استشرافا للافاق الرحبة التي توفرها التكنولوجيات الرقمية لاستحثاث نسق التنمية وإحداث المشاريع في المجالات الواعدة وذات القدرة التشغيلية الهامة والتي تمثل أهم عناصر محددات القدرة التنافسية للاقتصاديات المتطورة وعلى هامش فعاليات الدورة الاولى من تظاهرة الربيع الرقمي التي تنظمها ولاية منوبة بالتعاون مع جمعية تونس الرقمية ووكالة النهوض بالصناعة تحت شعار "التكوين ودفع الاستثمار في المجال الرقمي" تنتظم بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار ومحضنة المؤسسات ومركز الاعمال مجموعة من دورات التكوين في القطاع الرقمي لفائدة 50 من حاملي الشهادات العليا وذلك على مدى فترة التظاهرة التي تمتد حتى نهاية شهر أفريل الجاري وتختتم بتنظيم يوم لتمويل المشاريع المقترحة في القطاع الرقمي. "الصباح" واكبت فعاليات افتتاح التظاهرة التي اشرف عليها السيد الازهر بوعوني وزير التعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا والسيدة لمياء الشافعي الصغير كاتبة الدولة لدى وزير تكنولوجيات الاتصال المكلفة بالاعلامية والبرمجيات الحرة وترأسها والي الجهة, وجرى خلالها التأكيد على أهمية المجهودات الوطنية المبذولة لتطوير مجتمع المعرفة والانشطة القائمة على تكنولوجيات المعلومات والاتصال وذلك ضمن استراتيجية واضحة المعالم وبرنامج طموح يدعم الاستثمار في المعرفة وفي القطاعات الواعدة والمتجددة. استنباط سبل شراكة جديدة وفي لقاء بالمساهمين في تنظيم التظاهرة أكدت السيدة منية درويش المقدم رئيسة جمعية تونس الرقمية وهي جمعية وطنية ذات صبغة تنموية تأسست سنة 2005- أنها تأتي في إطار الاحاطة بالشباب من حاملي الشهادات العليا والتأطير ومعاضدة مجهودات الدولة في التعريف بالافاق الواسعة التي تقدمها الاليات الحديثة لتكنولوجيات الاتصال لبعث مشاريع في المجال الرقمي نظرا للدور التشغيلي الواسع التي توفرها. وأبرزت انه إضافة إلى بعد التظاهرة التكويني فقد اتخذت بعدا استشرافيا يهدف إلى استنباط سبل شراكة جديدة وشهدت إمضاء اتفاقيات شراكة بين جمعية تونس الرقمية ووكالة النهوض بالصناعة ومحضنة المؤسسات ومركز الاعمال وجامعة منوبة وذلك في إطار الحرص على تطوير سبل الشراكة الفاعلة بين مختلف مكونات المجتمع المدني ودفع فاعلية العمل الجمعياتي. المرور من طالبي شغل إلى باعثي مؤسسات السيدة هندة الحجامي بن غزالة رئيسة جامعة منوبة أكدت انه وقع الاختيار على 50 شابا وشابة من خريجي التعليم العالي لتكوينهم في الاعلامية والتواصل عبر الانترنات تم تأطيرهم والاحاطة بهم لمساعدتهم على بلورة أفكار مشاريع رقمية قابلة للتنفيذ مما سيمكنهم من المرور من طالبي شغل إلى باعثي مؤسسات في المجال الرقمي ومن ثمة إلى مشغلين مساهمين بفعالية في الدورة الاقتصادية. عناية خاصة بالاختصاصات صعبة الادماج ولمعهد الصحافة وعلوم الاخبار مساهمة فاعلة في دورات التكوين في القطاع الرقمي التي برمجت ضمن التظاهرة حيث أبرز السيد محمد حمدان مدير معهد الصحافة أن الحصص التكوينية التي ستشمل 50 خريجا اغلبهم من الاختصاصات صعبة الادماج ستتمحور حول التصرف في المعلومات وشروط إنجاز مواقع الواب والتسويق على الواب وهي مبادرة تترجم المناخ المتميز للشراكة بين الجامعة ومحيطها الاقتصادي والثقافي ومكونات المجتمع المدني كما تجسم المجهودات المبذولة لتسهيل عملية اندماج خريجي التعليم العالي في سوق الشغل ومساعدتهم على إحداث المؤسسات الاقتصادية وخلق موارد رزق جديدة. وعن إدراج يوم لتمويل مشاريع في القطاع الرقمي أكدت انه في إطار أيام الاربعاء لبعث المؤسسات ومساهمة في التعريف بالحوافز والتشجيعات المتاحة لاحداث المشاريع الرقمية وبهدف تحفيز المبادرة الخاصة واستحثاث نسق بعث المؤسسات واستقطاب أكثر فرص للاستثمار في القطاع سينتظم يوم استثمار سيقع خلاله تشخيص وعرض 50 مشروعا على هياكل التمويل وسيفضي إلى المصادقة على عدد منها تساهم في كسب رهانات الثورة الرقمية يشكل توجها جوهريا ضمن الخيارات الوطنية. المشاركون في الدورات التكوينية: الاستثمار في القطاعات الواعدة مسارنا الاوحد كما رصدت "الصباح" تطلعات المشاركين من خريجي الاختصاصات صعبة الادماج المعنيين بدورات التكوين في القطاع الرقمي: وليد مزليني أستاذية في اللغة والاداب الروسية يقول: "أفكر في بعث مشروع رقمي في الترجمة الالكترونية والاكيد أن الدورات التكوينية ستساعدني على إعداد دراسة محكمة ودقيقة واضحة لفكرتي". عبد السلام كريم اختصاص علوم المكتبات والتوثيق يقول: "لا احمل فكرة واضحة وآمل أن تظاهرة الربيع الرقمي ستكون جسر المعلومة الكافية والاحاطة والمتابعة التي ستضعني في الطريق الصحيح ومن المؤكد أن الاستثمار في القطاعات الواعدة وكسب رهانات الثورة الرقمية يشكل توجها جوهريا ضمن الخيارات الوطنية." نورة عوادي الاستاذية في الحقوق تقول: "مع توفر جملة من الحوافز والاليات المساندة في إطار تشجيع الانتصاب للحساب الخاص وبمساعدة هياكل المساندة فان الحل هو بعث مشروع في القطاعات الواعدة اقتصاديا والمجددة وهذه فرصة تتاح لنا لخوض التجربة". هدى الجبالي اختصاص محاسبة ونجوى العويني أستاذية في اللغة والاداب الروسية أكدتا أن المعرفة والمعلومة هما عاملان أساسيان في تحديد مستوى معيشة الشعوب وتقدم الامم وفي ظل المنافسة العالمية والتحولات المتسارعة أصبح التحكم في التكنولوجيا وامتلاك مقومات التقنيات الحديثة شرطا أساسيا وهذا ما يجعل من الاستثمار في القطاعات الرقمية مسارا واعدا يجب على الشباب خوض غماره بعزيمة وإرادة وبلا تردد.