هو رجل سمعنا عنه الكثير وشاهدناه أكثر عندما كان مدربا لمنتخبنا الوطني لكرة اليد، جوانب خفية كنا نجهلها قبل زيارته عشية أول أمس الاثنين لمعهدنا الموقر، دراية كبيرة برياضة كرة اليد وتاريخ رياضي حافل بالمشاركات في التظاهرات الرياضية العالمية فضلا عن تتويجاته المختلفة وحبه لعمله واتقانه له ورحابة صدره ودماثة أخلاقه. هو بلا شك مدرب محنك وغني عن التعريف فهو الذي أشرف على حظوظ منتخبنا في خمس بطولات عالمية وسبع بطولات افريقية والمتحصل على ثلاث بطولات افريقية وهو الذي ترشح للألعاب الاولمبية بسيدني الاسترالية بعد سبعة وعشرين سنة من الغياب والمتحصل على الميدالية الفضية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، انه المدير الفني الجديد للجامعة التونسية لكرة اليد سيد العياري. الادراة الفنية: برنامج عمل جديد سيد العياري أكد في مستهل هذه الجلسة - التي فتحت الباب على مصراعيه أمام طلبة الإعلام الرياضي للاطلاع أكثر على واقع رياضة كرة اليد التونسية في الوقت الراهن- استعداده لتحمل المسؤولية المناطة بعهدته حاليا كاملة رغم الصعوبات التي تعيشها رياضة كرة اليد مؤكدا أن البرنامج الذي قدمه ميداني أكثر منه إداري ومشيرا إلى أن الهيئة الفنية الجديدة ستهتم بالعمل الميداني بشكل خاص كحضور المقابلات الودية والرسمية والتنسيق مع الهياكل التربوية للعمل على مستوى بيداغوجي وذلك من خلال الاهتمام بالتنشئة منذ السنوات الأولى وكذلك من خلال متابعة عمل مراكز التكوين التي تلعب دورا كبيرا في تطوير رياضة كرة اليد التونسية وموضحا في نفس السياق أن العمل القاعدي والتنظيم المحكم والعمل المتواصل أكثر من ضروري لضمان المشاركات المتواصلة لتونس في المحافل الدولية لا سيما أن الهدف الأساسي يبقى التأهل إلى دورة الألعاب الاولمبية لندن 2012. تدريب المنتخب ملف لم يحسم بعد عن الأسماء المرشحة لتدريب منتخبنا الوطني تمسك سيد العياري بعدم ذكر الأسماء، مؤكدا أن أغلب المدربين لهم حاليا ارتباطات ولم يتم تحديد أي اسم حتى اللحظة. وعن إمكانية أن يكون المدرب أجنبيا لم ينكر العياري هذا الاقتراح قائلا "المدرسة الفرنسية واليوغسلافية في البال لكن المهم هو التواصل والحوار بين المدرب واللاعبين وهو ما سنركز عليه عند اختيارنا للمدرب، موضحا وجود أسماء وكفاءات تونسية في بطولتنا قد يقع الاختيار على إحداها للإشراف على منتخبنا، ومشيرا في الوقت ذاته إلى أن الادراة الفنية تفضل التريث في هذا الموضوع حتى يوم 18 ماي القادم، موعد انتهاء البطولة لتجنب الوقوع في الخطإ. البطولة في حاجة إلى مراجعة تطرق المدير الفني للجامعة التونسية لكرة اليد إلى إحالة تنظيم البطولة الوطنية للرابطة الوطنية مؤكدا أن المكتب الجامعي سيتفرغ للقوانين والتخطيط على المدى البعيد وجلب المداخيل. وفي نفس الإطار وفي سؤال وجهه له أحد الطلبة حول مستوى البطولة، لم ينكر سيد العياري حاجتها إلى المراجعة وأكد أن طموحات بعض الأندية كبرت على الهياكل الرياضية، داعيا إلى ضرورة وجود حلول جذرية، مؤكدا أن الذي لا يتقدّم يتأخّر. الشبان هم المستقبل سيد العياري أكّد في هذا الإطار أهمية ايلاء الشبان بمختلف أصنافهم كل الاهتمام ملمحا إلى سعي إدارته الفنية إلى حسن تكوين وتأطير وإعداد الشبان ومشددا على ضرورة التعاون مع مختلف الأندية لاختيار المواهب ولاعبي النخبة وذلك من خلال تكوين الإطارات وتكثيف التربصات بالإضافة إلى ايلاء التحكيم أيضا مكانته والعناية اللازمة والبحث عن المواهب. وعن مستقبل كرة اليد في تونس أكد سيد العياري وجود العديد من الشبان الصاعدين والواعدين الذين سيحملون المشعل قريبا على غرار كمال العلويني وسليم الهدوي وإبراهيم الأغا وماهر كريم وأنيس المحمودي... مؤكدا انه جيل يترقب دوره ويجب إعطاؤهم الفرصة قائلا "نحن بدأنا في التوجه الجديد وخلال الألعاب المتوسطية وبطولة إفريقيا سنجد أربعة أو خمسة وجوه مخضرمة ستؤطر وتوجّه هذه المجموعة." تأثر العياري إلى حد البكاء في تدخل للأستاذ الصادق التواتي لإثراء الحوار بين الضيف والطلبة ومعرفة رأيه حول دور وسائل الإعلام ومدى قيامها بواجبها التوعوي والتثقيفي في ما يتعلق بمواكبتها لرياضة كرة اليد؟ لم ينكر سيد العياري تأخر وسائل الإعلام من الناحية التربوية والتثقيفية في تدعيم الرياضة واستنكر عدم إبداء بعض الإعلاميين لملاحظاتهم القيمة في ابانها، معربا عن رفضه لتحامل بعض الإعلاميين على بعض المسؤولين والمدربين واللاعبين عند الخيبات والهزائم ومستشهدا بتصريح إحدى الإعلاميات بضرورة انتداب مدرب محترف للإشراف على حظوظ منتخبنا لكرة اليد بعد خيبة البرتغال سنة 2003 وهنا بان التأثر البالغ على العياري الذي لم ينكر أنها جرحته بتصريحها، موضحا أن وصفها له بالمدرب غير المحترف كلمة لا تقال لمن قدّم دون حسابات للمنتخب ولرياضة كرة اليد التونسية مكتفيا بكلمة سامحها الله وداعيا إلى ضرورة تخصص الصحفي الرياضي في لعبة معينة حتى يقدم الإضافة للقارئ أو المشاهد أو المستمع عندما يدرك ابسط الجزئيات في اللعبة. وفي ختام الاستضافة قدم سيد العياري عددا من النصائح لطلبة الإعلام الرياضي الذين رأى فيهم جيلا جديدا ونورا للساحة الإعلامية الرياضية التونسية لتطوير الإعلام التونسي مثمنا العلاقة الأخوية لأستاذهم بهم وطريقة التعامل فيما يبنهم. ومن جانبهم لم يفت طلبة الإعلام الرياضي شكر ضيفهم على رحابة صدره ودماثة أخلاقه والتمني له بالنجاح في مهمته والدعاء بالشفاء العاجل لرفيق دربه سعيد عمارة بعد تقصير بعض وسائل الإعلام وتجاهلها لحالته الصحية. وقد حضر الجلسة المشرف على منتدى «كورة تونسية»عرفات مبروك. ياسمين بوذينة