أمضينا اتفاقا مع أحد البنوك لتقديم قروض ميسّرة للتونسي لقضاء عطلته بعد تجربة نموذجية امتدت سنة كاملة (2006) تم اعتماد منظومة «أماديوس» بصفة رسمية منذ سنة 2007 كمنظومة مركزية للحجز تقدم عروض إقامة في الفنادق للتونسي بأسعار من المفروض أن تكون تفاضلية.. وشاركت في دعمها وزارة السياحة بالتنسيق مع الجامعة التونسية لوكالات الأنباء والجامعة التونسية للنزل ومؤسسة «أماديوس»، وضبطت لها جملة من الاهداف على رأسها تطوير السياحة الداخلية وترسيخ عقلية الحجز المبكر لدى التونسي. والأهم تقديم عروض متنوعة للتونسي بأسعار تفاضلية للإقامة في الفنادق انطلاقا مما تقدمه المؤسسات السياحية من أسرة وأسعار تضعها على ذمة التونسيين. وبعد مرور سنتين يبدو أن نتائج هذه المنظومة كانت ضئيلة حيث لم يتجاوز عدد الحجوزات عبر هذه المنظومة خلال السنة الفارطة 3668 عملية حجز وكان عدد الليالي السياحية في حدود 18282 ليلة وتتجسد أيضا محدودية مركزية الحجز «أماديوس» بالنظر الى عدد الفنادق المنخرطة فعليا في هذه المنظومة. ونقول فعليا لأن عددا كبيرا من الفنادق انخرط صوريا في المنظومة ولم يقدم عروض اقامات لفائدة السياحة الداخلية، حيث نجد أنه من بين 200 فندق منخرط في المنظومة 100 منها فقط قدمت عروضا وتعاونت مع منظومة «أماديوس» بشكل مستمر. نذكر كذلك أن 82% من الليالي السياحية المسجلة عبر منظومة «أماديوس» كانت في 50 فندقا فقط، كما أن عدد وكالات الأسفار المنخرطة في المنظومة لم يتجاوز 93 وكالة.. التزام المهنيين للتعرف على الأسباب التي حدت من نجاعة منظومة «أماديوس» ودورها في تشجيع السياحة الداخلية، توجهنا بالسؤال الى السيد الطاهر السايحي رئيس جامعة وكالات الأسفار، فأشار الى أن التجربة كانت لها فوائد تمثلت أولا في التوصل الى ايجاد منظومة تضمن للتونسي نفس ظروف الحجز المتوفرة للأجنبي مع توفير ضمانات أكبر في ايجاد أماكن في الفنادق، كما خلقت المنظومة مناخا تنافسيا أسفر عن بعث منظومات أخرى خاصة للحجز و«...كل ذلك في مصلحة المواطن التونسي».. في المقابل لم ينكر رئيس جامعة وكالات الأسفار وجود بعض السلبيات حدت من نجاعة منظومة «أماديوس» في بلوغ أهدافها، من ذلك أن عدد الأسرة الموضوعة على ذمة المنظومة مازال قليلا، كما أن الأسعار في أغلبها لا يمكن اعتبارها في متناول التونسي، نجد أيضا إلغاء الحجوزات من بعض الفنادق وعدم انخراط بعض الوكالات في المنظومة وحصولهم على الأسعار التفاضلية من الفندق، اضافة الى أجبار الحريف على دفع كافة المعلوم خلال القيام بعملية الحجز.. كلها عوامل حدت من نجاعة منظومة «أماديوس».. اقتراحات وأفادنا السيد الطاهر السايحي أنه لتفادي هذه السلبيات تم الاتفاق بين الاطراف الفاعلة في المنظومة على تنفيذ جملة من الاقتراحات خلال الفترة المقبلة من بينها احداث لجنة عمل تتكون من ديوان السياحة وجامعة وكالات الأسفار ومنظومة «أماديوس» تتولى عملية التفاوض حول الاسعار التفاضلية المقدمة للتونسي، وذلك ضمن اجتماعات جهوية مع تحسيس المهنيين في القطاع بدور منظومة «أماديوس» واهدافها مع العمل ايضا على بعث لجنة قارة تجتمع خلال الثلاثية الرابعة من كل سنة لوضع استراتيجية وبرنامج الحملة التحسيسية والاعلامية للترويج للسياحة الداخلية ضمن منظومة «أماديوس».. تجربة جديدة من جهة أخرى ذكر السيد السايحي أن الجامعة أمضت مؤخرا اتفاقا مع أحد البنوك (التجاري بنك) لتقديم قروض شخصية لحرفائه لقضاء العطل، مع الاتفاق على تقديم تسهيلات لاستهداف عدد أكبر من الشرائح الاجتماعية عبر تحديد نسبة دخل أدنى في حدود 500 دينار تقريبا، وذكر أن التجربة يمكن أن تشمل اتفاقيات مع بنوك أخرى متى توفرت الفرص المناسبة وكل ذلك في اطار تمكين التونسي وتشجيعه على السياحة والترفيه..