أصدرت محكمة صينية قرارا بسجن 8 من الأولياء ورجال التعليم بتهمة استخدام وسائل اتصال الكترونية عصرية جدا لمساعدة أبنائهم على الغش في الامتحان. حسب هذه القضية فان من بين التقنيات المستخدمة إرسال الأجوبة الى الاطفال في قاعة الامتحان عبر الهواتف المحمولة.. وعبر رسائل صوتية يتلقاها الأطفال بعد أن يضعوا في آذانهم سماعات صغيرة تصعب رؤيتها.. فضلا عن تغطيتها بالشعر.. كما استعمل "متحايل مرتشي" جهاز سكانير صغير للغاية لتصوير الامتحان وإرساله إلى عائلة التلميذ، حيث كان هناك تسعة مدرسين يجيبون عن الأسئلة.. ثم يرسلون الإجابات الصحيحة الى التلميذ لا سلكيا..؟ تفاصيل هذه القضية "الطريفة" قد لا تفاجئ البعض في تونس.. فقد سبق أن تحدثت الصحافة عن الغش في الامتحانات بواسطة الهاتف المحمول أو الجوال لذلك أصبحت أغلب الجامعات والمعاهد تمنعه داخل قاعات الامتحان.. لكن الجديد هو استخدام تقنيات عصرية عديدة للغش.. بينها سكانار صغير جدا.. واجهزة اتصال لاسلكية خفية.. قلت في نفسي: لم وجع الدماغ؟ ألا ينبغي اعتبار التلاميذ الذين يبتكرون مثل هذه الطرق "الالكترونية" في الغش من بين المبدعين.. الذين ينبغي السماح لهم بالارتقاء دون محاسبة.. تقديرا ل"عبقريتهم" التي مكنتهم من التحايل على جميع مؤسسات الرقابة؟ ولم التشدد مع الأطفال الصغار المتحايلين والجميع يعلم أن بورصات العالم وبنوكه وغالبية مؤسساته الاقتصادية المهمة أفلست بسبب طرق التحايل "العصرية".. والصفقات الوهمية التي قام بها ملايين الخبراء في تكنولوجيا الاتصال المتطورة عالميا؟ أو ليس من الأفضل ربحا للوقت والأعصاب التخلي عن محاسبة المتهمين بالتحايل الالكتروني والمالي وإصدار أمر معاكس يتضمن قرارا بمطالبة الأقلية غير المورطة بالتحايل بإثبات براءتها؟