    «رابورات»... تجار مخدرات... الصندوق الأسود لتجارة الكوكايين أمام القضاء    عاجل: بنزرت: إنقاذ 12 شخصا من الغرق أغلبهم من الجزائر في رحلة 'حرقة' نحو السواحل الإيطالية    فيديو: في وداع الرحباني.. ماجدة الرومي تبكي عند أقدام فيروز    وزارة الصحّة : الاتفاق على إحداث لجنة وطنية للصحة الدماغية    بن عروس : زياد غرسة يفتتح الدورة الثالثة والأربعين لمهرجان بوقرنين الدولي    مهرجان الحمامات الدولي: فرقة "ناس الغيوان" تنشد الحرية وتستحضر قضايا الإنسان وصمود فلسطين    تشري ماء الي يتباع في الكميون؟ راجع روحك!    صفقة القرن: تسلا تتحالف مع سامسونغ في مشروع بالمليارات !    بطولة بورتو للتنس : معز الشرقي يفوز على البرتغالي ديوغو ماركيس ويتاهل الى الجدول الرئيسي    تونس: لحوم مورّدة بأسعار مدروسة: 38,900 د للضأن و37,800 د للأبقار في الأسواق التونسية    عاجل/ بطاقة إيداع بالسجن في حق مغني الراب "علاء"..وهذه التفاصيل..    تفاصيل مهمة بشأن الزيادة في أسعار بعض الأدوية والتخفيض في أدوية أخرى    "فقد لا يُعوّض إنسانياً وفنياً".. هكذا تنعي ميادة الحناوي زياد الرحباني    بطولة العالم للكرة الطائرة تحت 19 عاما - المنتخب التونسي يتكبد الهزيمة الرابعة    عاجل/ بشرى سارة لمتساكني الضاحية الجنوبية للعاصمة..    أمنية تونسي: نحب نفرح من غير ''لايك'' ونحزن من غير ''ستوريات'' ونبعث جواب فيه ''نحبّك''    تحس روحك ديما تاعب؟ ممكن السبب ما تتصوروش    ''جواز سفر في نصف ساعة'': وزارة الداخلية تعزز خدماتها للجالية بالخارج    تحذير من وزارة الصحّة: التهاب الكبد يهدّد التوانسة في صمت!    مفزع/ 30 بالمائة من الشباب يقودون السيارات تحت تأثير الكحول..!    رابطة حقوق الإنسان تدعو السلطات التونسية إلى التدخل للإفراج عن حاتم العويني المشارك في سفينة "حنظلة"    تنبيه هام لمستعملي هذه الطريق..#خبر_عاجل    نابل: إنتاج الكروم المعدّة للتحويل يتجاوز 17 ألف طن رغم تراجع المساحات    بطولة افريقيا للكاراتي للاكابر والكبريات - المنتخب التونسي يحرز 6 ميداليات من بينها ذهبيتان    الجولة القارية الفضية لألعاب القوى بألمانيا: رحاب الظاهري تنهي سباق 2000 متر موانع في المرتبة السادسة    الطقس اليوم ودرجات الحرارة..    محمد عساف في مهرجان قرطاج: "هنا نغني كي لا نصمت، نغني كي لا تنسى غزة"    تحذيرات من البحر: حالتا وفاة وشاب مفقود رغم تدخلات الإنقاذ    صيف المبدعين ..الكاتب سامي النّيفر .. حقول اللّوز الشّاسعة وبيت جدّي العامر بالخيرات    اليوم: غلق نفق محول بئر القصعة    عاجل/ التحقيق مع أستاذة في الفقه بعد اصدار فتوى "إباحة الحشيش"..    يوم غد السبت مفتتح شهر صفر 1447 هجري (مفتي الجمهورية)    









في عرس الصافة:«ذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين»
رأي
نشر في الصباح يوم 25 - 03 - 2009


تمهيد
أمام الحملة الشرسة التي تتعرض إليها المحاماة وعديد المؤسسات الأخرى وأمام هتك أعراض بعض الناس من طرف برنامجي "عن حسن نية" لقناة حنبعل و"الحق معاك" لقناة السابعة جاء خطاب سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي في يوم احتفال تونس بالذكرى الثالثة والخميس لعيد

الاستقلال يوم 20/03/2009 مذكرا لعديد المبادئ الدستورية والقانونية التي تعتبر من أهم ركائز الدولة التونسية المعاصرة نذكر من أهمها قدسية علوية الدستور ووجوبية احترام القانون والمؤسسات . وبمناسبة انطلاق بث القناة التلفزية الجامعة "نسمة تي - في Nesma T.V " أكد سيادته على ضرورة التحلي بأخلاقيات مهنة الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية واحترام القانون وبالأخص لما جاء بمجلة الصحافة المنشورة والصادرة بتاريخ 28 أفريل 1975 واتجه عدم المس بحرمة الأشخاص وعدم هتك أعراضهم واحترام هيبة المؤسسات الإدارية والمهنية والاجتماعية والقضائية.
1) في هذا المجال بالذات وجب التذكير بأن الدستور التونسي الذي ستحتفل تونس عما قريب بخمسينيته في غرة جوان 2009 أسس لعديد الحقوق والحريات في فصوله من 5 إلى 12 نذكر من أهمها حرية التعبير، حرية التفكير، حرية المعتقد كما ضمن وأسس لحرية الصحافة وحرية تكوين الأحزاب في نطاق احترام قوانين البلاد كما جاء ذلك في الفصل 8 " حرية الفكر والتعبير والصحافة والنشر والاجتماع وتأسيس الجمعيات مضمونة وتمارس حسبما يضبطه القانون ".
و قد جاء بيان السابع من نوفمبر ليدعم هذه الحريات ويصلح مسار بلادنا ويقوّم ما وقع تحريفه من نصوص قانونية واتجاهات سياسية .
و في ما يخصنا اتجه القول من أن حرية الصحافة مثلها مثل كافة الحريات الأخرى والحقوق لا يكتب لها البقاء والترعرع والتدعيم إلا باحترام ناشديها والمتمسكين بها للمبادئ القانونية العامة التي تحكم البلاد.
2) إن من أهم هذه المبادئ احترام حرمة الأشخاص وعدم التعرض إلى هتك أعراضهم والتشهير بكبواتهم وعثراتهم خرقا لمقتضيات الفصلين 50 و51 من مجلة الصحافة والفصل 245 من المجلة الجنائية والذي ذكر صراحة، "يحصل القذف بكل ادعاء أو نسبة أمر لدى العموم فيه هتك شرف أو اعتبار شخص أو هيئة رسمية".
إن عدم المس بهيبة المؤسسات سواء كانت هيئات إدارية أو مهنية أو قضائية يعد من أقدس الواجبات المحمولة على كل مواطن وعلى المجتمع المدني بأسره لأن في احترام حرمة المؤسسات احترام حرمة الجمهورية.
وقد ذكر سيادة الرئيس بن علي في هذا الشأن بأن المادة الإعلامية الناجحة هي التي تستمد زادها من حياة المواطن ومن مشاغله اليومية بدون تشهير أو تجريح وباعتباره الضمير النابض لهذه الأمة والعارف بأدق تخميناتها ومشاغلها، أكد على أن الإلحاح على إبراز الأخطاء والتجاوزات وتعمد الإثارة والتشكيك والإساءة إلى الأشخاص والمؤسسات هي ممارسات لا تليق بالمجتمع التونسي وهي بعيدة كل البعد عن الحرية والديمقراطية وقد قوطع خطابه في هذا المضمار بالتصفيق الحار، عبر بها المجتمع التونسي بكل مكوناته عن الانخراط الكلي في هذا الاتجاه : ممارسة الحقوق والحريات بدون التعرض لحرمة الأشخاص وبدون المس بهيبة المؤسسات.
3) انطلاقا من هذه الضوابط القانونية والدستورية يتجه القول بأن برنامجي"عن حسن نية في "قناة حنبعل" و"الحق معاك " للقناة الوطنية السابعة قد خرقا مع الأسف في بعض المناسبات هذه المبادئ العامة وجانبا المبادئ الأساسية التي انبنى عليها ميثاق الصحفي من احترام أخلاقيات المهنة بعدم التعرض لحرمة الأشخاص وهيبة المؤسسات وقد كنت نبهت معدي هذين البرنامجين من خطورة التسرع في بسط المشاكل والتحامل على المؤسسات والتدخل في سير القضاء.(1)
إن الحرية في أجمل معانيها مقدسة سواء كانت حرية التعبير أو حرية الصحافة ولتكون هذه الحريات حاملة لإضافات ايجابية وبناءة وجب على المنتفعين بها والممارسين لها في الميدان الصحفي وغيره الالتزام بالضوابط المذكورة آنفا لأن عدم احترام هذه الضوابط من البعض منا يعرض مجتمعنا - لا قدر الله - إلى الفوضى وعدم الاكتراث.
وفي هذا الصدد أود أن أذكر الساهرين على برنامج "الحق معاك" بسابقة الصحفي السويدي الذي استباح حرمة الرسول صلى الله عليه والسلام بنشر صور مشينة ومسيئة لسيد الخلق كلهم وقد تمسك في ذلك بقدسية حرية الصحافة في بلاده ولم يدر والأكيد أنه يدري - أنه استباح حرمة الملايين من المسلمين جارحا إياهم في أعز مكسب للذات البشرية وهو المعتقد والإيمان. ولا يخفى على الجميع ما عاشه حينذاك العالم العربي والإسلامي قاطبة من مظاهرات ومسيرات وتنديد ذهبت بالبعض منهم إلى الحرق وحرق أنفسهم تعبيرا عن غضبهم وسخطهم لما تعرضوا إليه وما تعرض إليه الدين الإسلامي في أقدس رمز له وهو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
4) وبناء على أنني أؤمن إيمان بالحديث الشريف "أجد لأخيك عذرا فإن لم تجد له عذرا فأجد له عذرا" وقد كررها الرسول ثلاث مرات فإني أحاول أن أفسر الإنزلاقات الخطيرة التي وقع فيها برنامج "الحق معاك" ليلة 13 مارس 2009 بدخول الغرباء عن ميدان الصحافة أمثال بعض الزملاء سامحهم الله لينسوا انتسابهم للمحاماة - تلك الأم الحنون التي ترعرعوا في أحضانها وتنكروا لها بين عشية وضحاها - متناسين المثال العربي أذكرهم به ما دمنا في باب التذكير "الشاذ يحفظ ولا يقاس عليه" ومتجاهلين ذلك المثل العربي القائل" لا يجب على الشجرة أن تحجب الغاب " في هذا المضمار أذكرهم أيضا بما قال عنترة العبسي في بيت مشهور له:
"وظلم ذوي القربى أشد مرارة
من وقع الحسام المهند"
5) ختاما لهذا المقال أود أن أذكر البعض من أساؤوا للمحاماة كمؤسسة عريقة أن الصحافة التونسية قاطبة وبكامل أنواعها سواء كانت كتابية أو سمعية - بصرية متشبعة بالمبادئ التي ذكر بها سيادة رئيس الجمهورية في خطابه المذكور من احترام لعلوية القانون واحترام لحرمة الأشخاص وعدم التعرض والمس من هيبة المؤسسات ونتمنى أن يكون ما صدر عن برنامج "الحق معاك" لا يعدو أن يكون كبوة جواد وجب التشهير بها دفاعا عن التراث التاريخي والمكاسب الرائدة التي يتمتع بها الصحفيون والصحافة في بلادنا منذ الاستقلال إلى يوم الناس هذا مكنتها من تبؤ عن جدارة مركز السلطة الرابعة شأنها شأن الصحافة والصحفيين في كل البلدان المتقدمة في العالم واعترافا بالجميل وجب التذكير بهذه المناسبة بالمجهودات الجبارة التي قدمها رجالات تونسيون أفذاذ للصحافة التونسية منهم من قضى نحبه أذكرهم وسيذكرهم التاريخ لأنهم أقاموا صرح الصحافة التونسية عاليا بكل رصانة وفي نطاق احترام القانون واحترام حرمة الأشخاص والمؤسسات.
قال الله تعالى "وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".
صدق الله العظيم
------------
1-انظر مقالنا المنشور في الصباح ليوم 08/02/2009 "بكل حسن نية إننا في دولة المؤسسات".
2- انظر مقالنا المنشور في الصريح ليوم 14/03/2009 "من حسن نية إلى سوئها" المغالطات وهتك الأعراض.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.