تونس الصباح: لانهم ينتمون في غالبيتهم الى جيل واحد اصطلح على تسميته تاريخيا ب«جيل الثلاثينات» فان عددا كبيرا من رموز حركة الابداع الثقافي والتنوير الديني والاصلاح الاجتماعي في تونس من أمثال الشاعر ابو القاسم الشابي والكاتب الساخر علي الدوعاجي والعالم الجليل الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور سيكونون على امتداد ما تبقى من سنة 2009 الجارية محور انشطة فكرية واحتفالية على المستوى الوطني اعتبارا لان سنة 2009 تصادف الذكرى المائة لميلادهم. صيف الرموز سلطة الاشراف ممثلة في وزارة الثقافة والمحافظة على التراث اعدّت بالمناسبة برمجة احتفالية وتنشيطية ثرية ستتوزع على مختلف ولايات الجمهورية وتشتمل على عديد الأنشطة بين فكرية وابداعية لعل من ابرزها او لنقل اضخمها العرضين الفرجويين اللذين سيفتتح بهما كل من مهرجان قرطاج الدولي ومهرجان الحمامات الدولي دورتيهما لصائفة 2009.. فمهرجان قرطاج سيقترح بالمناسبة على جمهوره في حفل الافتتاح عرضا فرجويا يحكي جوانب من مسيرة الشاعر ابو القاسم الشابي فيما يقترح مهرجان الحمامات الدولي عرضا فرجويا مستوحى من سيرة وأدب الكاتب الساخر علي الدوعاجي.. اما عن الاحتفال بمائوية العالم الجليل الشيخ الفاضل ابن عاشور فما من شك في أن عديد الندوات الفكرية والعلمية ستنتظم بمشاركة جهات علمية واكاديمية وبحثية وسيكون محورها فكر وآثار هذا العالم الشيخ واسهاماته الاجتماعية في ابراز عمق وسماحة الفكر الديني الاسلامي.. الشابي والدوعاجي والآخرون والثنائي الشابي والدوعاجي ومعهما الشيخ الفاضل ابن عاشور هؤلاء الذين تحتفل تونس بمائويتهم هذا العام ما هم في الواقع الا حبّات من عقد علمي وابداعي واجتهادي واصلاحي نفيس وشّح في فترة ثلاثينات القرن المنقضي (القرن 20) صدر الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية في تونس.. عقد ضم أيضا من بين ما ضمّ المصلح الطاهر الحداد والنقابي محمد علي الحامي والزعيم الحبيب بورقيبة.. هؤلاء جميعا وغيرهم جيل الثلاثينات الذين وضعوا أسس ثقافة الاصلاح الاجتماعي والتحرّر الوطني وأثروا الثقافة التونسية بتآليف وابداعات ومواقف في مختلف أوجه الحياة عكست عمق حراك المجتمع التونسي في تلك الفترة وموقع تلك المنارة العلمية الخالدة (جامع الزيتونة) المحوري في «صنع» هذا الحراك بل وتوجيهه اعتبارا لان غالبية رموز جيل الثلاثينات من القرن 20 المنقضي في مجال الأدب والاصلاح الديني والاجتماعي وحاى النقابي والسياسي كانوا من «الزواتنة» فأبو القاسم الشابي كان زيتونيا وكذلك الطاهر الحداد وجل رموز «جماعة تحت السور» فضلا عن الزعيم النقابي محمد علي الحامي وعبد العزيز الثعالبي والطاهر والفاضل ابن عاشور.. الجزيري و«ضربة المعلّم» واذ لا بد للمرء أن يثمّن بادرة سلطة الاشراف في جعل سنة 2009 سنة احتفال بمائوية الثلاثي الشابي والدوعاجي والشيخ ابن عاشور بوصفهم من رموز جيل الابداع والاصلاح والعبقرية التونسية في ثلاثينات القرن 20 المنقضي فان مبادرة المخرج الفاضل الجزيري الذكية و«الاستباقية» في وضع فيلم «ثلاثون» الذي تناول فيه جوانب من سيرة حياة مجموعة من رموز جيل الثقافة والابداع والعبقرية التونسية في فترة الثلاثينات من ضمنهم الشابي والحداد وبورقيبة..تعدّ بحق «ضربة معلّم» سبق بها ومن خلالها الجميع في الاحتفاء ببعض رموز الجيل.. فضلا عن ان شريط «ثلاثون» يصلح بالفعل لان يعرض في فاتحة كل نشاط احتفائي بمائوية كل من الشابي والدوعاجي والفاضل ابن عاشور..