احيل على انظار الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس متهم في العقد الثالث من عمره وجهت له تهمة الاعتداء على السلف واستهلاك مادة مخدرة. انطلقت الابحاث في القضية بشكاية تقدمت بها والدة المتهم ضد ابنها وذكرت انها تعرضت الى الاعتداء بالعنف من قبل فلذة كبدها. وحول الاسباب التي ادت الى ذلك ذكرت الشاكية انها ارملة وقد توفى زوجها وترك لها ثلاثة ابناء اثنان يزاولان تعليمهما باحد المعاهد الثانوية فيما انقطع الثالث وهو المتهم في قضية الحال عن الدراسة ودخل عالم الانحراف حيث انه اصبح يعاقر الخمر ويستهلك المخدرات وقد ضاقت بوالدته كل السبل لاقناعه وردعه للعودة الى الجادة حتى انه اصبح يطالبها بالنقود لشراء المواد المخدرة واستهلاكها على الرغم من علمه بكونها تعمل كمنظفة باحدى الشركات الخاصة وان راتبها لا يكفي لاعالتهم. ويوم الواقعة عاد الابن حوالي الساعة العاشرة ليلا في حالة سكر مطبق وهيجان وطلب من والدته تمكينه من المال لشراء قطعة من الزطلة فامتنعت عن تسليمه المال وهو ما اثار غضبه فعبث بمحتويات المنزل وكسر التلفاز ولم يكتف بذلك بل اعتدى على والدته بالعنف عندها توجهت على الفور الى اقرب مركز الأمن القريب من منزلها والكائن بجهة الجبل الاحمر وتقدمت ضد ابنها بشكاية وبعد ايقاف هذا الاخير والتحرير عليه من طرف الباحث اعترف بتفاصيل الواقعة وذكر انه عنف والدته اما في خصوص استهلاكه للمخدرات نفى ذلك ولكن بعرضه على التحليل البيولوجي اتضح ان سوائله تحتوي على تلك المادة. وخلال مثوله بجلسة المحاكمة انكر تهمة الاعتداء على السلف متراجعا فيما صرح به سابقا واعترف باستهلاك المخدرات وبعد المفاوضة الحينية قضت المحكمة بسجن المتهم مدة 6 اشهر بالنسبة للتهمة الاولى وبعام سجنا بالنسبة للتهمة الثانية.