تونس الصباح: لوحظ ان مصاريف تلاقيح الاطفال بالنسبة لاوليائهم المنخرطين في منظومتي استرجاع المصاريف وطبيب العائلة، لا تسترجع، وما على الاولياء الراغبين في تلقيح ابنائهم لدى الاطباء الذين اختاروهم في اطار المنظومتين المذكورتين
سوى اقتناء التلاقيح من الصيدليات على نفقاتهم الخاصة ودفع معاليمها كاملة الى الصيدلي، وذلك اضافة الى المبالغ المالية الاخرى التي يتعين عليهم دفعها للطبيب الذي سيتولى القيام بعملية التلقيح او لاقتناء الادوية اللازمة للتخفيف من الالام المنجرة عن التلقيح.. وهكذا يمكن ان تصل كلفة تلقيح واحد على سبيل المثال الى ستين دينارا او اكثر. واستفسارا عن هذه المسألة التي اقلقت الكثير من الاولياء نظرا لان معاليم حقن التلاقيح اثقلت كاهلهم، افادتنا مصادرنا بالصندوق الوطني للتأمين على المرض قائلة: «بالفعل نجد مصاريف التلاقيح حاليا غير قابلة للاسترجاع بالنسبة للمنخرطين في منظومتي طبيب العائلة واسترجاع المصاريف.. لكن هناك امل في اضافة هذه التلاقيح مستقبلا الى روزنامة الادوية، التي يتكفل بها الصندوق ويمكن استرجاع مصاريفها. ويذكر ان جميع التلاقيح تؤمن في مراكز الرعاية الصحية الاساسية بصفة مجانية وذلك بالنسبة لمن اختاروا المنظومة العمومية وحتى منظومة طبيب العائلة او استرجاع المصاريف. ولكن يبدو ان الكثير من الاولياء لا يدركون ذلك.. وفي هذا الاطار يقول احد الصيادلة ان جل الاولياء المنخرطين في منظومة استرجاع المصاريف او منظومة طبيب العائلة لا يلقحون لابنائهم في مراكز الرعاية الصحية الاساسية رغم انها عملية مجانية وذلك لان اطباءهم لا يخبرونهم بهذا الامر.. وبين ان العديد منهم يقتنون حقن التلاقيح على نفقاتهم الخاصة وهو يرى ان في ذلك خسارة مضاعفة.. فالمواطن يخسر ثمن الحقنة ولا يسترجعه من ناحية ومن ناحية اخرى فان اقتناء حقنة لتلقيح طفل واحد يعد هدرا للدواء.. نظرا لان حقنة واحدة تحتوي على كمية كافية من الدواء لتلقيح عدة اطفال.. لكن لوحظ ان طبيب العائلة او الطبيب في منظومة استرجاع المصاريف يستعملها لتلقيح طفل واحد باخذ الكمية اللازمة، ويتعمد اتلاف ما تبقى بالحقنة من الدواء لانه لا يمكن الاحتفاظ به. ولكن في المقابل نجد ان الحقنة الواحدة تستعمل في مراكز الرعاية الصحية الاساسية لتلقيح عدة اطفال.. ولهذا السبب تحدد هذه المراكز روزنامة للتلقيح.. لكن هذه الروزنامة قد لا تتزامن مع المواعيد التي يجب ان يتم خلالها تلقيح الطفل لذلك عادة ما يحصل تأخير في موعد تلقيحه لا لشيء الا لان مركز الرعاية الصحية الاساسية ورغبة منه في ترشيد الدواء.. يعمل على جمع العدد الكافي من الاطفال لفتح الحقنة لتلقيحهم. ولاشك ان المشرفين على قطاع الرعاية الصحية الاساسية على بينة بهذا المشكل خاصة وانهم يشجعون الاولياء على تلقيح ابنائهم في المواعيد. الامراض التي تتطلب التلقيح تشير معطيات ادارة الرعاية الصحية الاساسية الى ان تلقيح الطفل يعد احسن ضمان لحمايته من الامراض الجرثومية المعدية لان المواد الدفاعية التي يكتسبها المولود من امه اثناء الحمل او من خلال الرضاعة لا تكفي وحدها لمقاومة الامراض التي قد تهدد حياته خاصة بعد الشهر الرابع من عمره. وتتمثل الامراض الثمانية التي تستوجب التلقيح ضدها هي الكزاز والحصبة والسل والشلل والتهاب الكبد الفيروسي صنف «ب» والسعال الديكي والخناق وجرثومة الهيموفيلوس انفلونزا صنف «ب». وتتمثل اعراض مرضى الكزاز في ظهور تشنج في عضلات الوجه خاصة على مستوى الفم مما يسبب عند المولود عجزا عن الرضاعة وسرعان ما تتسرب هذه الاصابة الى كافة عضلات الجسم ومن بينها عضلات الجهاز التنفسي مما يؤدي غالبا الى الموت. اما اعراض الحصبة فتبدأ بحمى ورشح في الانف والحلق والعينين ثم يظهر طفح على جلد المريض يبدأ على مستوى الرأس ثم يغطي كامل الجسم.. ويذكر في هذا الصدد انه تم القضاء على الحصبة بصفة ملحوظة وقد تم السنة الماضية تسجيل حالة واحدة فقط. اما مرضى السل فتتمثل اعراضه في سعال وحمى خاصة في الليل وهزال في الجسم وعسر التنفس ويظهرالدم في البصاق احيانا ويعد التلقيح بالب س ج عند الولادة وسيلة لحماية الطفل من هذا المرض وبالنسبة لمرض الشلل فان اهم اعراضه هي ارتفاع درجة حرارة الجسم والصداع وآلام حادة في عضلات الرقبة والظهر والاسهال وسرعان ما تنتهي هذه الاعراض بالشلل وتكمن خطورته في امكانية اصابة عضلات الجهاز التنفسي مما يؤدي الى وفاة الطفل. ومن اهم اعراض مرض التهاب الكبد الفيروسي صنف «ب» اصفرار الوجه وخاصة العينين والارهاق والتعب.. وتتمثل اعراض السعال الديكي في ظهور نوبات شديدة من السعال المتواصل ينجم عنها عجز المريض عن التنفس وقد يؤدي ذلك التهاب الرئة والاختناق.. وتتمثل اعراض مرض الخناق في اصابة اللوزتين والحلق والانف والاغشية المخاطية وتتكاثر الجراثيم بها مسببة التهابا مع ظهور غشاء ابيض وانتفاخ في مستوى الرقبة تنجر عنه صعوبة في التنفس. وبالنسبة لجرثومة الهيمونيلوس انفلونزا صنف «ب» فانها تتسبب في التهاب المفاصل والتهاب الرئة والتهاب السحايا وبذلك فان الامراض التي تستوجب التلقيح ضدها، تعد من الامراض الخطيرة على صحة الطفل والمهددة لحياته.