سواء توفّر عرضه أو تراجع لم تعد "بورصة الحوت" تعني كثيرا للمستهلك العادي الذي تعوّد غلاء أسعاره وشحّ تزويده حتى كاد يهجر قفّته لولا "المربّي" أو بعض أصناف السمك الأزرق التي ظلت من حين لآخر تسعى لاستمالة حافظة نقوده لتصيب حينا وتخفق أحيانا كثيرة. ولعل التراجع المسجل في إنتاج الصيد البحري المقدر ب11بالمائة خلال الربع الأول من السنة الجارية مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية مايعادل 33 ألف طن لم يفاجأ المواطن ولم تثر تداعياته المباشرة على الأسعار ضغينة المستهلك المتوسط الدخل الذي يبدو أنه قارب على الإلقاء بالمنديل والالتحاق بركب الزوّالي في انتظار أن تعيد النتائج المأمول جنيها من اعتماد نظام الراحة البيولوجية الحقّ في تمتع الجميع بالسمك بسعر معقول ومقبول على أساس أن فترة توقف الصيد لمدة 3أشهر تسمح بتكاثرالموارد البحرية ونموها بشكل طبيعي وفي ذلك ضمانة لاستدامتها حسب العارفين بالشأن البحري. وعلى كل ّمهما يكن الأمر لن يطول صبر المستهلك أكثر على اعتبار أنّ التجربة الجديدة في العمل بهذا النظام بدءا من جويلية القادم كما جرت العادة وإلى غاية سبتمبر ستمكن من تقييم المنظومة بصفة علمية دقيقة وتحدد مدى انعكاسها الإيجابي على تجدد الثروة السمكية بخليج قابس بعد نحو الأربع سنوات من إقرار الراحة لتعود معها المصالحة بين المواطن وطبق السمك. اضطراب النشاط فسّر مصدر مسؤول بالإدارة العامة للصيد البحري أسباب النقص في الإنتاج باضطراب نشاط الصيد وعدم انتظامه خلال الثلاثي الأول كما تراجعت الواردات بصفة ملحوظة وأفاد المتحدث في تصريح للصباح- بأنّ حجم التوريد بلغ هذه الفترة 15222 طنا بقيمة مالية ناهزت 37,8 مليون دينار مقابل 19350 طنا بقيمة 35,4 مليون دينار. لترتفع في المقابل كفة الصادرات بفارق ملحوظ بلغ أكثر من 4 ألف طن حيث تم تصدير 12544 طنا بعائدات من العملة الصعبة ب 123،1مليون دينار مقابل 77،7 مليون دينار. ويعتبر المنتوج المتأتي من تربية الأسماك الأكثر انتعاشا بارتفاع انتاجه وهو ما أتاح تعويض نقص انتاج السمك الأبيض. غلق موسم التن يبلغ موسم صيد التن نهايته بعد غد الثلاثاء 14جوان على الساعة منتصف الليل حسب التوقيت المحدد من الهيئة الدولية لصون التنيّات ليتوقف النشاط كليا. يذكر أنّ موسم الصيد يستغرق شهرا واحدا وبحصص محددة لكل بلد منتج يمنع تجاوزها ووفقا للبيانات المتوفرة فقد بلغ الإنتاج المحلي إلى غاية أوّل أمس ما بين 550 و600 طن من مجموع حصة تقدر ب860 طنا ومن غير المستبعد استكمال الكمية المتبقية قبل انتهاء المهلة. جديد الراحة من المتوقع أن يتضمن الأمر المنظم للراحة البيولوجية في نسخته الخاصة بصائفة 2011 والذي بلغ لمساته الأخيرة عديد الإجراءات منها سحب التغطية الاجتماعية لأوّل مرّة على البحّارة المعنيين بالراحة وتمتيع "الرقّاعة "بالمساعدات المالية المستوجبة طوال فترة توقّف النشاط. ويتواصل في الأثناء التشاور حول ربط المساعدات بالمخالفات المسجلة أثناء الموسم في انتظار حسم أمرها. للإشارة فإنّ المهنة أعربت منذ الموسم المنقضي عن شجبها ربط المنحة بالمخالفات المرتكبة طوال الموسم حتى لا يؤاخذ صاحب المركب بذنب مرتين. وبخصوص المنح فإنّ التوجه يسير نحو صرف قسطها الأول منذ الشهر الأول من توقف النشاط وصرف القسط الثاني في غضون الشهر الموالي.