المصالحة مؤجلة إلى منتصف رمضان تونس - الصّباح: توقع كاتب عام الجامعة الوطنية لصيد الأعماق وصيد التن بروز بوادر انفراج ومصالحة بين المستهلك ومنتجات الصيد البحري بداية من النصف الثاني من شهر رمضان القادم غداة انتهاء موسم الراحة البيولوجية التي تمتد ثلاثة أشهر بداية من جويلية إلى غاية سبتمبر وهي الفترة التي يتوقف فيها نشاط الصيد لتمكين المنتوج البحري من راحة محددة في الزمان والمكان تسمح للثروة السمكية بالتجدد والتكاثر والنمو الطبيعي بعيدا عن الاستنزاف والصيد الجائر بما يضمن عودة الانتاج إلى نسق يلبي حاجات السوق موفى الصائفة. لكن في انتظار هذا الموعد هل سيتواصل حرمان جانب كبير من المستهلكين من الأسماك وعزوفهم الاضطراري عنها اتقاء شر أشواك أسعارها المشطة التي باعدت بينهم وبين طعم الأسماك الطبيعية حتى أضحى البعض يكتفي بالتجوال داخل أسواق السمك وشم رائحته دون التجرؤ على اقتنائه. الأحوال الجوية في قفص الإتهام السيد نور الدين بن عياد المتحدث باسم مهنيي الصيد البحري بالأعماق عزا هذه الوضعية إلى نقص الإنتاج المسجل طوال الأشهر المنقضية من هذه السنة والذي بلغ نسبة 30% مقارنة بالسنة الماضية التي سجلت بدورها تراجعا عن الموسم السابق لها بنسبة 6%. وعن أسباب هذا النقص فقد لخصها بن عياد في تقلص المخزونات القاعية وكذلك مخزونات الأسماك العائمة والأهم من ذلك أن عدد الأيام الصالحة للعمل تراجع بدوره بشكل كبير حيث تزايدت بنسبة 40% الاشعارات بالانواء مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة بتسجيل أكثر من 52 اشعارا في هذا الصدد وهو ما حال دون الخروج للصيد في فترات عديدة لينعكس مباشرة على حجم الانتاج ونسقه. مراهنة على الراحة ومع اقتراب موعد الراحة البيولوجية التي ينقطع فيها نشاط الصيد في عدد من المواقع البحرية ولفترة 90 يوما بالتمام والكمال لا يستبعد تواصل استقرار هذا الوضع خلال الفترة الصيفية في انتظار أن يحل الفرج ويتصالح التونسي مع «صحيّن حوت» شهي كما كان الحال سابقا وبكلفة معقولة.. التوريد لسد النقص وأشار المتحدث إلى أن تغطية نقص الانتاج الطبيعي المحلي يتم عبر التوريد الذي شهد في الفترات الأخيرة تصاعدا في الكميات وفي القيمة المالية وبرجوعنا إلى تقرير محوصل لنشاط التوريد يتضح أن الواردات من منتوجات الصيد البحري خلال الثلاثة أشهر الأولى من 2009 بلغت 10,7 ألف طن بقيمة 20,5م.د مقابل 5,2 ألف طن بقيمة 10م.د خلال نفس الفترة من السنة الماضية مما يبرز تطور كميات العرض من الانتاج القادم من خارج بحارنا. شفافية العرض فهل يتم إعلام المستهلك بمصدره؟ خصوصا وأن السمك الموريتاني أو العماني أو الليبي أصبح يسجل حضوره داخل أروقة أسواق السمك بشكل لافت وتقاسمه هذا الحضور أصناف الأسماك المربية بالسدود والبحيرات الجبلية أو عبر تقنية الأحواض والأقفاص العائمة. لم يتردد في لفت النظر إلى مسألة التكتم عن مصدر المنتوج المعروض سيما وأنه يجمع بين المحلي والمورد والمربي ويفترض إعلام المستهلك وتعريفه بمآتاه التزاما بشفافية البيع وترسيخا لثقافة استهلاكية تفي المواطن حقه في المعلومة الصحيحة وإن أشاد كاتب عام الجامعة بجودة الأسماك المتوسطية ونكهتها المميزة خلافا لبعض المصادر الأخرى التي يعتبر طعمها أقل جودة داعيا على صعيد آخر إلى التصدي لظاهرة تعمد بعض الباعة خلط السمك المربي بالطبيعي وتسويقه بنفس الأسعار تكريسا لحق المستهلك في الاختيار. نظام موحّد اغتناما لفرصة اللقاء بكاتب عام جامعة الصيد البحري سألناه عن مدى تقدم الدراسة المتعلقة بوضع برامج نظام موحد للتغطية الاجتماعية في قطاع الصيد البحري وهو الاجراء الذي كان أقره رئيس الدولة لضمان التغطية المتكافئة لمختلف الناشطين في القطاع وتجنب تشتت الأنظمة وتفاوت المنافع المسداة أفاد محدثنا بأن الدراسة بصدد الانجاز وأن المهنة تفضل التروي وعدم التسرع في إعدادها ضمانا لجدواها وتحقيقا للهدف المنشود في توحيد الأنظمة بطريقة تؤمن المنافع لمختلف أصناف البحارة ويجرى حاليا دراسة نسب مساهمة كل فئة بطريقة مدروسة ومقننة تكرس البعد التضامني بين البحارة. مواسم الصيد متابعة لسير تنظيم مواسم الصيد المحددة بفترات معينة يحجر اختراقها تفيد معطيات صادرة عن المهنة أن انطلاق موسم صيد اللنقوسطة تم يوم غرة مارس 2009 ويتواصل الى موفى جوان بالمياه الاقليمية ويمتد خارجها الى منتصف سبتمبر. وانطلقت الفترة الأولى من موسم صيد القمبري بخليج قابس يوم 15 ماي وتتواصل الى موفى جوان. وتشير مؤشرات انتاج بعض الأصناف الى تراجع في الكميات تتعلق بصيد الأخطبوط حيث بلغ الانتاج إلى موفى مارس 2009: 1411 طن مقابل 1464 طن خلال نفس الفترة من السنة الماضية وبلغ انتاج القفالة 313 طنا مقابل 467 طنا.