قرطاج (وات) اكد الرئيس زين العابدين بن علي ضرورة ان يظل التجمع على الدوام فضاء للحوار وتبادل الاراء وطرح الافكار والتصورات في كل ما يتعلق بالحياة الحزبية والوطنية داعيا الحزب الى حسن الاستعداد لخوض غمار الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة من اجل تعزيز مكاسبه ودعم مكانته في الساحة الوطنية. وجدد سيادة الرئيس في كلمة القاها أمس السبت في اختتام اشغال الدورة العادية الاولى للجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي بعد مؤتمر (التحدي) التي تواصلت على مدى يومين الحرص على توفير الظروف المناسبة لنجاح هذه الانتخابات حتى تدور في كنف الوضوح والشفافية واحترام القانون ومبادىء المنافسة النزيهة بين جميع المترشحين وحتى تعكس بامانة ما بلغته الحياة السياسية في تونس من تطور وتقدم على صعيد البناء الديمقراطي وتكريس التعددية. وجدد من جهة اخرى التاكيد على ان يكون الاعلام مواكبا لمشاغل المواطنين واهتماماتهم في كنف ضوابط حرية الراي والتعبير ومبادىء الديمقراطية وقيم النزاهة والصدق والصراحة مؤكدا ان النقد النزيه الذي لا يمس بالاعراض ويستجلي الحقيقة ويبحث على المصلحة مقبول ويشجع عليه وعلى الاجابة عليه بما يكرس بحق حرية الاعلام والمناخ الديمقراطي المنشود. كما دعا الى مزيد العناية بالشباب وتجديد اساليب الاحاطة بهم وتطوير البرامج والانشطة الموجهة اليهم مؤكدا في هذا الخصوص ان التشغيل يبقى تحديا كبيرا لا يمكن التغلب عليه الا بالتعاون والتكامل بين كل الاطراف السياسية والاجتماعية. واوصى سيادة الرئيس هياكل التجمع بتوسيع الاحاطة بالمراة في كل المواقع وعلى مختلف المستويات وبتنويع برامج التعبئة والتكوين والتاطير الموجه اليها مشددا من جهة اخرى على مزيد تكثيف العناية بابناء تونس في الخارج للمساهمة في تقدم البلاد واعلاء شانها بين الامم. وكان الرئيس زين العابدين بن علي استمع في بداية الجلسة الختامية الى اللائحة العامة لهذه الدورة التي تضمنت عبارات التقدير والامتنان لسيادة الرئيس لما يوليه من فائق العناية للتجمع ولكافة اطاراته وهياكله ولسائر مناضليه ومناضلاته في الداخل والخارج. وفي ما يلي نصّ كلمة الرئيس زين العابدين بن علي: «بسم الله الرحمان الرحيم أيها المناضلون أيتها المناضلات يسعدني ان التقي بكم اليوم في اختتام هذه الدورة العادية الاولى للجنة المركزية بعد مؤتمر «التحدي» وبهذه المناسبة اتوجه اليكم والى سائر مناضلي التجمع ومناضلاته في الداخل والخارج بالتحية والتقدير مثنيا على جهودكم النضالية وما تقومون به من عمل سياسي من اجل تعزيز مكانة حزبنا وتجسيم ما نرسم له من برامج وتوجهات. واذ اشيد بما اتسمت به اشغالكم من ثراء وعمق في تناول المواضيع المعروضة عليكم وبما انتهيتم اليه في خصوصها من مقترحات وتوصيات ستلقى لدينا العناية والمتابعة فاني اشير إلى اهمية هذه الدورة التي تلتئم بعد مؤتمر «التحدي» الذي عقده حزبنا خلال الصائفة الماضية وشكل منطلقا جديدا لمسيرتنا الحزبية كما فتح امامنا افاقا رحبة من العمل والنضال بما رسمناه خلاله من الخيارات والتوجهات وما ضبطناه من البرامج والاهداف التي تضمنتها اللوائح الصادرة عن هذا المؤتمر. ايها المناضلون ايتها المناضلات لقد دخلنا بمؤتمر «التحدي» طورا متقدما من البذل والعطاء رهانه تعزيز مكانة حزبنا ودعم اشعاعه وتحقيق المزيد من المكاسب والانجازات لفائدة شعبنا في سياق ما يشهده العالم من تقلبات عميقة وتحولات شاملة وازمات طارئة شديدة الانعكاسات والتاثيرات. واذ سبق لي في العديد من المناسبات ان بينت طبيعة هذه الرهانات وابرزت ما لها من ابعاد وتبعات فانني اؤكد مجددا اننا ماضون في العمل على كسبها سواء تعلق الامر بترسيخ البناء الديمقراطي وضمان حقوق الانسان او بمواصلة تاسيس مجتمع المعرفة ودعم اركان المجتمع المتوازن المتضامن وتعزيز مقومات مجتمع التنمية الشاملة انها رهانات كبيرة ومصيرية يتحتم علينا الفوز بها رغم التحديات الناجمة عن العولمة وعن بعض التعقدات الاقتصادية الحاصلة في هذا الاطار واخرها الازمة المالية العالمية التي تناولتموها بالدرس خلال هذه الدورة واننا حريصون على توخي الحذر واليقظة واعتماد ما يجب من الاجراءات من اجل تطويق التاثيرات الاقتصادية الناشئة بسبب هذه الازمة والحد من انعكاساتها السلبية على اقتصادنا الوطني وفي هذا الاطار تتنزل دعوتنا إلى فتح حوار وطني معمق حول الانتاجية ودورها في تعزيز التنافسية لاكساب اقتصادنا المزيد من مقومات الصلابة والقدرة على الاندماج في الاسواق الاقتصادية العالمية. وان حزبنا مدعو اكثر من اي وقت مضى إلى تعميق التفكير في المواضيع المطروحة ونشر الوعي باسسها وابعادها واقتراح الحلول والاليات الكفيلة ببلوغ اهدافنا وتحقيق طموحاتنا. ينبغي ان يظل حزبنا على الدوام فضاء للحوار وتبادل الاراء وطرح الافكار والتصورات في كل ما يتعلق بحياتنا الحزبية والوطنية. وهو ما نعمل على تكريسه من خلال ما ناذن بتنظيمه من اللقاءات والندوات ومن خلال ما نقترحه من مواضيع للنظر والدراسة داخل الجامعات الصيفية واللجان المختصة في مختلف المستويات المركزية والجهوية والمحلية. وترسيخا لهذا التوجه كان قرارنا الذي اعلناه بمناسبة مؤتمر «التحدي» والذي يقضي باحداث لجان قارة داخل اللجنة المركزية تتولى النظر في المحاور والمواضيع التي يعرضها عليها رئيس التجمع خلال الفترة الفاصلة بين دورتين وترفع تقاريرها وتوصياتها إلى الديوان السياسي. ونحن حريصون على دعم عمل اللجنة المركزية وتعزيز دورها في متابعة تنفيذ توصيات المؤتمر الوطني ومساعدة الديوان السياسي على ضبط التوجهات والمواقف بين المؤتمرين. واذ كنت دعوت هذه اللجان إلى الشروع في اعمالها اثر انعقاد اللجنة المركزية فاني اوصيها بتعميق النظر في المسائل التي ستعرض عليها لرصد التحولات الوطنية والعالمية الراهنة وتقويم اثارها في ظل الاحتمالات العاجلة والاجلة وصياغة الافكار والتوجهات التي تراعي واقعنا وامكانياتنا وترتب اختياراتنا واولوياتنا ضمن خطة منهجية تتكامل فيها الابعاد السياسية والاقتصادية مع الابعاد الاجتماعية والثقافية. لقد كنا اكدنا في خطابنا بمناسبة عيد الاستقلال ضرورة ان يكون الاعلام مواكبا لمشاغل المواطنين واهتماماتهم في كنف ضوابط حرية الراي والتعبير ومبادىء الديمقراطية وقيم النزاهة والصدق والصراحة. واذ اذكر اليوم بذلك فاني اشير ايضا إلى ان كل مسؤول في موقعه انما يعمل ويجتهد من اجل الصالح العام ومن هذا المنطلق فان النقد النزيه الذي لا يمس بالاعراض والذي يستجلي الحقيقة ويبحث عن المصلحة مقبول ونحن نشجعه ونشجع الاجابة عليه وتصحيح الوقائع عند الاقتضاء والحوار حوله ان لزم الامر بما يكرس بحق حرية الاعلام والمناخ الديمقراطي الحضاري الذي ننشده لبلادنا. أيها المناضلون أيتها المناضلات ان عنايتنا بالشباب هي من جوهر تفكيرنا في مستقبل شعبنا ومن صميم حرصنا على ان يكون هذا المستقبل في مستوى امالنا وتطلعاتنا مثلما اكدنا ذلك بمناسبة احتفالنا بعيد الشباب. وستظل احاطتنا بشبابنا شاملة ودائمة نتعهدهم مع كل مرحلة بمزيد من المبادرات والاجراءات التي تستجيب لمشاغلهم وطموحاتهم. وفي هذا الاطار تتنزل القرارات الاخيرة التي اتخذناها لفائدتهم استعدادا لضبط استراتيجية شبابية للخماسية القادمة تتاسس على الميثاق الشبابي وتستثمر نتائج الحوار الوطني مع الشباب الذي استغرق كامل السنة الماضية. وادعو هياكلنا التجمعية ولاسيما منظمات الشباب الدستوري الديمقراطي ومنظمة طلبة التجمع الى مزيد العناية بالشباب وتجديد اساليب الاحاطة بهم وتطوير البرامج والانشطة الموجهة اليهم. واذ يظل تشغيل الشباب ولاسيما تشغيل حاملي الشهادات العليا في طليعة اولوياتنا وصدارة اهتماماتنا فاني اؤكد مجددا انه على الرغم مما سجلناه في هذا المجال من نتائج ايجابية بفضل ما ركزنا من برامج واليات نعمل دوما على تعزيزها وتطويرها فان التشغيل يبقى تحديا كبيرا لا يمكن التغلب عليه الا بالتعاون والتكامل بين كل الاطراف السياسية والاجتماعية. وينبغي ان يسهم التجمع في معالجة هذه الظاهرة من خلال الاستمرار في عقد اللقاءات الوطنية والجهوية والمحلية التي تعرف بالبرامج والاليات الموجودة وتقترح الحلول والتصورات التي تدعم جهود الدولة في سعيها الحثيث إلى تقليص نسبة البطالة وتوفير اكثر ما يمكن من مواطن الشغل وموارد الرزق وبهذه المناسبة ادعو اللجان القارة داخل اللجنة المركزية إلى ايلاء موضوع تشغيل الشباب ما يستحقه من متابعة دقيقة ودراسة مستفيضة في ضوء المستجدات الحاصلة في منظومة التكوين وسوق الشغل ومدنا في الابان بما يظهر من افكار ومقترحات. ايها المناضلون ايتها المناضلات ان ما اتخذناه لفائدة المراة من قرارات واجراءات في سبيل تعزيز مكانتها وتفعيل دورها سواء داخل التجمع او على الصعيد الوطني انما هو تكريس لثقتنا بها واقرار بذكائها وقدراتها في تجسيم المشروع المجتمعي الحداثي القائم على العدالة والمساواة وعلى حق كل تونسي وتونسية في الاهتمام بشؤون وطنه والمشاركة في تنميته واثراء مكاسبه والدفاع عن مصالحه. وان ما اكدته المراة التونسية بصفة عامة والمراة التجمعية بصفة خاصة من جدارة بهذه الثقة واستعداد للبذل والتضحية والنهوض بجسيم الاعمال والمسؤوليات لن يزيدنا الا مراهنة عليها ودعما لجهودها. ونحن نؤكد اعتزازنا بالمكانة التي تحتلها المراة اليوم في صفوف التجمع وبحضورها ضمن هياكله بنسبة لا تقل عن 30 بالمائة. وسنحرص على تحقيق هذه النسبة ذاتها في قائمات التجمع للانتخابات التشريعية والبلدية القادمة حتى تبقى المراة التجمعية ناشطة ومشعة في صفوف حزبنا الذي راهن على المراة وما يزال يراهن عليها اليوم وغدا. كما اوصي هياكل التجمع بتوسيع الاحاطة بالمراة في كل المواقع وعلى مختلف المستويات وبتنويع برامج التعبئة والتكوين والتاطير الموجهة اليها سواء كانت في القرية او في المدينة وفي الريف او في الاحياء الشعبية وفي الادارة او في المصنع مع ايلاء عناية خاصة بالطالبات في الكليات او في المبيتات الجامعية. أيها المناضلون أيتها المناضلات تستعد بلادنا خلال هذه السنة لتنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي نعتبرها حدثا سياسيا بالغ الاهمية نعزز فيه مكاسبنا على درب الحرية والديمقراطية وممارسة السيادة الوطنية. وسنعمل على توفير الظروف المناسبة لنجاح هذه الانتخابات حتى تدور في كنف الوضوح والشفافية واحترام القانون ومبادىء المنافسة النزيهة بين جميع المترشحين وحتى تعكس بامانة ما بلغته الحياة السياسية في تونس من تطور وتقدم على صعيد البناء الديمقراطي وتكريس التعددية. ومثلما اكدت ذلك مؤخرا في خطاب ذكرى الاستقلال فاننا سنتيح فرصة مواكبة هذه الانتخابات لكل من يرغب في متابعتها من الملاحظين سواء من تونس او من البلدان الشقيقة والصديقة وسنوفر لهؤلاء الملاحظين الوسائل اللازمة للقيام بعملهم في احسن الظروف حتي يتبينوا بانفسهم مدى ما يتحلى به شعبنا من وعي ومسؤولية ومدى حرصنا على توفير الضمانات اللازمة لسير العملية الانتخابية. واعتبارا للاهمية التي تكتسيها المحطات الانتخابية في مسيرة الاحزاب فاني ادعو التجمع الى حسن الاستعداد لخوض غمار هذا الموعد السياسي البارز من اجل تعزيز مكاسبه ودعم مكانته في الساحة الوطنية. واني احث الهياكل التجمعية في الداخل والخارج على تكثيف النشاط والتحرك ومزيد التفاعل مع مشاغل المواطنين والانخراط في عمل تعبوي شامل يعمق وعي شعبنا بمكاسبنا وانجازاتنا وبرامجنا وتوجهاتنا ويشحذ لديه روح المسؤولية والاحساس بواجبات المواطنة والمشاركة في الحياة العامة. ان المسؤولية الجسيمة التي يتحلمها حزبنا تقتضي منه التحلي دائما بالاجتهاد والاستنباط في وضع البرامج وتطوير اشكالها وتعميق مضامينها ومزيد تفعيل دور الهياكل القاعدية دعما لاشعاع حزبنا ولفاعلية عمله السياسي. واذ اثني على ما شهدته الساحة التجمعية خلال المرحلة المنقضية من نشاط وحيوية ومن لقاءات وندوات في مختلف المستويات فاني ادعو التجمع الى المضي قدما في هذا السبيل على اساس ما نحرص عليه دائما من شمول في العمل الحزبي ومن تكامل بين ابعاده الفكرية والتكوينية وتناسق في مجالاته الميدانية والتضامنية. كما اوصي بمزيد تكثيف العناية بابناء تونس في الخارج الذين يستاثرون لدينا بمكانة متميزة ونراهن عليهم وعلى الاجيال الجديدة منهم للمساهمة في تقدم بلادنا واعلاء شانها بين الامم. أيها المناضلون أيتها المناضلات ان حرصنا الدائم على دعم العلاقات الخارجية للتجمع ينبع من ادراكنا لما توفره العلاقات مع الاحزاب الشقيقة والصديقة والمنظمات السياسية الاقليمية والدولية من مجالات التنسيق وتعزيز الروابط ومن فرص لمزيد التعريف بخياراتنا ومكاسبنا وبتوجهات بلادنا ومواقفها من مختلف القضايا الدولية. واذ اؤكد الاهمية التي نوليها لنشاط التجمع على الصعيد الخارجي فاني ادعو إلى تكثيف هذا النشاط وحسن توظيفه من اجل خدمة مصالحنا الوطنية وابطال مزاعم المفترين والمشككين في سلامة مسيرتنا وحجم نجاحاتنا وكذلك من اجل مزيد التعريف برؤية تونس للعلاقات الدولية وبما نتخذه من مواقف ومبادرات في هذا المجال. أيها المناضلون أيتها المناضلات انه لا خيار لنا الا العمل والبذل ولا سبيل امامنا الا سبيل الفعل والانجاز. على درب التحدي نسير بخطى ثابتة وعزم لا يلين نواجه الصعاب ونكسب الرهانات بفضل التفاف الشعب التونسي حول خياراتنا وتوجهاتنا واعتمادنا على حزبنا العتيد الذي حملناه امانة التغيير والتطوير من اجل مناعة تونس وعزة شعبها. قال تعالى: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» صدق الله العظيم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».